لو كانت سوريا تُشترى بالمال لما طلب بندر 2000 مليار دولار لتركيعها

لو كانت سوريا تُشترى بالمال لما طلب بندر 2000 مليار دولار لتركيعها
الإثنين ٠٤ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش

يبدو ان صمود ومقاومة سوريا، قيادة وجيشا وشعبا، وعلى مدى اكثر من عقد من الزمن في وجه حرب كونية، قادها الثلاثي المشؤوم، امريكا والكيان الاسرئيلي والرجعية العربية، أصابت هذا الثلاثي بالصدمة التي افقدته توازنه، فلا يمر يوم إلا ويترشح من اعلام وصحافة هذا الثلاثي المهزوم، من الاخبار الملفقة والكاذبة، بهدف التنفيس عن الهزيمة المنكرة التي الحقتها سوريا بهم ومازالت.

العالم كشكول

قديما كان هناك تصور ان الاعلام التابع للغرب اكثر موضوعية وحيادية من غيره، وان اغلب ما يترشح عنه هو حقيقة، الا ان تطورات السنوات الاخيرة، وخاصة سنوات الحرب على سوريا، اثبتت ان الكذب صناعة غربية بامتياز، وصناعة فی غاية التطور، وظهر هذا جليا، عندما هزمت سوريا المشروع الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، والذي كان يهدف لتفتيتها وشرذمة شعبها، من اجل عيون "إسرائيل".

المحور الامريكي المهزوم في سوريا، يحاول بكل ما يملك من امكانيات في مجال الاعلام والصحافة، ان ينتقم من محور المقاومة، بعد ان فشل في الميدان، عبر نشر وبث اخبار ملفقة، تكشف سذاجتها، عن حالة الإحباط واليأس التي يعيشها المحور الامريكي، ظنا منه انه سيتمكن من خلال هذه الاخبار الغبية، ان يخلق هوة او فرقة او فتنة بين حلقات محور المقاومة، التي تعتبر سوريا حلقته الذهبية.

يوم امس الاحد نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الاسرائيلية المتطرفة، خبرا مفاده، ان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نفتالي بينيت، أوقف مؤخرا مبادرة إقليمية روج لها سلفه بنيامين نتنياهو، تقوم على عدة مراحل، المرحلة الاولى يطلب الرئيس السوري بشار الأسد من جميع القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011 بمغادرتها، والمرحلة الثانية إعادة سوريا لجامعة الدول العربية، والمرحلة الثالثة أن تستثمر دول الخليج الفارسي وخاصة الإمارات في الاقتصاد السوري بدلا من إيران.

ووفقا للصحيفة ان القضية أثيرت مجددا خلال القمة الثلاثية في شرم الشيخ منذ أسبوعين، بين بينيت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وان بينيت لم يعارض إمكانية إعادة سوريا الى جامعة الدول العربية، الا إنه يرى "ان الاسد غير قادر" على إخراج محور المقاومة من سوريا، لذا فان المبادرة غير مجدية.

الجهة المسؤولة عن فبركة هذا الخبر، نسيت او تناست، انها وجهت صفعة قوية لحلفاء "اسرائيل" العرب ولجامعتهم العربية، بعد ان باتت "إسرائيل" هي الامر الناهي فيها، في كل صغيرة او كبيرة تخص العرب، وخاصة ضم او اخراج اي دولة عربية الى هذه الجامعة.

لقد غاب عن واضعي هذا الخبر من المهزومين، ان سوريا الامس برئاسة الراحل حافظ الاسد، وسوريا اليوم برئاسة بشار الاسد، لطالما مورست ضدها شتى الضغوط، من قبل المحور الامريكي، عبر الترهيب والترغيب، لتتخلى عن فلسطين ومحور المقاومة، الا ان الرفض المطلق كان الرد على كل تلك الضغوط، وهناك شهادات دامغة في هذا الشأن.

الحرب التي فرضها المحور الامريكي ضد سوريا، منذ اكثر من عقد من الزمن، ما كانت لتقع لو اظهرت القيادة السورية شيئا من التردد في علاقتها مع محور المقاومة او في تمسكها بالقضية الفلسطينية، فسوريا التي لم تتنازل عن مبادئها الوطنية والقومية والاسلامية، رغم كل ويلات الحرب، لم ولن تتنازل عن هذه المبادىء، وهي تخرج منتصرة من هذه الحرب.

اخيرا لو كانت سوريا تُشترى بالمال ، لما طلب بندر بن سلطان 2000 مليار دولار لاسقاط النظام المقاوم فيها، بشهادة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم ال ثاني، في حديثه الشهير، لذلك نرى ان اكاذيب المحور الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، تفضح هذا المحور اكثر مما هو مفضوح، وتكشف عن عجزه وضعفه ويأسه في مواجهة القيادة السورية التي اثبتت وعلى مدى عقد كامل انها عصية على المحور الامريكي.