مصافحة جونسون لابن سلمان .. العبرة ‘الأخلاقية’!

مصافحة جونسون لابن سلمان .. العبرة ‘الأخلاقية’!
الجمعة ١٨ مارس ٢٠٢٢ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

سلطت صحيفة الغارديان، في مقالة رأي، الضوء على زيارة رئيس الوزراء البريطاني الى السعودية، مستخلصة عبرة "لا" أخلاقية لدى بريطانيا تقول: "مصافحة جونسون لمستبد أشرف لتوه على عملية قتل جماعي" تعني ان "بريطانيا مستعدة لعقد اتفاق مع الشيطان لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي".

العالم - كشكول

المقالة التي نشرتها الصحيفة البارحة وكتبتها مديرة مؤسسة ريبريف الخيرية القانونية التي تتابع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، أشارت الى ان زيارة بوريس جونسون إلى السعودية جاءت بعدما أعدمت المملكة الخليجية 81 رجلا قبل أيام فقط، متسائلة: ألا يفهم جونسون الرأي العام في بريطانيا بصورة جيدة؟ أم ان الامور تغيرت بعد الحرب الروسية على أوكرانيا؟.

ورغم ان الكاتبة اكدت ان "مصافحة جونسون لمستبد أشرف لتوه على عملية قتل جماعي ستضر بالمكانة الأخلاقية لبريطانيا على المسرح العالمي"، إلا أنها فسرت الأمر على أنه “في الأسابيع التي تلت غزو القوات الروسية لأوكرانيا، ساد شعور بأن الحسابات قد تغيرت. فعلى نحو متزايد، يقول وزراء محافظون إنه على الحكومة أن تفعل كل ما بوسعها لتقليل اعتماد بريطانيا على الغاز الروسي وأن عليها عقد اتفاق مع الشيطان، كما قال مدير معهد أبحاث الأزمات، مارك ألموند، في صحيفة ديلي ميل”، وبالنتيجة فالمكانة الاخلاقية اللاحقيقية لبريطانيا بالطبع ستأتي ثانيا.

الكاتبة مايا فوا قالت بأنه “منذ استدراج جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 وقتله، ابتعد القادة الغربيون في الغالب عن المملكة، وتجنبوا التقاط الصور مع ولي العهد”.

واعتبرت فوا أن “توقيت عمليات الإعدام مخيف. فقبل أقل من أسبوعين، نشرت مجلة ذي أتلانتك مقابلة مطولة مع ولي العهد تروج لتحديثات شاملة لنظام العدالة الجنائية السعودي”.

وأضافت أنه من خلال زيارة المملكة العربية السعودية، “يؤكد جونسون أن السلطات السعودية يمكنها قتل من تريد، في أي وقت، وسوف يتجاهل الغرب ذلك”.

ونوهت “إنه يضمن فعليا أن يتم إعدام المزيد من الأشخاص الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي تحدي الوضع الراهن. أشخاص مثل حسن المالكي وهو رجل دين يواجه حاليا عقوبة الإعدام بسبب محتويات مكتبته”.

وأوضحت ان “العدالة السعودية صندوق أسود لا يمكننا التأكد منه أبدا. فالمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان التي تحتفظ بسجل شامل لأحكام الإعدام في السعودية، لم تكن حتى تعرف عن 69 حالة (من بين الـ81 الذين أعدموا). حوكم هؤلاء الرجال وأدينوا وحكم عليهم وأعدموا في سرية تامة”.

وتابعت أنه “من بين الـ12 الذين نعرفهم، من المحتمل أن يكون ثلاثة منهم على الأقل قد تعرضوا للتعذيب للإدلاء باعترافات كاذبة بشأن جرائم إرهابية بعد مشاركتهم في مظاهرات مؤيدة للديمقراطية”.

وقالت إنه فيما “تصف السلطات الرجال الذين تم إعدامهم بأنهم إرهابيون، هناك سجناء سياسيون ومجرمو مخدرات غير عنيفين وأشخاص اعتقلوا وهم أطفال وينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم. ”

وذكّرت أنه في عام 2014، وقعت الحكومتان البريطانية والسعودية مذكرة تفاهم بشأن التعاون القضائي.

وقالت الكاتبة “قدمت منظمتي، ريبريف، طلبا بالاستناد إلى الحق في الحصول على المعلومات – لكن تم رفضه على أساس أن نشر المعلومات قد يكون له تأثير سلبي على الإدارة الفعالة للعلاقات الدولية. وبسبب هذه السرية، ليس لدينا أي فكرة عما إذا كانت المساعدة البريطانية قد دعمت نظاما قضائيا يعتمد على التعذيب والإعدام في المملكة العربية السعودية”.

وأضافت “ما نعرفه من تقارير المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ورصد وسائل الإعلام أنه في الفترة التي تم فيها تنفيذ هذه الاتفاقية، زاد النظام السعودي بقيادة الملك سلمان ونجله بشكل كبير من وتيرة عمليات الإعدام – حتى الآن كان هناك أكثر من 900 حالة منذ عام 2015. وفي يناير/ كانون الثاني فقط، التقى وزير العدل البريطاني، دومينيك راب، بنظيره الشيخ وليد الصمعاني، وقال إنه سعيد لسماع تقدم المملكة العربية السعودية في الإصلاح القضائي وحقوق الإنسان. لقد تم اعتباره أحمق”.

وقالت مايا فوا “رحلة رئيس الوزراء إلى الرياض، بعد فترة وجيزة من هذا الإعدام الجماعي، عار عليه شخصيا وعلى بريطانيا. ألن يخبره أحد في دائرته المقربة أن هناك طرقا أفضل وأكثر استدامة للتعامل مع أزمة الطاقة من تشجيع وتمكين نظام قاتل؟”.

وهنا علينا القول بأن الغرب الذي أثبت لنا انه عنصري عندما فرق بين اللاجئين الاوكرانيين واللاجئين من آسيا وافريقيا حتى ان هولندا طردت اللاجئين السوريين واستقبلت بشغف الاوكرانيين أصحاب الشعر الاشقر والعيون الزرقاء، كما وصفتهم الصحافة الغربية، كذلك هي إدعاءات بريطانيا الاخلاقية يجتمع رئيس وزرائها ببن سلمان ويصافحه بيده الملوثة بدماء أشخاص لم يفعلوا شيئا سوى انهم طلبوا شيئا من المساواة والديمقراطية، هذه هي سمعة الغرب الاخلاقية.