فيما تقمع التظاهرات بشدة..

خطوات متسارعة لحكومة المغرب وصولا لذل لتطبيع

خطوات متسارعة لحكومة المغرب وصولا لذل لتطبيع
الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٥١ بتوقيت غرينتش

خطوات متسارعة لحكومة المغرب تزامنا مع عجلة التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي ما يشكل استفزازا كبيرا للشعب المغربي ولشعوب دول الجوار في مقدمها الجزائر الذي يرفض وشعبه المسلم الواعي اي نوع من انواع التطبيع خصوصا ما تزامن منه مع الاتفاقية الاخيرة ومع مفردات التعاون الامني العسكري والتسليحي الذي يعتبر "مصدر قلق" لما يتضمنه من ابتزاز وتجسس على مملكة المغرب وعلى دول المنطقة. 

العالم - كشكول

الشعب المغربي قرر الخروج يوم امس الاثنين في وقفة تضامنية مناصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني العربي المسلم وقضيته العادلة، شملت 27 مدينة مغربية دعى اليها 15 تنظيما سياسيا ونقابيا وحقوقيا ضمن ما يعرف بـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"للوقوف أمام الساحة المقابلة لمقر البرلمان وسط العاصمة الرباط، بالتزامن مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، غير ان السلطات المغربية وقفت مانعا لتكميم افواه الشعب المغربي وحائلا دون تعبيره عن آرائه بالمحتيلين الصهاينة المغتصبين لارض عربية مسلمة هي أرض فلسطين المحتلة.

وبينما كان المنع مصير غالبية الوقفات التضامنية التي عرفتها العديد من مدن المملكة (طنجة، خنيفرة، تطوان، زايو...)، استنكر عضو السكرتارية الوطنية لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ولمناهضة التطبيع"، أبو الشتاء مساعف منع السلطات المغربية لتنظيم الوقفة التضامنية، لافتاً إلى أن "الشعب المغربي متمسك بدعم الشعب الفلسطيني وإسقاط كل أشكال التطبيع".

الاخبار الواردة من المغرب افادت ان السلطات المغربية فرقت صفوف الشعب المغربي وحاولت افشال وقفة التضامن المناصرة للشعب الفلسطيني وقد منع رجال الأمن من وصول المحتجين إلى الساحة المقابلة للبرلمان للتنديد بالتطبيع المغربي مع "إسرائيل"، قبل أن تلجأ إلى محاصرتهم وتفريقهم باستعمال القوة.

لم يمنع تدخل قوات الأمن المغربي المحتجين من رفع شعارات تضامنية مع فلسطين ومناهضة ومنددة بالتطبيع، مثل بـ"الروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين".

الجبهة المغربية اصدرت بيانا أكدت فيه أن الهدف من هذه الخطوة هو "التعبير الشعبي عن رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، والمطالبة بإلغائه وإلغاء كل الاتفاقيات المنبثقة عنه".

كما تم منع وقفة مماثلة الأربعاء الماضي، بالتزامن مع أول زيارة رسمية لوزير الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس" إلى المغرب منذ استئناف العلاقات بين تل أبيب والرباط في 22 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

عضو السكرتارية الوطنية لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ولمناهضة التطبيع" أبو الشتاء مساعف، عبر عن رفض الجبهة الشديد لخطوة التطبيع بين المغرب والكيان الإسرائيلي، محذّراً من أنه سيشكل خطورة على المملكة. وقال: "مع الأسف، شاهدنا المغرب يوقع اتفاقا عسكريا وكأنه في حرب أو من دول الطوق. وهنا تطرح أكثر من علامة استفهام حول كيف نأتمن على الجيش المغربي من كيان من خصاله الغدر والخيانة".

الاتفاق بين المغرب وكيان "اسرائيل" الذي وقعه الاربعاء الماضي والذي اطلق عليه اسم "اتفاق-إطار للتعاون الأمني" بين وزير الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس" وبين لوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، يشمل التعاون "بمختلف أشكاله" في مواجهة ما اطلقوا عليه كذبا وزورا "التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة"، والذي يتيح للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.

"غانتس" وصف الاتفاق بأنه "أمر مهم جداً، سيمكننا من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية" إلى المغرب.

ماذا ايضا؟

العلاقات الاسرائيلية المغربية ستكون في كل ااحوال بنفع كيان الاحتلال ولا فائدة ترجى للمغرب من هذه الروابط المذلة، اذ انها ستكون فرصة لكيان "اسرائيل"، باعتبار المغرب البوابىة الغربية المطلة على دول العمق العربي خصوصا الدول العربية المطلة على المتوسط في الشمال الافريقي وكذا كونها بوابة تفتح لمساحة واسعة لولوج "اسرائيل" الى العمق الافريقي.

تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليمينية الاسرائيلية بتاريخ منتصف ديسمبر من العام الماضي 2020، عن جدوى ربط الكيان الاسرائيلي بالمغرب دبلوماسيا وماذا يمكن لـ"إسرائيل" أن تجنيه من علاقاتها مع الرباط؟ فتجيب قائلة ان المغرب أحد البلدان الأكثر تأثيرا في العالم العربي وأفريقيا وتعول الصحيفة على أن يقنع تطبيع علاقات المغرب مع "إسرائيل" دولا أخرى في المنطقة باتباع خطوة المغرب.

لا يخفى ان الاتفاق المبدئي على التطبيع الذي دفعت اليه الولايات المتحدة الاميركية بترغيب المغرب في تمكينه من كسب ملف الصحراء الغربية "باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية"، اذا ما طبع علاقاته مع "إسرائيل"، وحل الازمة العالقة في رمال الأمم المتحدة.

يذكر ان الجزائر تقدم الدعم والمساندة لجبهة "البوليساريو" التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء منذ 1976، وتريد الجبهة الاستقلال التام عن المغرب، بينما يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وفي الذكرى الأولى لانتخابه رئيسا للجزائر (2020) قال ان الجزائر "أقوى مما يعتقد البعض"،وفي آخر خطاب له يوم الجمعة الماضية وصف "تهديد" بلاده من قبل المغرب بشأن دور الجزائر في المنطقة، وصفه بأنه "خزي وعار" لم يحدث منذ عام 1948".

تزامن التصريح المغربي مع حديث وزير الخارجية الاسرائيلي "يائير لابيد" الذي صرح مستفزا الجزائر قائلا: "نحن نتشارك مع المملكة القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران وهي تقوم حاليا بشن حملة ضد قبول [إسرائيل] في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب".

السيد ابو ايمان