صراع تسقيطي عنيف تخوضه أميركا ضد عمران خان.. هل تنجح؟

صراع تسقيطي عنيف تخوضه أميركا ضد عمران خان.. هل تنجح؟
الثلاثاء ٠٥ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

لا زال عمران خان، يواصل مجابهة التحديات الاميركية وعمال اميركا داخل اسوار باكستان، ولا زال يتعرض لضغوط وتهديدات امريكية علنية، وصلت الى حد التصفية الجسدية، لرفضه السماح ببناء قواعد عسكرية امريكية في باكستان ورفضه الخنوع والانصياع للارادتها.

العالم - كشكول

إختتمت المحكمة العليا جلسة مناقشة الاسس الدستورية التي استند اليها نائب رئيس الجمعية الوطنية في رفضه للتصويت على مذكرة المعارضة لحجب الثقة من رئيس الوزراء عمران، ذلك بدليل كون االمعارضة ومذكرتها جزءا من "مؤامرة أجنبية"، ما دفع الامور الى مشهد خطر بدأت معه باكستان بالغرق في وحل أزمة دستورية بعد قيام رئيس البلاد عارف علوي بحل البرلمان بناء على نصيحة خان.

انها معركة أمن باكستان القومي، اولى اهدافها من طرف اميركا وذيولها اسقاط عمران خان الامر الذي يأتي ضمن سياق اولويات خدمة الاجندة الامريكية والاجنبية وهو استهداف مباشر لإرادة الشعب الباكستاني، غير ان جلسة المحكمة العليا انتهت دون صدور قرار نهائي حتى الآن، في وقت كان من المقرر أن تكون جلسة المحكمة العليا ضد عمران خان حاسمة للقرار.

انطلاقا من هذا المعترك، لازالت الفرصة سانحة لعمران خان في مواصلة اصراره على ادامة المواجهة والتحدي بوجه اميركا وعمالها بالداخل، ومن ذلك اعلانه على رؤوس الاشهاد ان الباكستانيين ليسوا عبيدا ، وان باكستان لن تركع، رغم ان الاقتصاد الباكستاني يمر بضروف حرجة استثمرها معارضو خان للانتقاص من رصيده الشعبي.

التركيز حاليا على سعي خان لعدم ايقاع باكستان بفراغ السلطة، حيث سمّى رئيس القضاة السابق مرشحا لرئاسة حكومة تصريف الأعمال من جانبه، بانتظار تسمية مرشح المعارضة ليتم التحضير للانتخابات المقبلة خلال تسعين يوماً.

ذلك ما اكده فؤاد تشودري وزير القانون في حكومة عمران خان الذي قالان القضاء سيعمل بموجب المادة 224 (أ) من الدستور الباكستاني التي تنص على تعيين رئيس حكومة تصريف من خلال الإتفاق بين رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة في الجمعية الوطنية.

وفي حال عدم الوصول لإتفاق بينهما لتسمية أي شخص، يتوجب عليهما تسمية مرشحين إثنين لهذا المنصب في غضون ثلاثة أيام من حلّ الجمعية الوطنية وتشكيل لجنة فورية من قبل رئيس الجمعية الوطنية تضم ثمانية أعضاء من الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها أو مجلس الشيوخ أو كليهما على أن يكون للحكومة المنتهية صلاحيتها والمعارضة تمثيل متساو لاتخاذ قرار مشترك".

عمران خان يعول على شعبيته في كسب الاستحقاق الانتخابي المقبل، خصوصا وان شعبيته تزايدت أكثر بعد أن اثبت نفسه كسياسي قوي في الداخل ضد المعارضة وفي الخارج ضد امريكا والغرب، كما سيلجأ الى تقنية التصويت الالكتروني الذي يتيح للجالية الباكستانية حول العالم (حوالى 6 مليون شخص) بالمشاركة في الانتخابات وبذلك يكون خان قد جمع اكثر من 6 مليون صوت تصب في رصيده دون منازع في خارج باكستان وحتى في داخله اذ يعتبره أنصاره بطلا قوميا صمد بقوة بوجه الأمريكان، إلا ان يتآمر عليه الجيش في مراحلة ما قبل واثناء وبعد الانتخابات.

صراع الامن القومي الباكستاني لا يتركز حاليا على صراع محتدم بين عمران خان وخصومه في المعارضة وفي الجيش الذي ياتمر باوامر اميركا فحسب، انما بات الامر متعلقا اليوم بعدة مفاصل حيوية مؤثرة هي شخصية عمران خان القوية ومعه الشارع الباكستاني في الداخل والخارج في مقابل المعارضة والمحكمة العليا والجيش، صراع سيتمخض عنه بقاء عمران خان اوشطبه لمصلحة الاجندة الاميركية التي ستستميت لابقاء باكستان حديقة خليفة لها لموقعها الاستراتيحي بمحاذاتها لافغانستان والصين وايران وقربها من أنداد اميركا التاريخيين الصين وروسيا.

السيد ابو ايمان