عبد اللهيان: نرحب بإعادة بعض الدول النظر في سياستها الخارجية تجاه سوريا

عبد اللهيان: نرحب بإعادة بعض الدول النظر في سياستها الخارجية تجاه سوريا
الإثنين ٠٦ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية الإيراني، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري، ندين تواجد القوات الأجنبية في سوريا التي دخلت دون تنسيق مع حكومة دمشق، ونرحب بإعادة بعض الدول العربية والأوروبية النظر لسياستها الخارجية تجاه سوريا وإعادة فتح بعض السفارات.

العالم - ايران

جاء ذلك في تصريح ادلى به امير عبداللهيان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري فيصل المقداد عقب عقدهما جولة من المحادثات الثنائية اليوم الاثنين .

* العلاقات بين البلدين استراتيجية ومتميزة

ورحب وزير الخارجية الايراني في البداية بوزير الخارجية السوري و قال: "أجرينا محادثات جيدة وبناءة وتستشرف العلاقات الثنائية في ظل الظروف الجديدة لسوريا ، حيث تتمثل المقاربات في النظر في التعاون التجاري والاقتصادي والتركيز على تسريع التعاون بين البلدين . "

وأضاف امير عبداللهيان: "أود أن أؤكد أن العلاقات بين البلدين استراتيجية ومتميزة". نشيد بتضحيات شهداء المقاومة والشهداء الايرانيين المدافعين عن المراقد المقدسة الذين كان لهم إلى جانب القوات المسلحة السورية دوراً مهماً في مكافحة الإرهاب وعودة الأمن إلى المنطقة ولاسيما الشهيد قاسم سليماني الذي لعب دورا مفصليا في هذه المعركة ومحاربة الارهاب في المنطقة ونحن الان على اعتاب الذكرى الثانية لاستشهاد هذا القائد الكبير والمدافع الإيراني العظيم.

وتابع أمير عبد اللهيان: "نعتز بذكرى شهداء المقاومة وشهداء سوريا الذين لعبوا دوراً أساسياً ومهماً للغاية في الدفاع عن وحدة أراضي البلاد واستعادة الأمن لسوريا".

* ندين تواجد القوات الأجنبية في سوريا دون تنسيق مع الحكومة القائمة على راي الشعب السوري

واشار امير عبداللهيان الى اننا اجرينا اليوم مباحثات حول القضايا الثنائية المختلفة وقال "لحسن الحظ ، تأتي زيارة السيد فيصل المقداد إلى طهران في وقت يُقام فيه أحد أكبر المعارض التجارية الإيرانية في سوريا ، كما سنشهد في المستقبل القريب عقد اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين على مستوى رفيع .

وافاد وزير الخارجية الايراني ايضا باننا أجرينا محادثات مهمة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك" مؤكدا ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين وجود قوات أجنبية في سوريا دون تنسيق مع الحكومة القائمة والنابعة عن ارادة الشعب السوري ، ولا تعتبر هذا الوجود في مصلحة الأمن والسلم في المنطقة.

وتابع رئيس السلك الدبلوماسي: "رحبنا بمراجعة السياسة الخارجية لبعض الدول العربية والأوروبية والزيارات التي شهدتها دمشق في الأشهر الأخيرة وقرارات إعادة فتح سفارات بعض الدول العربية والغربية في سوريا".

وقال: "قمنا بتنفيذ برنامج شامل لتصدير الخدمات الفنية والهندسية والمشاركة سواء في مجال إعادة الإعمار السوري وكذلك في مختلف مجالات تعاون القطاع الخاص في مجال التجارة".

* مساهمة إيران في الأوضاع الحالية في أفغانستان

وقال أمير عبد اللهيان إنه أجرينا مناقشة تفصيلية حول أفغانستان واضاف : "نتفق على أن تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع المجموعات العرقية في أفغانستان ومكافحة الإرهاب والاهتمام برأي الشعب الأفغاني من بين القضايا الرئيسية التي ينبغي أن تحظى باهتمام مجلس الادارة المؤقتة في افغانستان . "

وتابع: "لقد أوضحت لوزير الخارجية السوري أن وفدا برئاسة المندوب الإيراني الخاص زار كابول في الأيام الأخيرة ، وحاولنا خلال اللقاءات مع المجلس المؤقت الحاكم وسائر القادة الأفغان من مختلف المجموعات العرقية التشجيع على تشكيل حكومة وطنية شاملة ، وان القضية الإنسانية في أفغانستان مهمة جدًا بالنسبة لنا ، فعلى الرغم من ظروف الحظر ، لعبت إيران دورًا مهمًا من خلال المساعدات الإنسانية وتسهيل نقل المساعدات من الدول الأخرى إلى أفغانستان ، وانها مازالت تستمر بهذا الدور لارسال الأدوية والمواد الغذائية إلى مختلف محافظات أفغانستان."

تابع رئيس السلك الدبلوماسي: "من الأمور التي اهتم بها المندوب الإيراني في كابول هو ايلاء الهيئة الحاكمة في افغانستان الاهمية بأمن الحدود المشتركة بين البلدين حيث وقع حادث في الأيام القليلة الماضية في إحدى نقاطنا الحدودية وقد ردت قواتنا المسلحة باقتدار على هذه الخطوة غير المنسقة وبالطبع قمنا في وزارة الخارجية وانطلاقا من مهمتنا الدبلوماسية وعبر سفارتنا في افغانستان بابلاغ كابل احتجاجنا رسمياً على هذا الهجوم الحدودي المحدود ، وتعاملت قواتنا المسلحة مع هذه العناصر بقوة وفي الوقت المناسب .

