قوة أمريكية جديدة في البحر الأحمر.. هل تهدئ من روع السعودية والإمارات؟

قوة أمريكية جديدة في البحر الأحمر.. هل تهدئ من روع السعودية والإمارات؟
السبت ١٦ أبريل ٢٠٢٢ - ١٠:٢٣ بتوقيت غرينتش

في يوم 2  نيسان/أبريل الحالي، دخلت الهدنة الانسانية بين دول العدوان على اليمن وبين وحكومة صنعاء، حيز التنفيذ، واستبشر اليمنيون خيرا بها  عسى ان تكون خطوة على طريق انهاء معاناتهم منذ نحو 8 سنوات، ولكن وبعد 12 يوما فقط، اعلنت امريكا، عن تأسيس قوة بحرية مشتركة، بذريعة حماية البحر الاحمر، على ان تبدأ هذه القوة مهامها فعليا يوم غد الاحد 17 نيسان/ أبريل.

العالم كشكول

لا يمكن وصف الاجراء الامريكي إلا بالتصعيد العسكري، في مقابل اجراءات منظمة الامم المتحدة ومبعوثها الى اليمن، والرامية للتهدئة وتثبت الهدنة في اليمن، الذي يدخل العدوان عليه عامه الثامن في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وذلك لتحقيق عدة اهداف منها تكريس حالة الحصر على الشعب اليمني، وهو ما يتناقض مع مزاعم وشنطن دعم الهدنة الاممية.

هناك من يرى ان امريكا تحاول استخدام الاعلان عن تشكيل هذه القوة الجديدة، المؤلفة من 34 دولة بقيادتها لتسيير دوريات في البحر الاحمر وباب المندب وبحر العرب، كورقة تفاوضية للضغط على صنعاء وابتزازها، في حال نجح المبعوث الاممي في جمع ممثلي دول العدوان وممثلي الشعب اليمني حول طاولة واحدة.

هناك من يرى ايضا ان هدف امريكا الاول والاخير من هذا الاجراء هو حماية "إسرائيل" التي ترتبط تجارتها مع العالم بنسبة اكثر من 90 بالمائة عن طريق البحر، وذلك من خلال ضمها الى دول المنطقة عبر الانظمة العربية التطبيعية، فبالرغم من ان امريكا لم تعلن عن اسماء الدول المشاركة في هذه القوة الا ان من المؤكد ان الكيان الاسرائيلي، سيكون من ضمنها الى جانب الانظمة العربية التطبيعية وتلك السائرة في الفلك الامريكي، فـ"إسرائيل" شاركت الى جانب هذه الدول في مناورات عسكرية بحرية في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن خلال الشهرين الماضيين.

منذ اليوم الاول للعدوان على اليمن اكدت قيادة حركة انصارالله، ان هذا العدوان هو عدوان امريكي اسرائيلي بريطاني بالدرجة الاولى، وان كان ينفذ بأدوات سعودية اماراتية، وذلك بعد بروز نظام مستقل عن الهيمنة الامريكية في صنعاء، وقريب من محور المقاومة، لذلك حتى هذ الاجراء الامريكي بتشكيل قوة بحرية جديدة لخنق اليمن والضغط عليه، كانت قيادة انصارالله، تتوقعه حتى قبل ان يرى النور، وهو ما ظهر جليا في خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة ذكرى الصمود في اذار/ مارس 2022 ودخول العدوان عامه الثامن، عندما كشف عن تطوير صنعاء سلاحا بحريا لمواجهة التهديدات البحرية يمكنه اغراق السفن في البحر.. واستبق بذلك الاعلان الامريكي بالقول: "قادمون في العام الثامن بانتاجنا الحربي وأسلحتنا البحرية التي تغرق الأعداء".

لم يترك اليمن للسعودية والامارات وباقي دول العدوان من خيار، الا خيار وقف العدون ورفع الحصار، فكل خيارات امريكا ليست سوى ابتزاز ونهب المزيد من اموال الشعوب العربية، وتحويل دولها الى دروع لحماية "إسرائيل"، اما اليمن فهو يدافع عن استقلاله وحريته، وان قوة ردعه تتنامى يوما بعد يوم، حتى تمكن من الوصول الى اهداف استراتيجية في عمق دول تحالف العدوان، والايام المقبلة ستكون حبلى بمفاجآت، لن تخطر على بال لا المخططين للعدوان ولا ادوات العدوان وخاصة في البحر.