'خلفاء داعش'.. خريجو 'بوكا'   

'خلفاء داعش'.. خريجو 'بوكا'   
الأحد ٠٦ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

بعد فضيحة سجن "أبو غريب" وانكشافه أمام الاعلام، انتقل الامريكيون للعمل في سجن "بوكا" السري، الذي يحمل اسم جندي امريكي قتل في هجمات 11 ايلول 2001، حيث تم نقل بعض المعتقلين من سجن أبو غريب اليه، وتم انتخاب المعتقلين المنقولين بعناية واختيرت الفئات الخاصة منهم وفقا لمعايير موضوعة من قبل الامريكيين، كالإلمام بالقراءة والكتابة والدين، وبرر الامريكيون هذا الانتقاء بأنه احترام لهذه الشريحة من السجناء ولتحسين الصورة بعد فضائح ابو غريب!!.

العالم كشكول

يبدو ان اختيار القوات الامريكية للاشخاص، كان دقيقا، فقد كان اغلبهم من ضباط الجيش الصدامي ورجال استخباراته، بالاضافة الى حملة الفكر التكفيري الوهابي المتطرف، فتحول السجن الى معسكر اعداد وتدريب للسجناء من اجل إستخدامهم في تفجير الاوضاع داخل العراق والمنطقة ، فمن هذا السجن خرج قادة "داعش" والمنظمات المتطرفة الاخری.

من اكبر خريجي هذ السجن ، هو خليفة "داعش" الاول ابو بكر البغدادي والخليفة الثاني ابو ابراهيم القرشي، اللذان توليا زمام الفرع العراقي لتنظيم القاعدة في عام 2010، ثم انشقا لإنشاء ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق"، الذي تتطور وأصبح فيما بعد "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

الخليفة الاول، واسمه الحقيقي عواد البدري، تم اطلاق سراحه من السجن لانه لا یشکل أي خطر، وفقا لتقارير الاستخبارات الامريكية!، وکان ايضا یحظى باحترام من قبل الجیش الأمریکي، وفقا لشهادات نزلاء السجن ومن بعض رفاقه.

اما الخليفة الثاني واسمه الحقيقي امير مولى، فقد أظهرت تقارير الاستجواب الأميركية السرية، انه كان سجينا نموذجيا متعاونا، ويبذل قصارى جهده ليكون مفيدا، لاسيما حينما تتاح له فرصة الإبلاغ عن خصومه داخل التنظيم "داعش" بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة الواشنطن بوست.

وخلال فترة استجوابه، قدم مولى معطيات دقيقة عن المقر السري للجناح الإعلامي لـ"داعش"، من قبيل لون باب المقر وأوقات الدوام فيه، كان لها دور في وصول القوات الأميركية إليه. أيضا، قدم معلومات عن الرجل الثاني في التنظيم، المعروف بـ"أبو قسورة المغربي"، للقوات الأميركية التي تمكنت من قتله، في تشرين الأول/ أكتوبر 2008، بمدينة الموصل العراقية.

اللافت ان البغدادي والقرشي، قاما تحت انظار القوت الامريكية، بتأسيس "داعش"، حيث كان مسلحو التنظيم، يتنقلون بحرية بين الحدود العراقية السورية، وقاموا بإحتلال ثلث مساحة العراق، وما يقاربها من مساحة سوريا، بينما كانت القوت الامريكية تحتل العراق، وتتواجد بكثافة في سوريا.

بعد ان ان تم تنفيذ المخطط الامريكي، عبر "داعش" والذي كان يستهدف إستنزاف العراق وسوريا، وزرع بذور الطائفية فيهما ، ونشر الدمار والخراب في ربوعهما، تمهيدا لتقسيمهما، وتشويه صورة الاسلام في العالم، وتسويق "اسرائيل" على انها "حمامة سلام" في مقابل كل هذه الوحشية، وتقديم امريكا على انها منقذة الشعوب، تم تصفية الخليفتين، الاول عام 2019 والثاني قبل ايام، بنفس الطريقة.