بعد يوم من التوتر.. طرابلس تنجو من تصعيد عسكري بتدخل وسطاء

بعد يوم من التوتر.. طرابلس تنجو من تصعيد عسكري بتدخل وسطاء
الجمعة ١١ مارس ٢٠٢٢ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

عاش قسم كبير من سكان العاصمة الليبية طرابلس طوال الخميس أجواءً من التوتر، على وقع تحركات عسكرية شهدتها المنطقة الغربية، مع تداول معلومات عن عزم رئيس الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، فتحي باشاغا، التوجه إلى طرابلس لمباشرة عمله هناك، بحماية قوة مسلحة من مؤيديه.

العالم _ افريقيا

وتزامن ذلك مع انتشار معلومات عن تحشيد مضاد من تشكيلات مسلحة لمنعه من الوصول إلى مقر رئاسة الحكومة، ما أثار مخاوف جدية من اصطدام عسكري وشيك يعيد المدينة إلى مربع الحرب، وتجسدت بعض تلك المخاوف في ازدحام كبير شوهد عند محطات الوقود ببعض أحياء العاصمة، تحسبا فيما يبدو لأي طارئ.

تدخل أعيان وقيادات مصراتة
وفي نهاية اليوم المشحون، علمت «بوابة الوسط» من مصادر محلية بمدينة مصراتة أن رتلاً مسلحًا مؤيدًا لبشاغا كان بالفعل في طريقه إلى طرابلس، وأن مساعي بذلت من قبل أعيان وقيادات مصراتة لوقف الرتل، من أجل تجنيب مصراتة ما اعتبروه فتنة، وإنقاذ العاصمة من خطر الصدام المسلح، وهو ما جرى بالفعل بعد مفاوضات مع فتحي باشاغا.

مكتب باشاغا يتحدث عن طبيعة ومهام القوة التي اتجهت لطرابلس
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب فتحي باشاغا، بأن الحكومة مستمرة في أداء مهامها، و«استكمال كل الترتيبات بكل ثقة ومسؤولية لمباشرة عملها من العاصمة طرابلس في القريب العاجل بقوة القانون».

وأضاف، في بيان عبر صفحة تابعة لحكومة باشاغا، أن القوة التي اتجهت اليوم إلى العاصمة طرابلس «هي قوة للتأمين وليست للحرب»، متابعاً أنه «رغم صعوبة الموقف فإنهم أثروا حقن الدماء وعدم استخدام السلاح والعودة إلى مقرات تمركزهم السابقة شريطة أن تتوقف الحكومة منتهية الولاية عن أي إجراءات تتعلق بقفل الأجواء أو أي عراقيل تخالف القانون».

استجابة لمطالبات الأصدقاء الدوليين والإقليميين
وأرجع البيان إجراء عودة القوة، إلى أنها «استجابة لمطالبات أصدقائنا الدوليين والإقليميين ونزولا عند رغبة العديد من الشخصيات الوطنية»، رغم اعتباره أن ما تقوم به حكومة الدبيبة «من إجراءات تعسفية تشكل خرقاً ومخالفة لكل القوانين».

ووصف البيان حكومة الدبيبة بأنها «حكومة مغتصبة للسلطة ومحصورة في العاصمة»، معتبرًا أنها بذلك «متمترسة بالسكان المدنيين كدروع بشرية»، في إشارة إلى رفضها تسليم السلطة.

وقال مكتب باشاغا إن «قفل الأجواء أمام الرحلات بين الغرب والشرق يشكل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن واتفاق وقف إطلاق النار واتفاقات لجنة 5+5»، معتبرًا أن تلك الخطوة تهدف إلى «منع دخول رئاسة الحكومة والوزراء، ومنعهم من أداء القسم القانوني».

مكتب باشاغا يطمئن الليبيين: لن نذهب للحرب
واختتم البيان بالتأكيد على أن حكومة باشاغا «تحرص كل الحرص على دماء الليبيين وسلامة المدنيين وأمن البلاد»، لافتة إلى أنها «لن تسمح لأي مغامر أن يجرها إلى إراقة قطرة دم واحدة، وستعمل بكل جدية ومسؤولية لتوحيد البلاد».

نورلاند على خط الأزمة: الدبيبة وباشاغا مستعدان للتفاوض
هذه التطورات المتتابعة، اختتمت بسلسلة تغريدات أطلقها سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، متحدثًا عن مضمون اتصالين منفصلين مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلّف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا، من أجل تهدئة التوترات والتفاوض لحل الخلاف السياسي.

وألمح نورلاند إلى استعداد الطرفين تهدئة التوترات والسعي لحل الخلاف السياسي الحالي من خلال المفاوضات وليس القوة، مشددًا على أنه «لا يمكن الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدتها إلا من خلال الحوار واحترام حق حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد».