مسرحية الكيماوي.. أصحاب الخوذ البيضاء والنوايا السوداء

مسرحية الكيماوي.. أصحاب الخوذ البيضاء والنوايا السوداء
الأربعاء ٠٢ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٣:٢٠ بتوقيت غرينتش

لم يسدل الستار عن مسرحية الكيميائي الامريكية الفاشلة في سوريا، ومازال مسرح الدمى الكاذبة يخرج بتقارير مفبركة، تعطي  الفيلم الاميركي الطويل وقتا اطول، حيث خلص خلص تقرير أصدرته "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" إلى أن دمشق "استخدمت مادة الكلور في هجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة في 2016". وأورد تقرير المنظمة أن "الهجوم وقع مطلع أكتوبر عام 2016، قرب مستشفى ميداني خارج بلدة كفر زيتا في محافظة حماة، وأدى إلى إصابة 20 شخصا بصعوبات في التنفس".

العالم - كشكول

نعم يا سادة، انها كذبة من أصحاب الخوذ البيضاء والنوايا السوداء، تكاد تأخذ المنطقة خلف الخطوط الحمراء، فما خطط له عبر كذبة الكيماوي في اكثر من منطقة في سوريا، يحاول الامريكي والاسرائيلي ان يدخل من خلاله المنطقة الى دوامة جديدة، عبر تقرير لا يستند للمهنية والاحترافية، وينقصه الكثير من الحياد، خرجت به منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، ليشكل استمرارا للعدوان واستثمارا في دماء السوريين، فما لم تحصل عليه حكومات متلاحقية في الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا بالسياسية، تحاول ان تكسبه من خلال الاستثمار بملف السلاح الكيميائي، فسوريا بالاساس لديها مشكلة مع مبدأ التحقيق، الذي لا بد ان يأخذ بالاصل موافقة ومشاركة الحكومة السورية، وعلى المنظمة بالاصل ان تتمتع بالحياد في تحقيقها، وان تعمل على استنتاجات تلامس المنطق، لذلك نرى التقارير التي تطلقها تلك المنظمة هي تقارير اصلا مسيسة الى ابعد الحدود بدافع من الولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى، يهدف الى الضغط السياسي والتهويل ضد الحكومة السورية، والاداة التي تستخدم هي اداة دولية من المفترض انها تملك المصداقية، لكنها وللاسف منذ بداية الحرب على سوريا لم تقم تلك المنظمة بما يكفي لتحسين مصداقيتها امام المجتمع الدولي، بسبب اعتمادها على التقارير المفبركة والكذب الواضح والصريح من قبل مجموعات مسلحة.

الجميع يتفق ان ملف الاسلحة الكيميائية، هو حجة قديمة جديدة يسعى الغرب إلى تحريكها كلما تطلب الأمر المزيد من الضغط السياسي على دمشق، وهذه المرة هناك تزامنا مشبوها بين التقرير وانطلاق مرحلة جديدة من التقارب العربي والغربي مع دمشق، واستمرار عمل لجنة مناقشة الدستور، والعمل على ايجاد حل سياسي، لذلك لابد من أن تكون الآلية التي تتبعها المنظمة في التحقيق ذات مصداقية وشفافية أكبر، فتاريخ هذه المنظمة وتسيسها قديم، وربما يعود الى السنوات الاولى لتأسيسها، وبالطبع تبقى واشنطن هي الاكثر استغلالا لها، وهنا نذكر كيف ومنذ اكثر من 15 عاما، أصر الدبلوماسي البرازيلي خوسيه بستاني على اعتقاده بأنه كان يمكنه أن يساعد على تجنب ما يصفه بـ "الغزو عديم الجدوى للعراق وتداعياته الرهيبة"، وكان بستاني، البالغ من العمر 72 عاماً، أول مدير عام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وانتهت فترة ولايته الثانية بطريقة مثيرة للجدل، في مارس/ آذار عام 2002، بعد اقتراح تقدمت به أمريكا ووافق عليه 48 دولة عضواً في المنظمة، بينما رفض الاقتراح 7 دول وتحفّظت عليه 43 دولة. انطلاقا من ذلك، يحق لسوريا وكل الدول الاخرى، أن يخشوا من تسييس هذه المنظمة، خاصةً أن لبريطانيا أيادٍ في زعزعة استقرار سوريا عبر دعمها وتمويلها وحتى إنشائها لمنظمة تدعى "الخوذ البيضاء"، هذه المنظمة تم فضحها من قبل الصحافة البريطانية نفسها، ولمن لا يعلم فإن "الخوّذ البيضاء" منظمة بريطانية الأصل أسّسها ضابط عسكري سابق في قوّات الأمن الخاصة يُدعى "جايمس لو موزورييه" عام 2013، موّلت تكاليف تأسيسها بلدان عدّة كانت تعارض سوريا آنذاك، لكن مصدر معظم تمويل هذه المنظمة وتدريبها هو بريطانيا التي مولّتها حتى يومنا هذا بمبلغ 65 مليون جنيه إسترليني.

ان ما تقدمه منظمة حظر الاسلحة الكيميائية لا يتعدى كونه حال الهستيريا مترافقة مع ارتفاع الصوت الاميركي والفرنسي والاسرائيلي وجوقة دولية، تحاول تحريف الحقائق بسمفونية سياسية واعلامية وافلام هوليودية. وان كانت الشواهد لا تحتاج الى كثير لتكذيب تلك الادعاءات، الا ان العالم يبقى مبتلى باصحاب الخيارات المجنونة، ولا يخفى على احد إن تفعيل عمل هذه المنظمات في اماكن وعدم قدرتها على زيارة اماكن اخرى، يجعل من تصديق حياديتها ضربا من الجنون، ويؤكد ان هذه المنظمة تم حرفها عن مسارها لاغراض سياسية ترسمها الولايات المتحدة الامريكية، والتجارب امامنا كثيرة.