رقعة الشطرنج الأوكرانية..من سيقول  للآخر "كش ملك"

رقعة الشطرنج الأوكرانية..من سيقول  للآخر
الأربعاء ٢٣ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٧:٣٩ بتوقيت غرينتش

من المعروف عن لعبة الشطرنج أنها تقوم على قاعدة تحريك أحجارك بطريقة تجبر الخصم على تحريك أحجاره تحت الضغط وبهدف عدم خسارتها. منذ العام 2014، وتحديدا الإطاحة بالرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش" المقرب من موسكو، بدأت رقعة الشطرنج الأوكرانية تشهد تحريكا لأحجار كل طرف سعيا لإفقاد الآخر قوة أحجاره.

العالم - قضية اليوم
كان الحجر الأول الذي تم تحريكه من قبل الغرب عبارة عن الإحتجاجات التي أطاحت بيانوكوفيتش عقب إلغائه مفاوضات الشراكة مع الإتحاد الأوروبي.
في المقابل، حركت روسيا حجرها الأول المتمثل بدفع الإنفصاليين الروس شرقي أوكرانيا (في إقليم دونباس) للمطالبة بالإستقلال..
ألحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الحركة بتحريك حجر ثان هو إعلان ضم شبه جزيرة القرم إلى السيادة الروسية. لترد الولايات المتحدة والأوروبيون بتحريك حجر العقوبات على الإقتصاد الروسي
هذه الحركات أوصلت الطرفين إلى إتفاقية "مينسك" التي يمكن اعتبارها نتيجة لتفوق الأحجار و الحركات الروسية.
5 سنوات تقريبا مرت... بادر الغرب بتحريك حجر إنضمام كييف لحلف النيتو (مع ما يعنيه ذلك من نشر الصواريخ الباليستية والقواعد العسكرية الأميركية والأوروبية قرب الحدود الروسية)
روسيا وجدت أن حجر التحشيد العسكري مفيد في هذه الحالة لإفقاد الحركة الغربية فعاليتها..
في المقابل استخدمت الولايات المتحدة حجر التحريض الإعلامي والحرب الإعلامية والترويج لغزو روسي محتمل لكييف (مع ما يحمله هذا الترويج من تهويل على موسكو من تبعات كارثية)
كانت واشنطن ومعها حلفاؤها الغربيون يهدفون لجر روسيا إلى تحريك حجر الغزو فعلا بما يمنحهم القدرة على القيام بالحركة القاضية في المقابل
الحركة التالية من قبل موسكو يمكن وصفها بالمفاجئة.. خرج الرئيس بوتين ليعلن الإعتراف بإستقلال منطقتي "لوغانسك ودونيتسك" بناء على استفتاء عام 2014.
الحركة المقابلة كانت متوقعة وهي حجر العقوبات الإقتصادية مطعمة بتعليق ألمانيا لبدء تشغيل خط "نورد ستريم2"..
وهكذا، حتى هذه المرحلة يستشرف كل طرف أحجاره المتبقية..
الأميركيون والأوروبيون يراجعون حركات أحجارهم المتمثلة بتسليح ودعم أوكرانيا لمواجهة موسكو
روسيا تراجع أحجارها وأبرزها تثبيت الحالة الجديدة المتمثلة بإستقلال دونباس وانهيار إتفاقية مينسك، إضافة إلى الحجر الأخطر وهو غزو أوكرانيا بشكل كامل (على ضوء هواجس روسية من أوكرانيا نووية وتحت علم النيتو)...
رقعة الشطرنج الأوكرانية أنهت مرحلة تحريك الأحجار العادية ودخلت مرحلة تحريك الأحجار الأساسية.. فمن سيقول للآخر "كش ملك"؟
حتى اللحظة.. يبدو أن من سيقولها هو فلاديمير بوتين..وإذا كان الأميركيون سيسلمون ملكهم على رقعة الشطرنج، فإن هذا الملك سيكون الإتحاد الأوروبي..
حسين الموسوي