شاهد: قلعة "رودخان" التاريخية.. حصن الألف خطوة الغامض شمال ايران

شاهد: قلعة
السبت ٣٠ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

قلعة "رودخان" هي من أكبر القلاع العسكرية التاريخية القديمة في إيران حيث يعود قِدمُها إلى فترة العصور الوسطى وتم بناؤها خلال حقبة الحكم الساساني واعيد بناء القلعة في ايام السلاجقة وكانت على مدى عصور وادوار تأريخية معقلاً لحكام وامراء جيلان شمال ايران.

العالم- منوعات

هذه القلعة تقع على بعد 20 كيلومتراً جنوب غرب منطقة فومن في جيلان وفي أعالي جبال فومن المكتظة بالاشجار، بقايا قلعة حصينة كبيرة تبهر كل ناظر اليها. هذه القلعة المسماة بـ «رودخان» هي من اكبر القلاع العسكرية في جيلان وفي كل ايران وكانت على مدى عصور وأدوار تاريخية معقلاً لحكام وأمراء جيلان. تبلغ مساحة قلعة رودخان 50 ألف متر مربع وتقع في أعالي جبل، في حين يصل ارتفاعها الى 600 متر. عزا بعض خبراء علم الآثار قدم هذه القلعة الى حقبة الحكم الساساني. وتمت اعادة بناء القلعة في أيام السلاجقة فضلاً عن أنها كانت من القواعد العسكرية المهمة للجماعة الإسماعيلية.

كما وتحتوي القلعة على 65 برجاً وتحصيناً وكذلك السور المنيع المحيط بها والبالغ طوله 1550 متراً ممتدا على طول الجبل ويمر من مناطقه المرتفعة والمتعرجة ويناغم الطبيعة الحاكمة فيه. تم استعمال الصخور في بناء القلعة وفي الاجزاء المعرضة لتأثيرات الطبيعة تم استعمال الصخور مع مادة الساروج، كما تم استخدام الحجر والساروج في بناء الابراج والغرف. أن ارتفاع الجدران فيه مختلف ويتراوح بين 3 إلى 10 أمتار وكذلك سماكته تختلف باختلاف مناطق عبوره.

تتكون القلعة من قسمين؛ الحصن: وهو مكان اقامة الملك وحريمه، والثكنة وهي المكان الذي كان الحراس يقيمون فيها ويمارسون أنشطتهم العسكرية. بني الحصن في الجانب الغربي من القلعة ذات الطابقين من الآجر، غير أن ثكنة الحراس بنيت في شرقها وبطابقين ايضاً وتضم نوافذ وفتحات عدّة لإدخال الضوء فيها، وبنيت ثكنة هذه القلعة بطريقة معمارية خاصة تشرف على جميع الجهات المحيطة بها. هذا وتوجد عين ماء في وسط القلعة هذه وتحديداً في أعمق نقطة لها.

يتضمن الجزء الشرقي للقلعة أقساماً عدة مثل بوابة الدخول والسجن وباب الطوارئ والحمام ومكان لصرف الصحي ووحدات سكنية، أما القسم الغربي للقلعة فيشتمل على بوابة الدخول وعين ماء وحوض وخزان ماء ومبردة والصرف الصحي والغرفة الملكية ووحدات سكنية، جميعها محصنة بأبراج دفاعية. تحاط القلعة بأبراج رصد تضم غرفاً ثمانية الأضلاع تغطيها أقواس رومانية على شكل قباب.

كما تم بناء فتحات حول الجدران والابراج ينتهي انحدارها الى خارج القلعة وذلك من اجل القاء المواد المنصهرة واطلاق السهام والرماح صوب المهاجمين. وجاء في تاريخ هذه القلعة أنه لم يتمكن الاعداء ولو مرة من فتح القلعة أو التغلغل اليها، ما يدل على مدى الخبرة والابداع والتقنية المعمارية والعسكرية التي كان يتمتع بها معماريو هذه القلعة.

يبلغ طول قلعة رودخان نحو 5كيلومترات وعرضها يتراوح ما بين 10 و50 متراً ولها تحصينات مثل أبراج المراقبة والدفاع ونفق للخروج وسياج جبلي اضافة الى مخزن ماء ومدفئة وساحة ملكية ووقوعها في غابة مكتظة بالأشجار؛ كل ذلك يضفي على القلعة عظمة وهيبة اضافية.

هذا وأن التجانس الموجود ما بين داخل القلعة المخصص للسكن والاقامة ومحيطها الخارجي الطبيعي واستخدام المدفأة وهندستها المعمارية الفريدة والتي تعود الى ما قبل ألف سنة والتأقلم مع الايام الحارة والباردة في فصلي الصيف والشتاء واختيار موقع استراتيجي لبناء القلعة نظراً للذكاء والنبوغ العالي لدى معماريي ومصممي القلعة، كل ذلك يعدّ من روائع قلعة رودخان وعجائبها. ويكتظ الطريق المؤدي من قرية رودخان الى هذه القلعة بأشجار الغابة الكثيفة، وفي جانبه نهرٌ يجري فيه ماءٌ عذب فضلاً عن وجود أسماك السلمون المرقط وشلالات صغيرة في الطريق.