قراءة في التقدير الاستراتيجي لمعهد دراسات الأمن القومي "الاسرائيلي"

قراءة في التقدير الاستراتيجي لمعهد دراسات الأمن القومي
الإثنين ٣١ يناير ٢٠٢٢ - ١١:٢٨ بتوقيت غرينتش

حظي الملف الإيراني بحضور كبير في تقرير معهد دراسات الأمن القومي التابع لكيان الاحتلال "الاسرائيلي"، حيث كان الأهم من حيث النقاش والحضور، فوردت كلمة إيران في التقدير أكثر من 200 مرّة، وهو الرقم الأعلى من بين كلّ القضايا التي تم نقاشها.

العالم - الاحتلال

وعلى خلاف تقدير العام 2021، فقد أكدّ التقدير أنّ هناك تحسناً طرأ على الاقتصاد الإيراني، تحسن جاء على خلاف المتوقع، وبعود ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط وقدرة إيران على تصديره، وكانت "إسرائيل" تأمل أن يستمر تراجع الاقتصاد هناك، وأن يؤدي هذا التراجع إلى المزيد من المشاكل الداخلية في البلد، تدفع إيران للتفكير جديا بالانكماش نحو الداخل وترك الساحات الأخرى، وتقليل الدعم لحلفائها من قوى المقاومة، بحسب المعهد.

وبحسب التقدير، تعوّل "إسرائيل" كثيراً على القوى الدولية، بأنّ تستطيع الضغط على إيران في ملف سوريا، ومن جانب آخر ترى بأنّها تتمتع بدعم أمريكي في هذا الملف، لكن غير راضية بشكل كبير عن الدور الأمريكي في هذا الملف منذ دخول بايدن للحكم.

على الجانب الآخر ورد في التقدير أنّ هناك بوادر تحسن في علاقات إيران مع جيرانها من دول الخليج الفارسي وهو يأتي في سياق تراجع التدخل الأمريكي في هذا الملف، والشعور بضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية الإيرانية من خلال هذه العلاقات. ويُمكن فهم التوجه في هذا التقدير إلى غياب عصا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي كان يتعامل مع دول الخليج الفارسي كأداة تنفيذية لسياسات الولايات المتحدة.

أمّا فيما يتعلق بالقضية الأهم فوفق التقدير إيران تتقدم في الملف النووي، حيث طرح راز تسيمت وزملاؤه ممن كتبوا الشق الإيراني في التقدير الاستراتيجي، مزاعم وادعاءات بشأن انتاج القنبلة النووية، أيّاً كانت نتائج المحادثات.

في خلاصة التقدير والتوصيات رأى راز وزملاؤه، أنّه وفي كلّ الحالات "إسرائيل" موجودة في وضع حرج استراتيجياً، وكل السيناريوهات سلبية بالنسبة لإسرائيل، ولذلك هناك حاجة بضرورة استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة، من أجل بناء خطة عسكرية ضاغطة على إيران، والوقوف أمامها في المنطقة، والعمل مع الغرب وبعض الدول العربية لزيادة ردع إيران.

يُلاحظ هنا التركيز الإسرائيلي على البقاء في جيب الولايات المتحدة في التعامل مع إيران، وليس سرّاً أنّ الحديث الإسرائيلي عن احتمالية استهداف إيران بشكل منفرد، ليس سوى تهديدات فارغة ثبت أنّ رصيدها صفري، وبأنّ رياح الولايات المتحدة قد تتعارض مع التوجه الإسرائيلي مستقبلاً، الأمر الذي يجعل من "إسرائيل" تحت رحمة ميزان القوى الدولي الذي قد يتغير بما لا تشتهي، ورغم امتلاكها قوّة تكنولوجية وسلاح تقليدي وغير تقليدي مهول، لكن العوامل الأخرى تجعل إيران والقوى المناهضة الأخرى في المنطقة أكثر تفوقاً عليها.

عماد أبو عوّاد