التسريبات التركية المتكررة عن حوار مع دمشق.. جس نبض أم بروباغندا؟!

التسريبات التركية المتكررة عن حوار مع دمشق.. جس نبض أم بروباغندا؟!
الأربعاء ٠٦ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٣:١٦ بتوقيت غرينتش

تعودنا على مدى السنوات الست الاخير بعد صمود سوريا وجيشها واستعادة حكومتها السيطرة على معظم مناطق البلاد، على تسريبات هنا وهناك عن حوار وشيك تعده انقرة مع دمشق، لإعادة العلاقات الى سابق عهدها قبل الحرب، وآخر هذه التسريبات كانت من قبل صحيفة "حرييت" التركية، فهل تكون هذه الارادة التركية حقيقية هذه المرة ام أنها ككل مرة كلام إعلامي؟

العالم - يقال ان

الادارة السورية لم تتردد في تكذيب تقرير الصحيفة التركية وذهبت الى انها "بروباغندا إعلامية مفضوحة"، هدفها الاول والاخير حصد الاصوات مع اقتراب الانتخابات التركية، ولأجل "تلميع صورة النظام التركي الذي ضرب عرض الحائط بكل ما يمليه مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تربط بين الشعبين السوري والتركي".

لكن محللين رأوا انه من الممكن ان تذهب أنقرة فعلا الى تلطيف الأجواء مع دمشق خاصة وأنها تتجه نحو استراتيجية "تصفير المشاكل" وفي ظل ما رأيناه من تحركات تركية بدءا من إعادة العلاقات مع الإمارات والسعودية وغلق ملف جريمة خاشقجي، ومبالغة أردوغان في التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، لكن هل سيشمل هذا التلطيف سحب أنقرة لجيشها ونقاطها العسكرية المتواجدة على الاراضي السورية؟

وبحسب مراقبين هنا مربط الجمل فتركيا لعبت دورا كبيرا في الأزمة السورية منذ بدايتها عندما دعمت الجماعات المسلحة في سوريا بجميع الوسائل حتى انها فتحت حدودها للارهابيين الذي جاؤوا من أقاصي الارض للانضمام الى "داعش" ومحاربة الجيش السوري حتى ان هؤلاء سيطروا في فترة من لافترات على مساحات واسعة من العراق، وهي الآن لديها نقاط عسكرية وقوات وارتال في الاراضي السورية كما انها تقيم معسكرات تدريب للجماعات المسلحة في الشمال السوري، وتجند بعضهم تارة للقتال في ليبيا وتارة في أذربيجان وتارة في أوكرانيا، هل إدارة أردوغان حاضرة لسحب قواتها من الاراضي السورية؟ وهل أردوغان حاضر للتخلي عن الجماعات المسلحة؟، الأمر مستبعد وإن قررت أنقرة يوما من الايام بدء حوار مع دمشق فسيكون الحوار مجرد ترطيب للأجواء وحوار حول إجراء حوار أي تجميد الاوضاع في الشمال السوري الى حين غير معلوم وربما الى بعد الانتخابات التركية، وبالتالي لاحتمال الاكبر ان تكون مثل هذه التسريبات حول اتجاه انقرة نحو الحوار مع دمشق مجرد جس نبض للإدارة السورية وحول ما قد تطلبه لبدء مثل هكذا حوار.

تركيا تقول انها لديها الحق في الحفاظ على امنها من الجماعات الكردية المسلحة في سوريا، لكن الاكراد كانوا جيرانا لتركيا (في الشمال السوري) لعشرات السنين ولم يشكل هذا تهديدا لها، والآن من يدعم الجماعات الكردية ويسلحها في سوريا هي أمريكا فلماذا لا تطلب تركيا من أمريكا الكف عن ذلك؟ خصاة وان واشنطن تصر على تنسيق الأدوار بينها وبين أنقرة في سوريا من حيث السيطرة وتقديم الدعم للمسلحين، ألا يقول المنطق ان من مصلحة الجميع ان تسيطر الدولة السورية على هذه المناطق وتنهي اي شكل من أشكال المظاهر المسلحة خارج نطاق الدولة هناك كي لا تهدد أي جماعة مسلحة أمن أي دولة أخرى؟، يبدو انه من الواضح ان لدى تركيا ومعها أمريكا ودول أخرى مصالح أخرى في سوريا غير التي يعلنوها وإلا فالحل يكمن في خروج جميع الاجانب الذي يعتدون على السيادة السورية وتسليم زمام الأمور للجيش السوري في هذه المناطق كي لايستخدمها احد كمنصة لضرب وتخريب امن الآخرين.