شاهد: القمة الاميركية الصينية بين المجاملات والنزاعات

الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٨:٠٥ بتوقيت غرينتش

قد لا تكون مصطلحات الدبلوماسية صادقة في أغلب الاحيان، فقد تخفي المجاملات بوادر أزمات ونزاعات، أمر لا تستثنى منه القمة الأمريكية الصينية، التي بدأت بغزل دبلوماسي وتلطيف للأجواء المشحونة، بين الرئيسين جو بايدن وشي جين بينغ، قمة لتخفيف التوتر الذي لامس الذروة.

العالم - الأميرکيتان

جو بايدن أكد على ضرورة وجود حواجز لمنع اندلاع نزاع بين البلدين، وأن التنافس بين الطرفين لا ينبغي أن يتحوّل إلى نزاع، سواء أكان مقصوداً أم لا. فيما دعا جين بينغ إلى تحسين التواصل بين بكين وواشنطن، مشيرا إلى استعداده للتعاون مع بايدن الذي وصفه بالصديق القديم.

حسّاسية الملفات التي بحثت في القمة، أدخلت الزعيمين في محادثات خاصة، أمتدت لعدة ساعات، رغم تشديد الطرفان على وجوب عدم عقد الآمال على نتائج فورية هامّة لهذه القمة. ملفات ضاعت بين دخان الحرب التجارية، وبيانات السياسة والأمن القومي، والملف الاكثر تعقيدا وهو تايوان، التي حذر بايدن بكين من أي محاولة أحادية لتغيير الوضع فيها، كما اعرب عن قلقه بشأن ما اعتبرها ممارسات في التيبت وهونغ كونغ، مبدياً مخاوفه حيال حقوق الإنسان في الصين.

شين بينغ من جانبه حذر أيضا واشنطن من أن بلاده ستضطر لاتخاذ إجراءات حاسمة إذا تجاوزت القوى المؤيدة لاستقلال تايوان خطا أحمر، وأن التحريض على استقلال الجزيرة هو لعب بالنار، مشددا على عدم استغلال قضية الأمن القومي لامريكا في قمع الشركات الصينية.

نبرة التحذير التي ظهرت في محادثات الجانبين، لم تغيّب اللهجة التصالحية فيما بينهما، فبايدن اكد لجين بينغ على التزام واشنطن بموقفها حيال الصين الواحدة، كما لوحت بكين برغبتها في إعادة العلاقات إلى الطريق الصحيح، معتبرة أن القمة كانت صريحة وبناءة وموضوعية ومثمرة. فيما يرى مسؤولون في البلدين أن إقامة وتيرة تواصل منتظم بين الرئيسين من خلال اجتماعات حضورية، قد تسمح للطرفين معالجة أكبر التقلبات والمخاطر في علاقتهما بسهولة.