نتنياهو ضلل بايدن وواشنطن بلعت الأكاذيب ولم تنبس ببنت شفة

نتنياهو ضلل بايدن وواشنطن بلعت الأكاذيب ولم تنبس ببنت شفة
الخميس ١٨ نوفمبر ٢٠٢١ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

أجرى الجيش الإسرائيلي تعديلات على ملف المعلومات الاستخبارية، الذي سلمه للولايات المتحدة، حول قصف وتدمير برج الجلاء في مدينة غزة أثناء العدوان على غزة في أيار/مايو الماضي، وأعاد صياغته من جديد من أجل تبرير تدمير البرج الذي تواجدت فيه مكاتب وسائل إعلام عالمية، بينها قناة الجزيرة ووكالة أسوشيتد برس، وفق ما نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر مطلعة اليوم الخميس.

العالم - الاحتلال

وتم تسليم الملف للولايات المتحدة في أعقاب “محادثة قاسية” بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، بنيامين نتنياهو. وطلب بايدن تفسيرا لقصف المبنى.

ووفقا للصحيفة، فإن مسؤولين إسرائيليين عبروا عن تخوف من أن تسليم التقرير سيمس بالثقة بين الدولتين وبمواضيع أمنية ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل، إذ تبين أن ملف المعلومات الاستخباراتية ليس مقنعا.

وبعد قصف برج الجلاء مباشرة، طلب مسؤولون أميركيون من جهاز الأمن الإسرائيلي الحصول على إثباتات بأن حماس عملت من البرج بشكل يبرر قصفه.

ونقل الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية للولايات المتحدة، في اليوم التالي، لكن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، صرح بعد ذلك أنه لم يتم تقديم معلومات تثبت أن قصف البرج كان ضروريا. وفي اليوم نفسه، عبر بايدن خلال المحادثة مع نتنياهو عن استيائه من هذا القصف وطالب بمعلومات أخرى التي أدت إلى إسقاط البرج. ولاحقا، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تلقت معلومات جديدة لكن ليس مسموحا له التطرق إليها.

وادعت مصادر عسكرية إسرائيلية، بينهم الناطق العسكري السابق، هيداي زيلبرمان، أن جهاز الأمن الإسرائيلي لم يدرك تبعات قصف البرج.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على التفاصيل، قوله إنه “أصدروا مقاطع فيديو حول مهاجمة المبنى، وصورا قبل وبعد القصف. وطوال ساعة، صوّر العالم ببث مباشر المبنى ينهار، وهذا أيضا لم يجعل المسؤولين في أعلى مناصب يدركون حجم الحدث التي دخلت إسرائيل إليه هنا”.

وأضاف المصدر نفسه أن “هذا الحدث الذي قلب الأمور رأسا على عقب. فحتى إسقاط المبنى، كانت للجيش الإسرائيلي شرعية واسعة للعمل مقابل حماس، والتي جاءت من العالم العربي أيضا. وانهيار المبنى أدى إلى إنهائها، وحتى لو لم يعترف جهاز الأمن بذلك علنا، فإن هذه كانت اللحظة التي أدركت فيها إسرائيل أن عليها أن تتوقف قريبا” عن العملية العسكرية.

وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إنه في أعقاب الانتقادات الدولية والمطالبة الأميركية، بدأ الجيش الإسرائيلي يفحص مجددا المعلومات التي كانت بحوزته قبل قصف المبنى. ودلّ هذا الفحص على وجود نقص في المعلومات الاستخبارية، وأنه لن يكون بالإمكان تقديم معلومات تبرر قصف البرج. وأفادت الصحيفة بأن ضباطا كبار بدأوا يعملون على “جمع معلومات استخباراتية” بهدف إضافتها إلى ملف المعلومات الاستخبارية حول قصف المبنى.

وأضافت الصحيفة أن عمل الضباط تركز على تعزيز الأدلة حول نشاط مزعوم لحماس في المبنى. “إلا أن المعلومات لم تقنع الأميركيين، لأن إسرائيل لم تزود أي دليل على المزاعم الإسرائيلية بأنه في الأيام التي سبقت قصف المبنى، حاولت حماس تشويش عمل القبة الحديدية أو غارات جوية”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قوله إن الوحدة التابعة لحماس والتي زُعم أنها عملت من المبنى “لم تستهدف منظومة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي. ووفقا للصحيفة، فإنه يعترفون في الجيش الإسرائيلي الآن بأن ناشطي حماس أجروا في حينه محاولة أولية وحسب لإقامة منظومة سايبر، وأنه لم تكن لديهم قدرة عملياتية لتشويش العمليات الإسرائيلية. لكن مسؤولا أمنيا إسرائيليا اعتبر أنه “لم يكن ينبغي انتظار تطوير هذه القدرات وكانت مهاجمة المبنى عمل صائب”.

وتبين من تحقيقين أجراهما الجيش الإسرائيلي لاحقا أن “الفائدة العسكرية من قصف المبنى لا تضاهي الضرر الإدراكي الذي سببه القصف، وكان بالإمكان توقع ذلك مسبقا”. ودل التحقيقان على “انعدام التنسيق بين الحكومة والجيش وكذلك بين الناطق العسكري والوحدات المقاتلة، الأمر الذي منع إسرائيل تحقيق إنجازات إدراكية هامة” حسبما أفادت الصحيفة.