بيضة قبان الحرب.. اوكرانيا بين الشد الروسي والجذب الاوروبي

بيضة قبان الحرب.. اوكرانيا بين الشد الروسي والجذب الاوروبي
الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢ - ٠٦:٤٤ بتوقيت غرينتش

أسباب رئيسة حقيقية وراء الحرب القائمة حاليا بين روسيا واوكرانيا أهمها جعل اوكرانيا منطقة صد عازلة لروسيا بوجه نفوذ الاتحاد الاوروبي وحلفه الاطلسي لتكون موسكو بعيدة نوعا ما عن مناطق نفوذ الناتو والنفوذ الغربي الاميركي الذي يسعى جاهدا لتقويض روسيا وترسانتها التسليحية بخنقها داخل شرنقتها الشرقية بعد سحب اوكرانيا الى كفة الغرب والناتو.

العالم - كشكول

الخبير الامني "أليكسي مورافييف" رئيس قسم الدراسات الأمنية في جامعة كيرتن بيرث في استراليا، كشف أمس الاثنين ان الأسباب الرئيسة الحقيقية وراء الحرب القائمة بين روسيا واوكرانيا حاليا، هي جعل الاخيرة منطقة عازلة لابعاد روسيا عن مناطق نفوذ حلف الناتو، مشيرا الى أن روسيا هدفها ليس احتلال أوكرانيا بشكل كامل، وإنما تأمين بعض المناطق التي كان يسطير عليها بعض قوات الحكومة الأوكرانية وليس الانفصاليين.

في المقابل يسعى الغرب الاوروبي لافهام روسيا إن التعزيزات الغربية الأخيرة التي وصلت المنطقة كانت ضمن نطاق وحدود الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، ومنها إستونيا "التي كانت ضمن دول الاتحاد السوفييتي السابق قبل تفكيكه 1991، ثم اصبحت ضمن دول الاتحاد الاوروبي في ما بعد، حيث نشرت بريطانيا المزيد من القوات فيها".

ذلك ما اشار اليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء خلال زيارة إلى إستونيا، مؤكدا ان "هذه ليست أكثر من إجراءات دفاعية، وهي جوهر حلف شمال الأطلسي منذ أكثر من 70 عاما".

تلميحات جونسون لم تقف عند هذا الحد انما زاد على تاكيد اخر فحواه إن "قوات بلاده لن تقاتل القوات الروسية في أوكرانيا"، ومضى يقول "أريد أن أكون واضحا تماما في هذه النقطة، لن نحارب القوات الروسية في أوكرانيا وتعزيزاتنا لمنطقة دول البلطيق موجودة داخل حدود أعضاء حلف الأطلسي وهي الشيء الصحيح الذي يجب فعله".

التطمينات البريطانية و"الاوروبية الناتوية" صحيحة من الناحية القانونية لكن جوهر التوجهات الاوروبية والاميركية تخالف الواقع، حيث تسعى أميركا ودول الاتحاد الاوروبي بمعية حلف شمال الاطلسي للقضاء على روسيا والانتصار عليها بخنقها نهائيا ثم رميها جثة هامدة لا نفس ولا حراك فيها، الامر الذي فطن اليه الرئيس الاميركي فلاديمير بوتين قبل بدء الخطوات الاولى لخطة الناتو للقضاء على الدب الروسي وحصره في زاوبة حرجة تكون فخا مميتا له.

صرح المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون أمس الاثنين للصحافيين بأن العقوبات البريطانية التي تستهدف الرئيس الروسي ومنذ الاثنين البنك المركزي الروسي "تهدف إلى إسقاط نظام بوتين"، ولدى سؤاله عن هذه التصريحات تراجع قائلا "نحن لا نسعى الى تغيير النظام. الواضح هنا هو الطريقة التي تسمح لنا بوضع حد لروسيا".

تأتي هذه التصريحات بعد تبادل شديد اللهجة بين موسكو ولندن، فيما وصف بوريس جونسون الأسبوع الماضي فلاديمير بوتين بأنه "دكتاتور".

من هنا سعت روسيا بوتين الى ابقاء اوكرانيا كمنطقة عازلة عن الناتو وهي التي تعتبر أوكرانيا امتدادا أمنيا لها، تبعدها عن منطقة نفوذ الناتو، لذا تسعى روسيا لعودة الخارطة السياسية لأوكرانيا إلى ما كانت عليه في التسعينات من القرن الماضي، فيما أوضح الكرملين الإثنين أن تلويح فلاديمير بوتين بالتهديد النووي جاء ردا على تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بشأن مواجهات محتملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وكانت الوزيرة أعلنت الأحد "إذا لم نوقف بوتين في أوكرانيا فسنرى دولا أخرى مهددة، دول البلطيق وبولندا ومولدوفا وهذا يمكن أن يؤدي الى نزاع مع الاطلسي".

الناتو لا يريد المباشرة العسكرية في اي مواجهة مع وسيا من خلال اوكرانيا باعتبارها دولة غير خاضعة للاتحاد الاوروبي وذلك يعتبر نقطة ضعف في الاداء الاوروبي الغربي الاميركي، لذا باتت اوكرانيا اليوم بين شد وجذب روسيا من جهة وبين الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى.

لذا يأتي التحرك الاوروبي العاجل لجر اوكرانيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي حيث دعا 8 رؤساء دول دول بوسط وشرق أوروبا إلى محادثات فورية عاجلة بشأن انضمام أوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي ومنحها بشكل فوري وضع دولة مرشحة لعضوية الاتحاد وبدء محادثات حول انضمامها لعضويته.

الدول الثمانية الموقعة هي بلغاريا والتشيك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا، في وقت طالبت فيه كل من ليتوانيا وإستونيا حلف الأطلسي بامدادها بمزيد من السلاح والدفاعات الجوية وامداد منطقة البلطيق بزيادة في الجود العسكري إضافة الى المزيد من القوات والمعدات.

السيد ابو ايمان