ليست الحكمة ضالة الحكومات "الاسرائيلية" بل الغباء احيانا

ليست الحكمة ضالة الحكومات
الخميس ١٤ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

قبل عشرين عاما سمح ايهود باراك لارئيل شارون باقتحام المسجد الاقصى المبارك دون ان يحسب العواقب مما ادى الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت لاكثر من سبعة اعوام واول من اكتوى بنيران هذه الانتفاضة كان باراك نفسه الذي سقطت حكومته بعد اقل من عامين على تشكيلها وغادر الحياة السياسية لعقد من الزمن تقريبا.

العالم - قضية اليوم

يومها ما حرك باراك كان محاولته اثبات انه يميني اكثر من شارون وانه معاد للفلسطينيين اكثر من يمين اليمين، خاصة وانه اتهم من قبل شارون واحزاب اليمين الذين كانوا في المعارضة بانه قدم تنازلات غير مسبوقة في كامب ديفيد وان الفلسطينيين هم الذين رفضوا التنازلات، وكانوا يبحثون عن تنازلات اكبر من التي قدمها باراك. اليوم حكومة نفتالي بينت تؤكد انها لن تسمح للمتطرفين بتقديم قرابين عيد الفصح اليهودي في باحات الحرم القدسي الشريف بهدف عدم انفجار الاوضاع لحساسية الموقف وامكانية الانزلاق الى دائرة عنف غير محسوبة النتائج، وحتى اجهزة الامن الاسرائيلية حذرت من مغبة القيام بهذا الاستفزاز لمشاعر المسلمين في ظل انسداد الافق السياسي واحتقان الحالة الفلسطينية، واكثر من ذلك فقد منع الحاخام الاسرائيلي المسؤول عن عملية تقديم القريبين من الوصول الى البلدة القديمة. لكن كل ذلك لا يعني ان حدثا غير محسوب النتائج قد يطرأ في لحظة ما يقلب الطاولة لاسيما في ظل التنافس المحكوم بين السياسيين الاسرائيليين من منهم يكون متطرفا اكثر من الاخر اتجاه الفلسطينيين ، كافة التصريحات الصادرة من اركان الحكومة الاسرائيلية الحالية يمكن تقييمها بانها تصريحات تدل على ( الشوزفرانيا ) التي يعيشونها فهم في لحظة لا يريدون انزلاقا نحو دائرة العنف على حد تعبيرهم، وفي ذات الوقت يحرضون على مزيد من استخدام القبضه الفولاذية مع الفلسطينيين ، وبتفسير اخر يريدون ان يحافظوا على جمهورهم المتطرف العاشق للدماء والذي يتلذذ بعذابات الفلسطينيين وفي ذات الوقت يدركون ان الانفجار ان حدث قد يكون نهاية النهاية لان بداية النهاية بدات سابقا ، كل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية لا يمكن وصفه بهبة عابره وتنتهي وانما هي حالة مستمرة وان هدأت في بعض الاوقات فهو الهدوء الذي يسبق العاصفة وعليه فان كل الاجراءات الاسرائيلية سواء الهادفة الى قمع الفلسطينيين او الهادفة الى تهداة الواقع ليست اكثر من ادوية مهدئة سينتهي مفعولها في اي لحظة ، اذا هذه الاجراءات ستؤجل الانفجار لوقت محدود لكن لن تسحب فتيل الانفجار ويبدو تم في داخل الكيان من بدأ يتحدث عن ذلك بشكل علني ومنهم امنيين سابقين ورجال سياسة غادروا المواقع الرسمية ومن بينهم عمرام متسناع العسكري والسياسي السابق الذي قال يجب على الحكومة الاسرائيلية الحالية ان تفهم بان الحلول الامنية قد جربت كاملة وكانت النتيجة دائما صفر وهي اي الحلول الامنية ليست سوى خداع للشارع الاسرائيلي.

فارس الصرفندي