بايدن يعترف ضمنياً بفشل أمريكا في تصفير صادرات إيران النفطية

بايدن يعترف ضمنياً بفشل أمريكا في تصفير صادرات إيران النفطية
السبت ١٣ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٧:١١ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مذكرة بعث بها لوزارة الخارجية يوم امس الجمعة انه :"تماشيا مع استنتاجات مسبقة، فهناك إمدادات كافية من النفط والمنتجات البترولية من دول أخرى غير إيران للسماح بتخفيض كبير في كم النفط والمنتجات البترولية المشتراة من إيران من قبل أو من خلال مؤسسات مالية أجنبية".

العالم كشكول

وأضاف بايدن أن القرار اتُخذ بناء على تقارير رفعتها للكونغرس الامريكي، إدارة معلومات الطاقة، إضافة إلى عوامل أخرى مثل الأوضاع الاقتصادية العالمية، والطاقة الفائضة، والاحتياطيات الاستراتيجية.

المعروف ان البيت الأبيض ملزم بالتأكيد كل ستة أشهر على وجود إمدادات نفطية كافية على مستوى العالم لاستمرار الحظر ضد إيران التي تم فرضها في عام 2012 خلال إدارة باراك أوباما.

الهدف من كل هذه المحاولات الامريكية، لاغرق السوق العالمية بالنفط، عبر الضغط على الدول المصدرة للنفط في العالم ، وخاصة تلك التي تدور في فلكها مثل السعودية، ليس من اجل خفض اسعار النفط لصالح الدول المستوردة، بل من اجل التضييق على ايران، ومنع العملاء لشراء النفط الايراني، وبذلك تكون قد واصلت سياسة الحظر احادية الجانب وغير القانونية التي تفرضها على ايران.

هذه السياسة الامريكية، التي لا يمكن وصفها الا بالبلطجة والارهاب الاقتصادي، لا تمارسها امريكا ضد ايران فقط، بل ضد الدول المنتجة للنفط والاقتصاد العالمي، فهي تضر حتى بمصالح حلفاء امريكا في المنطقة والعالم، وتصب في صالح "اسرائيل" والصهيونية العالمية فقط.

اللافت ان هذه السياسة الامريكية الحاقدة ضد ايران، والتي يتم متابعتها بدقة متناهية كل 6 اشهر، من اعلى هرم في السلطة الامريكية، تتزامن مع عملية استجداء فاضحة للتفاوض مع ايران حول الاتفاق النووي، وهي مفاوضات الهدف منها رفع الحظر والعقوبات الامريكية عن ايران، الامر الذي يفضح حجم النفاق الذي تتسم به السياسة الامريكية.

اخيرا، مذكرة بايدن التي تتحدث عن اغراق السوق العالمية بالنفط من اجل حرمان ايران من بيع نفطها، هو اقرار صريح بعجز امريكا عن تحقيق اهدافها، عبر سياسة "الضغوط القصوى" الفاشلة، فلو كان بامكان امريكا حرمان ايران من بيع نفطها، لما لجأت الى هذه الوسيلة الغبية للضغط على ايران، ايران التي تمكنت من مقاومة كل هذه العقوبات المفروضة عليها منذ 4 عقود، وحققت نهضتها العلمية والصناعية والزراعية والعسكرية في ظل الحظر الامريكي، الذي حوله الشعب الايراني من تهديد الى فرصة.