"موضة التشكيك بالدين" الجهات والاهداف

السبت ١٩ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

لكل العلوم خبراء ومتخصصون، يلجأ اليهم الناس في حال واجهوا مشكلة و إستعصى عليهم امرا ما، وكلما تطورت الحياة وتعقدت، ازداد عدد العلوم والمتخصصين، فالطب وعلم النفس والزراعة والصناعة والحاسوب والفضاء والفيزياء والكيمياء و الحساب والهندسة والفلك والاداب والفنون والشعر والعلوم لدينية و..، لكل واحد من هذه العلوم خبراء، يقدمون حلولا لكل مشكلة تواجه الانسان، جسديا او روحيا، من اجل ان يعيش حياة افضل.

العالم كشكول

للاسف هناك "استثناء" في هذه القاعدة، وهذا "الاستثناء" هو العلوم الدينية، فكلما تطورت الحياة وتعقدت، وبدل ان يتولى امر هذه العلوم متخصصون كباقي العلوم الاخرى، نرى ان مجال هذه العلوم تُستباح من قبل كل من هب ودب، فقد بتنا نرى حتى البسطاء من الناس، وهم يتحدثون في اعقد القضايا الدينية، خاصة في عصر ثورة المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي، فقد رأينا كيف يخرج علينا صحفيون وفنانون وممثلون ورياضيون و..، لا يملكون اي معرفة اكاديمية عن العلوم الدينية، وهم لا يتكلمون وبثقة عالية ولافتة عن الدين فحسب، بل يسمحون لانفسهم ان يتهجموا على الدين ويشككون في مسلماته وثوابته وبديهياته، بينما لا يعرفون حتى قراءة آية واحدة من القران الكريم.

وضعنا كلمه "الاستثناء" بين قوسين عند حديثنا عن العلوم الدينية، واردنا من خلال ذلك ان نؤكد ان هذا الاستثناء لم يأت اعتباطيا ، فهناك على ما يبدو جهات تعمل على جعل ساحة العلوم الدينية، لا اسوار لها، يمكن لكل انسان، ان يدخلها دون ان يعترضه احد، وفي النهاية، لن يبقى لهذه الساحة من اثر، بعد ان باتت مباحة للجميع، والهدف النهائي من كل ذلك تجريد الانسان المسلم من دينه وقيمه واخلاقه، بحجة التحرر والتطور والتقدم ومحاربة التخلف والجمود.

كمثال على ما تقدم يمكن الاشارة الى "الضجة" التي اثارها الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، بعد ان شكك في صحة معراج النبي صلى الله عليه واله وسلم، بينما معجزة الإسراء والمعراج من معجزات النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، وثابتة بنص القرآن الكريم في سُورتي "الإسراء" و"النّجم"، وبأحاديث النبي صلى الله عليه واله وسلم، دون ان يكون لهذا التشكيك من هدف سوى خلق حال من الشك لدى الانسان المسلم بدينه. واللافت ان هذا التشكيك اثير ليس في محيط جامعي او علمي، بل في برنامج تلفزيوني يقدمه عيسى.

من الواضح ان الجهات التي تقف وراء هذا المسار الذي ينتهي بالتشكيك بثوابت الدين، يحاولون تحقيق هدف واحد وهو نزع آخر سلاح بيد الانسان العربي والمسلم، وهو سلاح الدين، فاذا بقي هذا السلاح بيد هذا الانسان، لن يكون بمقدور اكبر قوة في العالم، ان تطفىء جذوة المقاومة في قلبه وعقله، كما نشهد تأثير هذا السلاح على امتداد محور المقاومة، الذي افشل كل مخططات الاستكبار، مثل "داعش"، والفتن الطائفية، واحتلال العراق وافغانستان، والتطبيع.