الجيش السوري يغلق جبهات شمال حلب امام القوات التركية

الجيش السوري يغلق جبهات شمال حلب امام القوات التركية
الإثنين ١٥ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

سارت الأحوال والترتيبات الميدانية في الآونة الأخيرة شمال وشمال شرق سوريا من الجيش السوري والقوات الروسية الحليفة وقوات الاحتلال الأميركي بشكل يوحي وكأن ملف تهديدات تركيا بغزو مناطق محددة قد أغلق إلى غير رجعة، وكأنه من مخلفات الماضي على الرغم من انتشار الجيش التركي ومرتزقته على الشريط الحدودي مع تلك المناطق وعلى طول خطوط تماس الجبهات الافتراضية.

العالم - سوريا

وحدثت تطورات ميدانية نوعية أمس في مناطق شرق وغرب نهر الفرات، تشي برفع كل من موسكو وواشنطن «فيتو» في وجه تركيا لمنعها من تحريك جيشها والجماعات المسلحة التي تدعمها على طول خطوط التماس المنتخبة لشن عدوان عبرها ابتداء بتل تمر في شمال الحسكة وعين عيسى في شمال الرقة وتل رفعت ومنبج وعين العرب بحلب، في ظل اتخاذ دمشق موقف حازم إزاء تهديدات التركية عبر تعزيز مواقع الجيش السوري وتشكيله سدا منيعا بمحاذاة جبهات القتال لصد أي عدوان محتمل.

مصادر ميدانية، في ريف حلب الشمالي، أكدت لـ«الوطن»، أن الجيش السوري دفع أمس بتعزيزات عسكرية جديدة إلى ريف تل رفعت الشمالي في المناطق المحاذية لخطوط التماس مع القوات التركية والجامعات المسلحة ما يسمى «الجيش الوطني»، التي أسسها الجيش التركي في المناطق التي يسيطر عليها شمال وشمال شرق البلاد، قوامها دبابات ومجنزرات ومدفعية ثقيلة وعربات جند وجنود.

وأشارت المصادر إلى أن التعزيزات الجديدة للجيش العربي السوري إلى شمال حلب هي الثانية منذ مطلع الشهر الجاري والرابعة من نوعها بعد إطلاق الرئيس رجب طيب أردوغان تهديداته بغزو مناطق شمال وشمال شرق سوريا، من بينها تل رفعت التي تتصدر قائمة أهدافه مع البلدات التابعة لها، وخصوصاً منغ ومطارها العسكري الذي عززت قوات الجو الروسية وجودها فيه في رسالة تحذير لتركيا من مغبة التحرك العسكري باتجاهه.

ولفتت إلى أن الهدف الأساس من الحشود الأخيرة للجيش العربي السوري بريف حلب الشمالي، إغلاق جبهاته بشكل كامل بوجه أي عدوان تركي نحو بلداته الحيوية، وفي مقدمتها تل رفعت، التي تحتفظ الشرطة العسكرية الروسية فيها بقاعدة عسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ نهاية ٢٠١٩.

كما شهد ريف حلب الشمالي الشرقي تحركا مشابهاً للجيش العربي السوري الذي أرسل دفعة تعزيزات جديدة إلى منطقة عين العرب بالقرب من الحدود التركية التي حشد الجيش التركي جنوده وآلته العسكرية على طولها، وذلك بعد أيام من تعزيز الجيش العربي السوري لجبهاته في كل من منطقتي الباب ومنبج بريف المحافظة الشمالي الشرقي تحسباً لشن الجيش التركي عدوان نحوهما.

في ريف الحسكة الجنوبي الغربي، دق الاحتلال الأميركي مسماراً جديداً في نعش الحلم والأجندة التركية الساعيه إلى توسيع نفوذها العسكري في المنطقة، إذ أفادت مصادر أهلية في المنطقة لـ«الوطن»، بأن قوات الاحتلال الأميركي استطلعت أمس مساحة واسعة في المنطقة بغية إنشاء قاعدة ومطار عسكري يحول دون تقدم الجيش التركي المرابض على الحدود وعلى خطوط التماس، في خطوة رادعة سبقتها خطوة مماثلة في ٩ الشهر الجاري تمثلت بمساع أميركية لإنشاء قاعدة عسكرية بريف المحافظة الشمالي الغربي، وبالتحديد في منطقة تل تمر التي تشكل أحد الأهداف المتوقعة للعدوان التركي.

في الأثناء، استقدمت ما تسمى قوات «التحالف الدولي»، والذي تقوده واشنطن، تعزيزات جديدة عسكرية ولوجستية مؤلفة من ٤٠ شاحنة دخلت الأراضي السوري من شمال العراق وتمركزت في قواعد الاحتلال الأميركي بأرياف الحسكة ودير الزور.

وفي سياق آخر، ذكرت مصادر محلية أن الفصائل الشعبية استهدفت بالأسلحة الرشاشة سيارة تابعة ل «قسد» كانت تسير على الطريق المؤدية إلى قرية غريبة بريف دير الزور الشمالي ما أدى إلى مقتل اثنين من مسلحيها، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».