سفيرة فلسطين لدى طهران للعالم..

الزواوي: ايران وضعت دعم فلسطين ونصرة القدس من اولوياتها

الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠٢٢ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

قالت سفيرة فلسطين لدى طهران سلام الزواوي، ان ايران لم تتوان يوماً عن مواصلة دعمها لنا سياسياً ومعنوياً، ونثمن هذه الجهود، داعية العرب والمسلمين في العالم باتخاذ مواقف حازمة تجاه الاحتلال وحملته الشرسة لفرض السيطرة والسياسة العدوانية الذي يرى نفسه فوق القانون الدولة.

خاص بالعالم

واشارت الزواوي في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "من طهران" تحت عنوان " فلسطين وقضية القدس والدعم الحكومي والشعبي المستمر" الى انها تعلمت الصبر من الشعب الايراني في احقاق الحق الفلسطيني ونيل حريته وتحقيق استقلاله واقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

وفيما يلي نص المقابلة:

العالم: هذا اول لقاء لك مع قناة العالم بعد تسلمك مهام السفارة الفلسطينية لدى طهران، بصفتك ثالث سفير فلسطيني لدى الجمهورية الاسلامية، كيف وجدت الشعب الايراني؟

الزواوي: انا اعيش في ايران بشكل دائم منذ حوالي 20 سنة، من خلال عملي في السفارة، ارى الشعب الايراني لطيف وجميل جداً، ويعلّم الصبر، انا شخصياً تعلمت الصبر منه عن طريقة تعامله مع كافة المواقف.

اتصور بان هذا الصبر وهذه الطريقة في التعامل مرجعها الى الزعفران الذي يتناولونه بشكل دائم، فالشعب يتكلم بصوت منخفض ولكنه يحمل عصا غليظة.

العالم: كيف وجدت رؤية الشعب الايراني والمسؤولين في ايران تجاه القضية الفلسطينية؟

الزواوي: اود ان ارسل تحية ورسالة وفاء وامتنان لروح الفقيد آية الله الخميني رحمه الله، الذي اوصى بان تكون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، يوماً عالمياً للقدس يحتفل به العالم الاسلامي اجمع، وسار على هذا النهج سماحة القائد آية الله الخامنئي حفظه الله ورعاه.

بالنسبة للشعب الفلسطيني والقدس هي من اولويات الجمهورية الاسلامية منذ ان قامت الثورة الاسلامية المباركة عام 1979، وكان اول عمل لها انزال العمل الاسرائيلي من على سفارة "اسرائيل" ورفع العلم الفلسطيني بعد اسبوع من انتصار الثورة الاسلامية في ايران.

كانت اول طائرة حطت بمهراباد هي طائرة الشهيد ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية مصحوبة بكبار القيادات الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس، حيث قاموا بانزال العلم الاسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني بمكانه، وهذه مكرمة من آية الله الخميني وسار على نهجه القائد الخامنئي، نحن نثمن هذه المبادرة الجميلة العظيمة.

اما بالنسبة للمسؤولين الايرانيين والشعب نتلمس محبة الشعب الايراني والمسؤولين ووقوفهم الى جانب القضية الفلسطينية، داعمين لها معنوياً وسياسياً في كافة المحافل الدولية ان كانت في المؤتمرات الدولية والمؤتمرات الاسلامية، عبر مجلس الامن والجمعية العامة او منظمات حقوق الانسان، وآخرها في المؤتمر الوزاري الاسلامي الذي عقد في اسلام اباد في 23/3/2022 والذي اقرّ باحقية الدولة الفلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.

لم تتوان ايران يوماً عن مواصلة دعمها لنا سياسياً ومعنوياً، نثمن هذه الجهود، شاكرين لها جداً.

العالم: نحن نجري هذا الحوار في يوم القدس العالمي، والذي اقيم على غرار العقود الاربعة الماضية، ما حجم تأثير اقامة هذا اليوم؟ ومدى نفوذه الجغرافي؟

الزواوي: مما لاشك فيه بان مكانة القدس الدينية والتاريخية والجغرافية، جعلها مثار اهتمام العالم العربي والاسلامي والمسيحي في ذات الوقت، ولا تنسوا بان هناك حملات مسعورة يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي على عموم الاراضي المحتلة ولاسيما القدس الشريف والحرم القدسي، محاولة منه عن طريق الاعتقالات الجماعية والتنكيل وهجوم المستوطنين المدعومين بالآلة العسكرية للاحتلال الاسرائيلي على المصلين المعتكفين العزل وذلك في محاولة لفرض السيطرة والهيمنة، ومحاولة منهم بعزل المسجد الاقصى وتفريغه وتقسيمه زمانياً على طريق التقسيم المكاني.

ولكن هذه المحاولات باءت وسوف تبوء بالفشل وذلك بفضل صمود ابناء شعبنا ومقاومتهم، لهذه الحملة المسعورة.

العالم: خلال العقود السبعة الماضية من تاريخ فلسطين وفي ظل تشكيل الكيان الصهيوني، استمر النضال من اجل تحرير القدس الشريف، كيف تنظرين الى النهج النضالي وما هو آفاقه المستقبلية؟

الزواوي: ناضلنا وقاومنا الى ان وصلنا كقيادة الى داخل الاراضي المحتلة، واخترنا ان نكون في بطن الحوت وذلك عن طريق ابرام اتفاقية الا وهي اتفاقية اوسلو.

