من الذي سينتصر في حرب أوكرانيا؟

من الذي سينتصر في حرب أوكرانيا؟
الجمعة ٠١ أبريل ٢٠٢٢ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر واعرابه

الخبر:
في الوقت الذي بدأت الحرب في أوكرانيا تدخل شيئا فشيئا يومها الأربعين فانه لا يمكن وضع تصورات لنهايتها.

اعرابه:

- معظم المحللين كانوا يستبعدون وقوع الحرب في أوكرانيا، وكانوا يعتقدون أن روسيا لا تريد أكثر من استعراض قوتها وعضلاتها واطلاق التهديدات والاستعراض العسكري في أوكرانيا من أجل انتزاع التنازلات من الحكومة الاوكرانية والغرب، ولكن خلاف لهذه التصورات فقد اندلعت الحرب ودخلت روسيا الأراضي الأوكرانية. وبعد الهجوم الروسي على أوكرانيا الكثير من المحللين اعتقدوا أن الحرب ستكون مؤقتة ومحدودة، ولكن مرة أخرى تبين خلاف ذلك، ولكن الآن ومع الظروف المستجدة وتباطؤ التقدم الروسي في أوكرانيا الى حد ما فان بعض المحللين يعتقدون أن هذه الحرب ستتحول الى حرب استنزافية وذلك لأن روسيا والغرب والحكومة الأوكرانية غير مستعدين للتراجع عن مواقفهم.

- في الوقت الذي يخيم فيه شبح الطاقة على أوروبا نتيجة استمرار الحرب في أوكرانيا، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن ولكي يوحي بأنه يسطر على سوق الطاقة، اصدر قرارا بسحب يوميا مليون برميل نفط من النفط الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي، ولاشك أن هذا القرار سيسري على مدى 6 اشهر، مما يعني أن بايدن يتوقع أن تستمر الحرب في أوكرانيا 6 اشهر، ولا ننسى هنا أنه في الوقت الذي كان فيه الروس يتحدثون عن عدم وقوع الحرب فان بايدن وأميركا كانت تؤكد وقوعها.

- وفقا لهذه الحقائق فان المستفيد الأول من الحرب الروسية - الأوكرانية هي الولايات المتحدة الأميركية، ربما تتحول الحرب في أوكرانيا الى تجربة أميركا في الحرب العالمية، فالولايات المتحدة حصدت ثمار الحرب العالمية دون أن تشارك فيها، وكانت هي المستفيد الأول من الحرب والدمار الذي لحق سائر الدول التي دفعت أثمان باهضة نتيجة خوضها واستمرارها.

- فيما يتعلق بأوكرانيا وحرب هذا البلد مع روسيا، فان الولايات المتحدة والى جانب انها تردي تكرار تجربة الحرب العالمية، فإنها تريد أيضا تحقيقد الأهداف التالية:

أولا: استغلال الحرب الدائرة بين البلدين من إضعاف روسيا واشغالها بها لكي لا تلتفت الى سائر القضايا العالمية.

ثانيا: إضعاف قدرات أوروبا في ظل توريطها بالحرب الاستنزافية وبالتالي تعزز تبعيتها لها.

ثالثا: تسخير وتوظيف الناتو لخدمة العديد من المشاريع والخطط.

وهنا لا ينبغي أن ننسى أن أوروبا نفذت في السنوات الأخيرة السياسة الخارجية الأميركية، ومع أزمة أوكرانيا فان بايدن يسعى الى تحويل أوروبا تابعا له بالكامل.

- ولكن السؤال المطروح هو، هل أن بايدن سيتمكن من تحقيق حلمه هذا؟ هناك بعض الأمور التي ينبغي أن تتحقق، وهي أولا: أن لا يلتفت بوتين لهذا السيناريو الأميركي ويتخذ مواقف انفعالية، وثانيا أن تنتهج أوروبا سياسة التريث والترقب تجاه روسيا وخاصة تجاه تهديدات الطاقة التي تطلقها، وتثق بأميركا، وثالثا، الى أي مدى تستطيع الحكومة الأوكرانية تحمل الحرب الاستنزافية.

- مما لاشك فيه ووفقا لسياسات وسلوكيات بوتين خلال العقود الأخيرة فانه من المستبعد أن لا يكون قد درس الموضوع بدقة متناهية وان بايدن خدعه، كما أنه من المستبعد أن يطيق الأوكرانيون المزيد من الخسائر زعدم حسم القضية بعد تشريد أكثر من 4 ملايين شخص والخسائر الفادحة التي لحقت بالبلاد، غير أن الأكثر أهمية في هذا الصدد هو أن يتجاهل الأوروبيون تجاه التحدي الأكبر وهو الغاز الروسي، وهنا لا ينبغي أن ننسى أن برد الشتاء القارس خدم الحلفاء الذين استطاعوا أن يفتحوا بوابات روسيا، فانه من المفترض أن يكون هذا العنصر خاضرا في الساحة ولكنه في خدمة ولصالح روسيا وضد أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي.