القدس ليست يتيمة

القدس ليست يتيمة
السبت ١٦ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

أفشل الشعب الفلسطيني الاعزل، بالنيابة عن الامتين العربية والاسلامية، مخططا في غاية الخطورة، كان يستهدف المسجد الاقصى، عكف عليه الكيان الاسرائيلي، منذ فترة، اعتقادا منه ان الوقت قد حان لتنفيذه، إعتمادا على جملة من العناصر، ظن انها توفرت، إلا ان إرادة المقدسيين كانت اكبر من مخططات الكيان. 

العالم قضية اليوم

الاعتراف الامريكي بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي، وتسابق عرب الردة في التطبيع مع هذا الكيان، شجعه على الاسراع بكل ما يملك من قوة لتنفيذ هذا المخطط والمتمثل بتهويد المسجد الاقصى، وتحويل رموزه الفلسطينية والعربية والاسلامية الى رموز توراتية، لتثبيت إكذوبة، ان لهم في هذا المكان ماض قديم.

بلغت جرأة الكيان الاسرائيلي حدا في تنفيذ هذا المخطط، وفي سياق محاولاته فرض الهوية الدينية اليهودية على القدس المحتلة، بأن سمح لـ"جماعات الهيكل" الصهيونية، بممارسة طقوس ذبح "القرابين" بالمسجد الأقصى المبارك، بإعتبار الأقصى ساحة للهيكل المزعوم، الامر الذي دفع الفلسطينيين في جمعة "حماة الأقصى" بالتوجه الى المسجد الاقصى المبارك مهللين ومكبرين، ورددوا الهتافات "بالروح بالدم.. نفديك يا أقصى"، وأقسموا على حمايته ونصرته والدفاع عنه، وأدى نحو 60 الف فلسطيني صلاة الفجر في رحابه.

بعد أداء صلاة الفجر اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الاقصى، واندلعت مواجهات بين المصلين وبين قوات الاحتلال التي اعتدت على المعتكفين فيه، واطلقت القنابل الصوتية والغاز والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط نحوهم ، واصابت نحو 250 شخصا، واعتقلت نحو 1000 اخرين.

رغم محاولات الكيان الاسرائيلي الظهور بمظهر القوي، للتعويض عن الانتكاسات المتتالية التي تعرض لها عقب العمليات الفدائية في مختلف مناطق فلسطين المحتلة وخاصة في قلب تل ابيب، عبر استخدام القوة المفرطة ضد المصلين العزل، إلا ان صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كشف في لقاء مع قناة الأقصى،:" إن الاحتلال أرسل رسالة عبر وسطاء أنه سيمنع مجموعات المستوطنين من ذبح القرابين في الأقصى".

ان تراجع الاحتلال الاسرائيلي عن ذبح القرابين في المسجد الأقصى، اثبت ان اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتل هي لغة القوة، بعد ان نجحت المقاومة الفلسطينية في فرض معادلة الردع على الاحتلال الاسرائيلي، وهي معادلة تبلورت بفضل معركة سيف القدس، فقد ولى زمن الاستفراد الاسرائيلي بالمقدسيين، بعد او وحد الوعي الفلسطيني جغرافيا المقاومة، وبات المحتل الاسرائيلي يحسب الف حساب، قبل ان يتعرض للفلسطينيين في القدس.. فالقدس ليست يتيمة، فهناك الالاف من هم على إستعداد لحمايتها والدفاع عنها بمهجهم.

حميد محمد – العالم