ما يجري في البحر الأحمر.. مناورات تطبيعية وجرعة معنويات للإمارات والسعودية

ما يجري في البحر الأحمر.. مناورات تطبيعية وجرعة معنويات للإمارات والسعودية
الأربعاء ٠٢ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

منذ يوم الاثنين الماضي تجري مناورات بحرية في البحر الاحمر تقودها البحرية الامريكية التابعة للقيادة الوسطى الأميركية، وتستمر حتى 17 فبراير/شباط الجاري، وتتيح هذه المناورات للقوات المشاركة فيها اختبار الأنظمة المسيّرة والذكاء الصناعي وتعزيز قدرات القيادة والسيطرة وعمليات الأمن البحري ومكافحة الألغام البحرية، وفقا لبيان القيادة الوسطى الامريكية.

العالم كشكول

هذه المناورات المعروفة باسم "آي إم إكس"، والتي تجري بمشاركة 9 آلاف عسكري 50 سفينة تابعة لـ 60 ستين دولة، تعتبر الاكبر من حيث استخدام الأنظمة البحرية العسكرية المسيرة بمشاركة 80 نظاما مسيرا من 10 دول.

هذه كانت كل المعلومات المتعلقة بالمناورات واهدافها، من وجهة نظر القيادة الوسطى الامريكية، الا ان طبيعة الدول المشاركة فيها وجغرافيا المناورات تكشف اشياء اخرى، لم يتضمنها بيان القيادة الامريكية للمناورات، حيث يشارك الكيان الاسرائيلي لاول مرة في هذه المناورت، الى جانب الدول العربية التي طبعت معه، وهي مصر والأردن، والإمارات والبحرين، بالاضافة الى دول عربية واسلامية لم تُطبع "رسميا" بعد مع الكيان الاسرائيلي، مثل بنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي وعُمان وباكستان والسعودية والصومال واليمن.

المعروف ان الدول التي تشارك في مناورات عسكرية ضخمة، يجب ان يكون بينها تنسيق سياسي وامني واستخباراتي وعسكري كبير، وإلا كيف يمكن تعزيز "الامن" الذي تعمل الدول المشاركة في المناورات للحصول عليه، وهذا ما اشار اليه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في تغريدة على "تويتر" عندما قال: "سيتدرب أسطول سفن الصواريخ ووحدة المهام تحت المائية مع الأسطول الأمريكي الخامس في منطقة البحر الأحمر لتعزيز الأمن في المنطقة والشراكة الإقليمية"!.

لا يجد المرء صعوبة في قراءة رسالة هذه المناورات، فهي تأتي في وقت يتعرض التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي لهزائم منكرة على يد القوت المسلحة اليمنية، التي باتت تهدد العمق الجغرافي والاقتصادي والامني لدول العدوان، التي كانت تمني النفس يوما بالسيطرة على صنعاء في اسابيع، فهذه المناورات تأتي لاعطاء "جرعات" من "المعنويات" للسعودية والامارات و"اسرائيل"، في مقابل، ممارسة، ما تعتقده امريكا، حربا نفسية على القوات المسلحة اليمنية، لدفعها الى التراجع عن إستهدافها للعمقين السعودي والاماراتي.

أما الرسالة الاخرى لمناورات امريكا، فهي رسالة تطبيعية بإمتياز، وإلا لم تشارك دول عربية واسلامية مثل بنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي وعُمان وباكستان والسعودية والصومال واليمن، في مناورات الى جانب "اسرائيل"؟!، انها محاولة لـ"رفع العتب" عن هذه الدول، اذا ما قررت يوميا نقل علاقتها مع "اسرائيل"، من السر الى العلن.

اخيرا، كان لافتا مشاركة اليمن في هذه المناورات الى جانب "اسرائيل"، و"اليمن" المشارك في هذه المناورات هو "يمن عبد ربه منصور هادي والسعودية والامارات"، وهو "يمن" يرفضه اليمنيون، ولهذا السبب بالذات، شنت دول العدوان حربهم الظالمة على اليمن العربي الاسلامي الاصيل، الرافض للدخول الى حظيرة التطبيع القذرة.