صواريخ الأحوال الجوية كشفت كذبة غانتس

صواريخ الأحوال الجوية كشفت كذبة غانتس
الثلاثاء ٠٤ يناير ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

ما كان لن يكون .. وعد أطلقه وزير حرب الاحتلال الاسرائيلي بيني غانتس، بعد معركة سيف القدس ، أراد به أن يداعب مشاعر شعبه ويوهمهم بنصر مزيف ويشحنهم ببعض من الأمل أن ما بعد سيف القدس لن يكون كما قبلها ، فقد باعهم وهم القضاء على المقاومة وأنه سيزيد من حصار غزة ولن يسمح لمقاومتها بالنهوض من جديد بعد أن دمر بنيتها التحتية ،  ومخازنها ومرابط صواريخها ..

العالم - قضية اليوم

ولكن .. مع أول تصعيد اكتشف شعبه زيف ادعائه وكذب وعده، فأول موجة برد في شتاء ما بعد سيف القدس كان برقها ورعدها كفيلين بكشف بعض من قدرات المقاومة.. فإن صحت نظرية البرق أو لم تصح النتيجة هي أن صاروخين انطلقا من غزة ووصلا الى شاطئ تل ابيب والحكاية لها بُعدٌ أكبر من مجرد الانطلاق إن ذلك يعني أن هناك صواريخ تحت الأرض موجه نحو الاحتلال وتنتظر لحظة الانطلاق وأن هناك صواريخ لازالت مدياتها تصل إلى تل أبيب، لدرجة أن المفاجأة جعلت الاحتلال يستغرق اكثر من ١٢ ساعة وهو يفكر في طبيعة الرد. فقد كان أسبوعا موجعا للاحتلال حيث اكتشف فيه أن المقاومة استطاعت أن تبني نفسها من جديد .. الضربة الأولى بعملية القنص عند الحدود حيث اخترق رصاص المقاومة ذلك الجدار العنصري الذي أقامه الاحتلال ليحمي به نفسه فوجد نفسه في مرمى قناص المقاومة الفلسطينية ، والضربة الثانية كانت بسقوط صاروخين في شاطئ تل ابيب وما بين الضربتين مناورة عسكرية استعرضت فيها المقاومة قدراتها عدةً وعتادًا ، وكشفت عن مهارات كبيرة جدا في أداء مقاتليها حيث بدا واضحاً أن المقاومة لم تتوقف يوما عن التدريب أو التصنيع أو نصب الصواريخ وهذا يعني أن نظرية ما كان لن يكوه قد مرغتها المقاومة تحت أقدام مجاهديها ... فما أوهم به العدو شعبه بعد معركة سيف القدس ما هي الا غشاوة وقد انجلت مع اول مواجهة قصيرة مع المقاومة ..
وبعد أن فكر الاحتلال لوقت طويل كيف سيحفظ ماء وجه قبته الحديدية وجيشه الذي لم يتمكن من القضاء على صواريخ المقاومة قام بالرد على صواريخ الأحوال الجوية من خلال جولة لم تتعدى قصف موقعين للمقاومة جنوب القطاع وشماله، والمفاجأة هي المضادات الأرضية التي استخدمتها المقاومة تجاه طائرات الاحتلال فهي لم تترك له حتى حق الرد الذي يزعمه .. وهنا السؤال .. إن كانت المقاومة ماتزال حية بعدتها وعتادها رغم كل ما تحدثت عنه المؤسسة العسكرية من تدمير لبنيتها التحتية فهذا يعني أنها تنفض عن نفسها غبار المعركة بسرعة أكبر من أن يدركها الاحتلال .. متى تنهض المقاومة وكيف تفعل ذلك وأين ومن ؟؟ كلها أسئلة تدور في أذهان قادة الاحتلال الذين باتوا يختلفون في الرد على مقاومة غزة أكثر من اتفاقهم عليها .. وقد شاء القدر أن تتزامن هذه الأحداث مع ذكرى استشهاد الفريق قاسم سليماني وكأنه غزة أرادت أن تطمئن روحه بأن ما غرسه في أرض مقاومتها لازال يثمر ، فقد ذكّرت الاحتلال أنها ليست وحدها فأحيت الذكرى الثانية لاستشهاده وعلقت صوره في كافة الميادين الرئيسية لتقول للاحتلال ومن خلفه أن المقاومة لها ظهر تستند عليه ، ولديها من يدعمها ، وأن اغتيال قادتها داخل فلسطين وخارجها لا يعني نهايتها فسليماني صاحب فكر مقاوم والفكرة لا تموت حتى إن اغتالوا صاحبها، وما صواريخ الأحوال الجوية الا دليل على ذلك ، فما كان سيكون ..
إسراء البحيصي