العالم - الاحتلال
في الوقت ذاته، لا تتردد الأوساط اليمينية المتطرفة باستغلال هذه الظروف لتصعيد بنيامين نتنياهو من جديد للواجهة السياسية، الذي سيبذل كل جهد ممكن كي يحظى بـ61 مقعدا في الانتخابات القادمة، رغم أن ذلك سيتسبب في إجراء غسيل دماغ "للإسرائيليين"، ونشر مزيد من الكراهية بينهم، وإيجاد عاصفة نارية كفيلة بتحقيق انفجار سياسي حزبي في الاحتلال الاسرائيلي.
وحسب "عربي21" بن كاسبيت الكاتب في صحيفة "معاريف"، ذكر في مقال أن "أنصار بيبي لا يتورعون في ذروة هذه الأحداث الأمنية عن عبادة الشخصية المقززة التي تمكنت من جعل نتنياهو القائد الأضعف والأكثر جبناً في تاريخ "إسرائيل"، فقد سلم حماس 1100 أسير مقابل استعادة الجندي الأسير غلعاد شاليط، وانحنى أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتراجع عن قرار البوابات المغناطيسية في المسجد الأقصى، ولم يجرؤ على إخلاء الخان الأحمر، وتخلى عن خطة الضم، وكاد ينسحب من مرتفعات الجولان".
وأضاف أن "مزاعم حلفاء بيبي بأنه "سيعيد الأمن" للإسرائيليين ليست واقعية، خاصة أن من يرددها هما إيتمار بن غفير وذيله المهزوز بيتسلئيل سموتريتش، مع أنهما لا يثقان به، لكنهما يسعيان لاستخدامه في نظرية الفوضى السياسية القادمة، وكلما كان الأسوأ كان أفضل، تمهيدا لحرب النهاية، وعنوانها إقامة الهيكل المزعوم، من خلال الاستناد لاقتباسات كبار الحاخامات الذين يرأسون المدارس الدينية المتطرفة واليمينية وغير الليبرالية".
تنطلق الدعوات الإسرائيلية لإعادة نتنياهو إلى الساحة السياسية من وجود قناعة مفادها استحالة تشكيل حكومة يمينية "كاملة"، وبعد أربع انتخابات مبكرة، فقد أدرك الحاخامات المتطرفون أن الوقت قد حان للتوقف عن محاولة الفوز الانفرادي، وضرورة العمل بصورة موحدة للإيقاع باليساريين الآخرين، لأن حكومة مشتركة معهم ستصبح لا تطاق، وحتى لو كان من الممكن تشكيل حكومة "يمينية"، فقد لا يكون هذا الوقت المناسب لتحقيق كل أطماعهم دفعة واحدة.
تدرك المحافل الحزبية الإسرائيلية أنه رغم الخلافات الصعبة بين معسكرات اليمين، ورغم الفجوات القائمة، فقد حان الوقت الآن من أجل الوحدة الداخلية بينها لإسقاط الحكومة الحالية، ويزعمون أنه آن الأوان لتشكيل حكومة تضع أمن المستوطنين أولاً، وتحارب الهجمات المسلحة، وتقوي الهوية اليهودية للكيان الاسرائيلي، وتدعم الميزانية والاقتصاد، وكل ذلك لا يمكن أن يحصل من خلال العمل على إيجاد جسور للربط بين الديني والعلماني.
الغريب أن الدعوات اليمينية لاستبدال الحكومة الحالية بأخرى يقودها نتنياهو، لا تغفل الواقع الذي نشأ إبان وجوده في السلطة، فهو الذي أغلق المسجد الأقصى لفترات أطول أمام اليهود أكبر بكثير مما أغلقه بينيت الآن، ونقرة واحدة بالماوس على محرك البحث "غوغل" سيتم تحميل البيانات الحقيقية عن سلوكه تجاه الأقصى، وهو كذلك انحنى أكثر في وجه العمليات المسلحة عشرات المرات، وأصيب بالذعر في أزمة البوابات المغناطيسية، والخلاصة أن نتنياهو يقود "الإسرائيليين" إلى الجحيم الأبدي، على حد تعبير بن كاسبيت.