* الجمهورية الإسلامية الايرانية لاتجامل اي جهة في الحفاظ على أمنها القومي والإقليمي

كما أشار رئيس السلك الدبلوماسي الايراني: "بالطبع ، نحن نتفهم الوضع في أفغانستان وان القوات المرتبطة بالمجلس المؤقت الحاكم مازالت تفتقر الى السيطرة اللازمة على الحدود مع الجيران".

لكني أود أن أوضح هنا بصراحة أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لاتجامل اي جهة في الحفاظ على الأمن القومي والإقليمي ، ونلفت نظر المسؤولين في مجلس الإدارة في كابول الى هذه القضية والتركيز على مسؤولياتهم في هذه المرحلة الانتقالية ينبغي أن يكون المحور الرئيسي للعمل.

* سوريا لن تقصر

وأوضح حول الهجمات المتفرقة للكيان الصهيوني على سوريا: إن الكيان الاسرائيلي المزيف والإرهابي هو سبب ومصدر زعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا. ولا يساورنا شك في أن سوريا هي في الخندق الاول لمحور المقاومة في الدفاع امنها الوطني وارضها ولن تقصر في هذا المجال.

وصرح وزير الخارجية: "نحن لا نعتبر تسوية بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني يخدم السلام والاستقرار والأمن في المنطقة".

* نتمنى لقاء رئيسي البلدين في المكان المتفق عليه في القريب العاجل

وأعرب أمير عبد اللهيان ، عن تقديره لحضور وزير الخارجية السوري في طهران ، وقال أننا سنشهد اتفاقات جيدة للغاية بشأن دفع العلاقات الإيرانية السورية الى الامام اكثر في الأسابيع المقبلة ، ونأمل أن نشهد لقاء الرئيسين في مكان متفق عليه في القريب العاجل.

كما علق وزير الخارجية على محادثات فيينا والتصريحات التي أدلى بها أحد مستشاري رئيس فريق التفاوض والقاضية أن إيران لديها ايضا "خطة بديلة" إذا فشلت المحادثات بالقول : اننا ليس لدينا مستشار اعلامي من دون هوية وان تصريحات من هذا القبيل لاتحظى بتاييدنا وان المواقف الرسمية لايران يجري الاعلان عنها من قبل الفريق المفاوض او من قبل كبير المفاوضين او من قبل المتحدث باسم الخارجية أو أنا ادلي ببعض المطالب .

وصرح رئيس السلك الدبلوماسي: "نحن لا نوافق على أي تعليقات ذات ألقاب عامة". لكني أود أن أغتنم هذه الفرصة للتعليق على الجولة الأولى من محادثات فيينا. فاننا حضرنا في الجولة الاولى من المحادثات الجديدة في فيينا بحسن نية وجدية وخطة ومبادرة ، وقبل أيام قليلة ، سواء خلال اتصالاتي مع وزراء خارجية الدول الخمس الأعضاء في الاتفاق النووي أو في محادثاتنا مع بوريل ، لقد أعلنا أنكم كنتم طيلة الأسابيع الأربعة والأشهر الأربعة الماضية ، مهتمين بإلعودة الى طاولة المفاوضات في فيينا ، ولا بد أن الغربيين الحاضرين في المفاوضات ان تكون لديهم المبادرة وحسن النية ، وان هدف الحكومة الايرانية الجديدة هو الغاء الحكر الكامل وان هدفنا على طاولة المفاوضات في فيينا هو الغاء اجراءات الحظر للاتفاق النووي وعودة الجميع الى الالتزام بتعهداتهم .

وقال "لم يكن لدى الدول الأوروبية الثلاث أي مبادرات مهمة لتقديمها ، وبدلاً من البحث عن حل ، يبدو أنها تسعى للحصول على تقييم من فريقنا".

وقال امير عبداللهيان "نبحث عن اتفاق جيد من خلال مفاوضات صلبه وقوية وعقلانية".

ورداً على سؤال حول تعزيز التعاون التجاري بين إيران وسوريا وخطط إيران في هذا الصدد ، قال رئيس السلك الدبلوماسي: خلال المشاورات مع رئيس الجمهورية ، تقرر تعيين السيد رستم قاسمي وزير الطرق كرئيس للجنة الاقتصادية المشتركة للبلدين وانه سيعمل بنشاط على تطوير التعاون التجاري وتنفيذ الوثائق في هذا المجال ، في كل من القطاعين الخاص والعام بين البلدين.

بدوره قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد: نقلت اليوم رسالة السيد بشار الأسد ودعوته الرسمية للسيد رئيسي لزيارة سوريا.

وأضاف وزير الخارجية السوري: بحثنا قضايا مختلفة ونظرا لكثرة التطورات، لا يمكننا اطالة المدة بين اللقاءات.

كما صرح أمير عبد اللهيان خلال هذا المؤتمر الصحفي: تقرر خلال لقاء السيد الرئيس أن يكون رستم قاسمي رئيسا للجنة المشتركة بين البلدين.

وأضاف، أعتقد أن منطقتنا ستشهد تطورات جديدة في المستقبل. وبحسب رسائل وتصريحات المسؤولين الأمريكيين، ليس لديهم خيار سوى مغادرة المنطقة. قد نرى بعضا من ذلك في الأسابيع أو الأشهر القادمة.

وتابع: نحن نتابع التطورات المستقبلية بدقة. سنواصل بقوة الجهود من أجل عودة السلام إلى أفغانستان وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وإعادة إعمار سوريا.