بين هدايا عباس وغانتس.. الأسرى والمقاومة في خندق واحد 

بين هدايا عباس وغانتس.. الأسرى والمقاومة في خندق واحد 
الأحد ٠٢ يناير ٢٠٢٢ - ٠٤:١٣ بتوقيت غرينتش

حدثان مهمان -سلبا وإيجابا- شهدتهما الساحة الفلسطينية قبل نهاية العام 2021. الأول زيارة رئيس "السلطة الفلسطينية" محمود عباس منزل وزير حرب الكيان الإسرائيلي بيني غانتس، والثاني التحذير من استشهاد الأسير "هشام أبو هواش" المضرب عن الطعام إحتجاجا على اعتقاله إداريا. 

العالم - قضية اليوم

هشام أبو هواش هو أحد الأسرى الذين اختاروا خوض معركة بقواعد وأسلحة مختلفة مع كيان الإحتلال، هي معركة الأمعاء الخاوية من أجل الحرية. وهو مضرب عن الطعام منذ نحو 5 أشهر ووضعه الصحي خطر للغاية بحيث خرجت تحذيرات جدية من إمكانية استشهاده نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الإحتلال.
حركة "الجهاد" حذرت من استشهاد الأسير أبو هواش وأكدت أنها ستتعامل مع ذلك كأنه مثل أي عملية اغتيال ينفذها الإحتلال. وبالتالي قد تكون الأمور مفتوحة على تصعيد من نوع ما في حال عدم الإفراج عن الأسير أبو هواش على قاعدة إلغاء قرار اعتقاله إداريا وليس تجميد القرار.
طبعا أصداء قضية الأسرى ونضالهم الجبار في وجه الإحتلال لم تصل إلى رام الله، لأن رئيس السلطة محمود عباس كان في طريقه إلى زيارة وزير حرب الإحتلال "بيني غانتس" تحت جنح الظلام. زيارة حميمية شهدت تبادل هدايا بين الرجلين (مجوهرات وزيت زيتون).. من المؤكد أن عباس لم يبحث مع غانتس قضية الأسرى، ولا الإعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، ولا الحصار على قطاع غزة. أو ربما لم يكن يستطيع بحث هذه المواضيع لأنه لم يذهب إلى منزل غانتس من منطلق قوة، بل من منطلق استدعاء إسرائيلي له كونه يمثل الورقة الأفضل للإحتلال في وجه المقاومة لاسيما بعد ارتفاع مستوى العمليات الفدائية ضد الإحتلال في الضفة الغربية.
مع مراجعة بسيطة لمواقف عباس من قضية الأسرى نرى بسهولة ممارسات السلطة في حق الأسرى المحررين من سجون الإحتلال واعتقالهم من جديد، لكن هذه المرة في سجون فلسطينية. ولا يخفى أيضا دور عباس بعد عامين من توليه رئاسة السلطة الفلسطينية في تسليم أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "أحمد سعدات" للإحتلال بعد تشريع أبواب سجن "أريحا" لجنود الإحتلال لإختطاف سعدات من سجنه.
مخطئ من يظن ولو للحظة أن ممارسات السلطة ستفيد قضية الأسرى بشيء. ومخطئ من يظن أن عقودا من إضاعة الوقت والأوراق القوية من خلال "المسار الدبلوماسي" أفاد أو سيفيد القضية الفلسطينية بشيء.
فبين مجوهرات عباس وزيت زيتون غانتس لن تكون قضية الأسرى حاضرة. بل هي تحضر وبقوة في خندق المقاومة التي هي فقط تستطيع إكمال مشهد النضال من أجل حرية هشام أبو هواش وباقي الأسرى والأسيرات في سجون الإحتلال. لأن الحقوق لا تحفظ بالهدايا المقدمة للإحتلال بل بقاعدة تبناها "أحمد سعدات" أحد ضحايا سياسات عباس تجاه السلطة، وهي (العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس) لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بالمجوهرات..وزيت الزيتون