تصعيد الحرب النفسية قبل مفاوضات إلغاء الحظر في فيينا

تصعيد الحرب النفسية قبل مفاوضات إلغاء الحظر في فيينا
السبت ٠٦ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : في حين من المقرر ان يتم استئناف مفاوضات الغاء الحظر من قبل الفريق الجديد في الحكومة الإيرانية الجديدة في ال29 من شهر نوفمبر ، تقوم امريكا ، أوروبا وبالطبع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتدبير هجمات متزامنة وموجهة في سياق الحرب الناعمة ضد إيران وتتابع هذا المخطط بقوة.

الاعراب :

-رغم أن الخلاف بين وجهات نظر الجانبين وتوقعاتهما من المفاوضات المقبلة متبادلة ، الا ان هذا لا يعني أن التوصل إلى اتفاق يواجه طريقا مغلقا، وذلك لان ايران اعلنت دائما معارضتها للمفاوضات من اجل المفاوضات ولا تؤمن سوى باتفاق يضمن لها منافعها ، ولو كان هناك شعور غير هذا يسود الجانب الايراني لما وافقت على اجراء مفاوضات لا تضمن لها اي مكسب .

- في مقابل الرؤية الايرانية ، يبدو أن الغرب وكما يتضح من بعض المواقف المعلنة ، لا يزال يأمل في الدخول في لعبة جديدة في اطار اتفاق مرحلي وبالطبع طويل الامد يؤدي إلى إرهاق واستنزاف إيران وارغامها على الرضوخ للمطالب الغربية .

- أوروبا ، المتهمة الثانية بعد امريكا فيما يخص الملف النووي الايراني ، وفي حين لا تزال غير جديرة بالثقة من قبل ايران بسبب عدم وفائها بالتزاماتها الأحد عشر في مقابل انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، تحاول التعامل مع القضية النووية في الظروف الجديدة من منطلق بلطجي . وفي هذا الاطار فقد اعلنت فرنسا رسميا خلال الأيام الاخيرة بأنها تتشاور مع حلفائها حول كيفية الرد على عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

-الجهود التي تبذل لفرض قضية خيالية متمثلة في "عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بدلا من "خرق العهد الأمريكي" من جهة ، وتقاعس أوروبا من جهة أخرى، هي جزء من نهج أمريكي-أوروبي جديد الهدف منه توجيه تهديد جماعي وترهيب ايران قبل انطلاق محادثات فيينا المقررة في الـ29 من نوفمبر .

-في غضون ذلك ، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الذي تجاهل جميع التزامات منظمته ومواقفها التخريبية اعلن قائلا : "بدون إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنشطة إيران النووية ، لن تنجح عملية إحياء الاتفاق النووي". لقد تناسى غروسي عن سبق اصرار القوانين المتعلقة بالاشراف على النشاطات النووية الايرانية ليستكمل أحجية الحرب الناعمة الأخيرة التي يفرضها الغرب على إيران. يجب ان لا ننسى بان غروسي هو الممثل الرسمي لامريكا والمقاول الفعلي لها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

- الرسالة الأخيرة التي وجهها 17 عضوا في الكونغرس الأمريكي إلى بايدن والقاضية بضرورة وقف المحادثات رغم أنها جاءت بذريعة هجوم إيران على "التنف"، لكنها تكشف عن حقيقة أساسية وهي أن امريكا لازالت طرفا غير موثوق به في المفاوضات . الطريف في هذا البين ان منظمي الرسالة صرحوا رسميا بأنه في حال سيطرة الجمهوريين على المجلس الأمريكية ، فانهم لن يلتزموا بالاتفاق الذي يتم التوصل إليه. ربما فوز النائب الجمهوري في الانتخابات الاخيرة التي جرت في ولاية فيرجينيا قد يزيد من حساسية هذا التهديد .

- تاتي هذه الحرب النفسية الأمريكية الأوروبية بمعية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، في حين ان إيران اعلنت صراحة بانها ستشارك في المفاوضات القادمة من اجل الغاء الحظر المفروض عليها فقط ولن ترضى باقل من الغاء الحظر بشكل كامل في حال عودتها للاتفاق النووي . كما يجب ان ناخذ بعين الاعتبار ان الحكومة ترى نفسها ملزمة بالتطبيق الدقيق لقانون البرلمان فيما يخص الغاء الحظر . ربما اعلان ايران امتلاكها 25 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسة 60 بالمائة قد يكشف عن جانب من جدية ايران الى الجانب الغربي في هذا الخصوص .

- النقطة الأخيرة والأكثر جوهرية هي أن إيران ستحضر المفاوضات المقبلة في وضع يكون فيه سيناريو وخدعة تذبذب السوق الإيرانية بسبب التغيرات الناتجة عن المفاوضات النووية قد اصبح باليا، ويمكن لهذا الامر ان يشكل ورقة رابحة بيد الجانب الايراني في هذه المفاوضات .