احتجاجات 'قافلة الحرية' تخنق 'اوتاوا' وتدابيرها الصحية

احتجاجات 'قافلة الحرية' تخنق 'اوتاوا' وتدابيرها الصحية
الثلاثاء ٠٨ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

مظاهرات كندا ضد قرار يلزم سائقي الشاحنات بالتطعيم ضد كورونا لعبور الحدود بين كندا وأمريكا، لازالت تتفاعل في شوارع العاصمة اوتاوا، تحت عنوان "قافلة الحرية" لتتحول الى فوضى عارمة شلت معها الحركة مع توسعها لتشمل الاحتجاج ضد القيود الصحية للكل.

العالم - كشكول

الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة انطلقت في أوتاوا منذ 29 كانون الثاني /يناير الماضي احتجاجا على القيود المفروضة في البلاد على خلفية انتشار فيروس كورونا، حتى باتت الفوضى السمة العالقة في الاذهان للتعبير عن الغضب من الإجراءات التي تتخذها البلاد لمواجهة كورونا، بعد ان أعاقت الشاحنات والمتظاهرون الحركة، ما دفع محافظ مدينة أوتاوا جيم واتسون، إلى إعلان حالة الطوارئ، وأجبر السلطات على مصادرة الوقود ومنع تمويله، في محاولة لتفريق تظاهرات سائقي الشاحنات.

تداعيات الازمة

امتدت الاحتجاجات مع نهاية الأسبوع المنصرم إلى مدن كندية أخرى (تورنتو وينيبيغ وكيبيك...) وتذكّر بالاحتجاحات التي انطلقت في فرنسا التي اطلق عليها اسم "السترات الصفراء"، التي شلت وسط الكثير من المدن الفرنسية خلال عطلة نهاية الأسبوع على مدى أشهر بدءا من خريف العام 2018.

من تداعيات ازمة كندا مع ساقي الشاحنات انها اوجدت حالة من الشكايات التي تقدم بها مسؤولو المستشفيات في اوتاوا يشكون من فوضى مفاوضات "قافلة الحرية" فيما كشف استطلاع جديد للراي ان 30% من الكنديين يعارضون مظاهرات قافلة الحرية في اوتاوا، وان 65% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون ان قافلة الشاحنات كانت اقلية صغيرة من الكنديين الذين يفكرون في انفسهم فقط وليسوا بآلاف الكنديين الذين يعانون من العمليات الجراحية المتأخرة والعلاجات المؤجلة بسبب انتشار الوباء.

فرصة لجماعات اليمين المتطرف

قال 57% من المستطلعة آراؤهم ان الهدف لم يكن انهاء القيود وإلزامية اللقاح ولكن فرصة للجماعات اليمنية المتطرفة للتجمع والتعبير عن الكراهية، في وقت ارتفع فيه عدد الإصابات بوباء كورونا مع بداية الاحتجاجات في كندا إلى 3,055,406 إصابة أي بزيادة (10,831) إصابة , منهم 1,033,294 إصابة في أونتاريو أي بزيادة (3,043) إصابة.

وسُجلت (103) إصابة عُرِّفت بعالية الخطورة في وندسور، مع تسجيل 5 وفيات إضافية منذ 28 كانون الثاني/يناير وبذلك يرتفع عدد الوفايات إلى 548.

نقلت وسائل اعلام كندية عن المحافظ واتسون قوله إن “السلطات اتخذت القرار بعد خروج الأوضاع عن السيطرة في المدينة” معتبراً أن العاصمة مشلولة بشكل تام منذ أكثر من أسبوع، واصفا سلوك المتظاهرين بأنه “غير مقبول” بإغلاقهم طرقات وسط المدينة وإطلاق أبواق شاحناتهم الثقيلة بشكل مستمر.

تداعيات سياسية

من التداعيات السياسية للاحتجاجات مطالبة أكثر من 20 نائبا محافظا بمراجعة أهلية زعيم المحافظين لقيادة الحزب بحجة أن سياسته ستشق صف الحزب المحافظ، هذا وتعتقد القاعدة الجماهيرية لحزب المحافظين أن قائدها يجب أن يتصدى بشكل حازم لسياسة ترودو وخاصة في ما يتعلق بالحريات.

علّق رئيس الوزراء الكندي في اول تعليق له خلال مؤتمر صحافي افتراضي على قافلة الحرية و المظاهرات الضخمة التي حاصرت مبنى البرلمان قائلا: ”إن سائقي الشاحنات الذين يواصلون حراكهم في أوتاوا، هم مجرّد أقلية صغيرة مهّمشة، وإنهم لا يشكلّون رأي الغالبية الكندية”، وان من حق الكنديين كافة التعبير عن رأيهم أو عن اختلافهم في الرأي مع حكومتهم. ولكن ليس لهؤلاء الحق، "على حد تعبيره"، في تهديد المواطنين أو مضايقتهم، أو نشر رسائل الكراهية.

يرى ترودو إن الكراهية ليست الحل مؤكدا أن حكومته لن تهاب من أولئك الذين يوجهون الإهانات إلى العمال في الشركات الصغيرة والذين يسرقون الطعام من المشردين و أكد ترودو أن البرلمان سيستأنف عمله كالمعتاد.

تدنيس يحمل رسائل كراهية

وقصد ترودو في تعبيره عن "رسائل الكراهية" هو تدنيس نصبٍ وآثار وطنية، بينها قبر الجندي المجهول وتمثال العدّاء الكندي الراحل تيري فوكس واستخدام رموز عنصرية بما في ذلك الصليب المعقوف النازي، مطالبا (ترودو) بوقف كل هذه الأعمال المشينة، ودعا من انضموا إلى قافلة الحرية، ممن يعارضون أعمال التخريب ووسائل العنف التي دعا إليها المحتجون، إلى رفع أصواتهم للتنديد بالتعصب والكراهية.

وانتهز ترودو الفرصة للتصويب على السياسيين الذين على حد وصفه يستغلون مخاوف الناس إلى التفكير في عواقب أفعالهم. واتهم ترودو كلا من زعيم حزب المحافظين إيرين أوتول وزعيم حزب الشعب الكندي ماكسيم بيرنييه بأنهما من بين أولئك الذين فشلوا في إظهار القيادة السياسية.

يذكر أنه وبسبب مخاوف أمنية أضطر ترودو يوم السبت المنصرم مع عائلته على مغادرة المقّر الرسمي في العاصمة الكندية إلى مكان آخر لم يكشف عنه حيث أعلن فيما بعد عن إصابته و أبنائه بوباء كورونا.

مزامير الشاحنات يثير استياء السكان

اليوم الثلاثاء، ما زالت بعض الشوارع في وسط المدينة، التي تعج بالشاحنات الثقيلة، مغلقة أمام حركة المرور، كما أغلقت الشركات التجارية فيما يستمر المتظاهرون الذين أقاموا مآوي موقتة في إطلاق أبواق شاحناتهم، وهو أمر أثار استياء السكان المحاصرين بين الضوضاء وأبخرة الديزل الصادرة عن عوادم الشاحنات.

لكن السكان فازوا في المعركة الأولى ليوم امس الاثنين، بعدما أمرت المحكمة العليا في أنتاريو المتظاهرين بالتوقف عن إطلاق أبواق الشاحنات. وكان بعض السكان المحليين أقاموا دعوى جماعية على منظمي التظاهرة مطالبين بتعويضات تقدر بعشرة ملايين دولار كندي (7 ملايين يورو).

السيد ابو ايمان