هل يصل صدى عويل "إسرائيل" الى فيينا؟

هل يصل صدى عويل
الأربعاء ٠١ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

"يجب تشديد العقوبات وممارسة تهديد عسكري حقيقي على إيران لأن ذلك وحده سيمنعها من مواصلة سباقها النووي.. السباق لم يتوقف هنا ولن يتوقف في محادثات فيينا.. ان إيران تحاول كسب الوقت من أجل المضي قدما في برنامجها النووي.. ولابد من وجود بديل اآخر للمحادثات". هذا الكلام هو لوزير خارجية الكيان الإسرائيلي يائير لابيد، قاله امس امام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الى فرنسا بالتزامن مع بدا المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 4+1.

العلم كشكول

"المسؤولين (في الكيان الاسرائيلي) بعثوا رسالة إلى البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية مفادها أنه يجب على الولايات المتحدة أن تصر على العقوبات، وذلك لثني إيران والإظهار لها أن واشنطن لا يمكن ردعها.. مارسوا القوة والعقوبات حتى لا يتجرؤوا على التقدم بالمشروع النووي خلال فترة المفاوضات.. رسالة إسرائيل إلى الولايات المتحدة هي ليس الحديث عما يجري بالاتفاق، إنما ما يحدث حتى خلال محاولة الاتفاق وما الذي تقوم به إيران من وراء الكواليس". هذ النص هو لموقع "والا" "الاسرائيلي".

من الواضح ان "اسرائيل" مرعوبة وتعيش حالة يُرثى لها، حيث باتت تستجدي دعما لمواقفها غير المنطقية والبعيدة كل البعد عن الحقائق على الارض، فهي تعتقد انه من خلال اصرارها على مواقفها، المبنية على الخوف والرعب والحقد على ايران وليس على اي شيء اخر، وتكرار هذه المواقف بطريقة باتت مملة حتى لدى حلفائها الغربيين وراعيها الاكبر امريكا، يمكنها ان تدفع هؤلاء الحلفاء وخاصة امريكا لخوض حرب ضد ايران بالنيابة عنها.

العقيدة الصهيونية العنصرية، والنظرة الاستعلائية للاخرين، والتاريخ المزيف الذي صنعته "اسرائيل" لنفسها خلال الـ70 عاما الماضية، والتي خلقت من خلاله "اسطورة مزيفة" اطلقت عليها "اسطورة الجيش الذي لا يقهر"، في ظل غياب قوة عربية واسلامية حقيقية، والدعم الغربي الامريكي المفتوح وغير المحدود لـ"اسرائيل"، جعل هذا الكيان يستشعر بوجوده قوة هائلة تتصاغر امامها كل القوى الاخرى، وبات ينظر الى الواقع بعين شوهاء، فظن ان بامكانه تحقيق كل مايريد بمجرد شن هجمات سريعة ومحددة، او حتى بمجرد اطلاق تهديدات فقط.

هنا يكمن الفرق في النظرة بين الكيان الاسرائيلي ورعاته الغربيين وعلى راسهم امريكا، الى الجمهورية الاسلامية في ايران، رغم انهم متفقون على معاداتها ومناهضتها والعمل بكل السبل لإسقاطها، فرعاة "اسرائيل"، ينظرون الى ايران كدولة اقليمية كبرى تمتلك قيادة شجاعة، وقوة ردع هائلة، ونفوذ اقليمي واسع، بسبب مواقفها الداعمة للقضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لذلك وضعوا جانبا كل الخيارات العسكرية في التعامل معها، ولجأوا الى الحرب الااقتصادية والنفسية لمحاربتها، اما الكيان الاسرائيلي، الذي مازلت تحرك زعماءه تلك النظرة الشوهاء للاخريي، يعتقد ان بإمكان امريكا والغرب مهاجمة ايران عسكريا، وتدمير منشاتها النووية، وهذا "الاعتقاد" هو الذي يجعلها تطلق مثل هذه المواقف والتصريحات والتحليلات، عن امكانية استخدام القوة مع ايران لتتخلى عن برنامجها النووي والصاروخي ونفوذها الاقليمي.

يبدو ان رعاة "اسرائيل" الغربيين، إعتادوا على سماع عويل وصراخ زعماء "اسرائيل"، كلما كانت هناك جولة من المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى، لذلك يسارعون الى تقديم مساعدات مالية وعسكرية وامنية ضخمة، الى "اسرائيل" لاسكاتها، ويبدو ان هذه المرة ايضا، سيقدمون محفزات، قد تكون اضخم من سابقاتها، عسى ان يتخلصوا من بكاء زعماء "اسرائيل" المرعوبين.