شاهد بالفيديو..

الرئيس الاسرائيلي يزور تركيا علی وقع غضب وتنديد شعبي

الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

على وقع التظاهرات والتنديدات الواسعة التي يشهدها الشارع التركي يجري رئيس الكيان الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ زيارة مثيرة للجدل إلى تركيا يلتقي خلالها بالرئيس رجب طيب أردوغان.

العالم - تركيا

أردوغان الذي لم تمر فترة طويلة على إنتقاداته اللاذعة لدول التطبيع العربي وهي الإمارات والبحرين ها هو يفتح أبواب بلاده على مصراعيها أمام الصهاينة ليسجل موقفاً آخراً في قائمة مواقفه المتناقضة.

بالرغم من إن الحكومة التركية كانت قد اعترفت بالكيان الإسرائيلي منذ نشأته في أربعينيات القرن الماضي إلا أن الشعب التركي المسلم كان ولا يزال رافضاً لهذا الكيان مما يثير أكثر من تساؤل حول الأهداف التي تسعى إليها الحكومة المنتسبة إلى جماعة الإخوان بقيادة اردوغان في هرولتها نحو التطبيع.

سياسياً.. يسعى اردوغان إلى اكتساب شعبية داخل الولايات المتحدة ولدى اللوبي الصهيوني هناك خاصة أن أظهرت حكومة بايدن مؤخراً بكثير من عدم الاكتراث باردوغان بل ووجهت له الكثير من الإنتقادات المتعلقة بإنتهاكات حقوق الإنسان ودعمت الأكراد في سوريا ووقفت صفقة مقاتلات الأف خمسة وثلاثين.. هذا إلى جانب أن اردوغان يتطلع إلى اليوم الذي قد تغادر فيه الولايات المتحدة المنطقة ليكون حليفاً لخلفها المحتمل وهو الكيان الصهيوني.

أما من الناحية الاقتصادية فيبدو أن أردوغان يسعى إلى إقناع الكيان الإسرائيلي على نقل غازه إلى أوروبا عبر الأراضي التركية في محاولة لمعالجة الوضع الإقتصادي المتهالك الذي تعاني منه أنقرة خاصة وأنها تستورد تسعين بالمئة من غازها من الخارج.

أما الكيان الإسرائيلي فهو يعيش نشوة الإنتصار الوهمي من خلال وصوله إلى الحدود البرية الإيرانية عبر تركيا وذلك بعد ما تصور أنه نجح في الوصول إلى المياه الإيرانية عبر التطبيع مع الإمارات والبحرين. كما أن الكيان يحاول أن يظهر للجميع أنه نجح في كسر حاجز تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية وهو ما يعتبر انجازاً لحكومة بينيت المعرضة للإنهيار في أي لحظة.

لكن الأهم من ذلك إن هذه الزيارة المشبوهة سوف تفضح الأنظمة التي طالما تغنت بالقدس ورفعت شعار القضية الفلسطينية زورا وبهتاناً وتعريها أمام الشعوب الإسلامية كما إنها سوف تدفع بالكيان الإسرائيلي إلى التمادي أكثر في قمع الشعب الفلسطيني فيما ستزيد الهوة بين النظام التركي وحركات المقاومة في دعم القضية الفلسطينة من التيار الإخواني خاصة وأن اردوغان بدأ ومنذ فترة بعملية ما يسمى بتطهير تركيا من جماعة الأخوان في ظل مساعيه لاعادة علاقاته مع مصر.