اختلفت المقاومة نوعاً ما، دخلنا الى داخل الارض المحتلة بناءً على هذه الاتفاقية، وكنا نأمل ان يلتزم الجانب الاسرائيلي بهذه الاتفاقية، ولكنه ماذا صنع، قاموا بقتل رابين الذي حاول ابرام هذه الاتفاقية والمثابرة على تنفيذ بنودها.

مع الاسف قامت الحكومة الاسرائيلية السابقة بالانسحاب من الاتفاقيات المبرمة، وكنا نأمل ان تحقق اوسلو النتائج المرجوة منها باقامة دولة فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس الشريف.

ونحن كقيادة فلسطينية وعلى رأسها محمود عباس، لم نألوا جهداً بمتابعة احقيتنا باقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في كافة المحافل الدولية، ان كان من خلال مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان والجمعية العامة والجمعيات ذات الصلة بالموضوع ولن يضيع حق ورائه مطالب، مطالبين المجتمع الدولي عدم الكيل بمكيالين والازدواجية بالتعامل وتنفيذ قراراتهم 242 و338، وقرار الجمعية العامة بعودة اللاجئين 194.

العالم: لندخل قليلاً في الشأن الفلسطيني، ما هي طبيعة العلاقة بين الحكومة الفلسطينية والفصائل المجاهدة، منذ فترة كان من المقرر اجراء انتخابات، وفي ظل هذه الانتخابات كان من المقرر ان يتم تحقيق نوع من التعاضد والتآلف داخل البيت الفلسطيني، لما لم تجر هذه الانتخابات؟

الزواوي: نحن ملتزمون باجراء الانتخابات الفلسطينية، ولكن نريد ان نجريها في كافة الاراضي الفلسطينية. كما تعلمون فان حكومة الاحتلال الاسرائيلي منعت قيام هذه الانتخابات في القدس الشرقية، ونحن لا نريد ان نستثني جزء من الفلسطينيين من هذه الانتخابات، وان فعلنا هذا فاننا نعترف لهم بان القدس هي ليست جزء من الدولة الفلسطينية ونقوم بتقديم هذه الهدية لكيان الاحتلال الاسرائيلي، باننا سوف نوافق على عدم اجراء الانتخابات في القدس الشرقية، هذا لن يحلموا به ابداً.

العالم: ما هي نقاط الخلاف بين الحكومة وبين فصائل المقاومة؟

الزواوي: اولاً، نحن كشعب فلسطيني لدينا هدف يجتمع عليه البيت الفلسطيني، ولكن انا اقول بانه قد تختلف الآلية ولكن الهدف واحد، نحن شعب واحد، قضية واحدة وهدف الا ان الآلية تختلف.

هم ينظرون الى المقاومة كطريق لتحقيق اهدافهم باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ونحن ننظر الى تحقيق هذه الدولة الفلسطينية عن طريق سلام عادل وشامل في العالم اجمع وفي كافة الارجاء المعمورة.

قد يكون في البيت الواحد اخوة واخوات لكل منهم توجهه وعقليته ولكن الاختلاف في الودّ لايفسد القضية، ونحن نحاول بشتى الوسائل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي هي لصالح الشعب الفلسطيني وللقيادة الفلسطينية اجمع.

العالم: هل هناك افق قريب لتقريب وجهات النظر وتحقيق ما تفضلت به؟

الزواوي: بالتأكيد، هناك محاولات دائمة، لم تألوا جهداً جمهورية مصر العربية مشكورة، بتحقيق المصالحة، كما ان الجزائر الشقيقة لم تألوا جهداً بتحقيق هذه المصالحة.

لاننسى انه عندما اقروا بان بعض جهات المقاومة تعتبر منظمات ارهابية، فان القيادة الفلسطينية رفضت هذا الامر، وقالت لن نعترف بهذا الكلام، ليس لدينا فصيل ارهابي. نحن لا نعترف بان المقاومة هي ارهابية، ولكن هي ذات آلية وطرق مختلفة.

العالم: في الضفة الغربية هنال يبدو موجة استياء آخذة في التصاعد حيال الاحتلال الاسرائيلي، وعلى سبيل المثال آخر ما شهدناه من انتهاكات وسلوكيات الاحتلال في مخيم جنين، هل يمكن تجاهل مثل هذه الانتهاكات؟

الزواوي: لا يمكن ان تتسامح أي حكومة فلسطينية أو قيادة فلسطينية مع هذه السلوكيات العدوانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ازاء ابناء شعبنا في الأراضي المحتلة وقراها ومدنها. ونحن قدمنا ونتابع عبر المنظمات ذات الصلة ان كانت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان أو الجمعية العامة المطالبة بالوقوف بوجه هذا الاحتلال العنصري.

وقد أقرت أكبر ثلاث منظمات حقوقية في العالم عنصرية الاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية تجاه الشعب الفلسطيني وهي امنستي انترناشيونال وهيومان رايتش وتش ومنظمة "بتسيلم"، وهي منظمة حقوقية يهودية والتي أقرت واعتبرت "إسرائيل"، دولة فصل عنصري وتمارس سياسة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني.

العالم: فيما يتعلق بالقدس الشرقية خلافا للالتزامات والأعراف وللقوانين ان الكيان الاسرائيلي تم بسط يده على القدس الشرقية ونقلت بعض الدول سفاراتها وقنصلياتها الى القدس الشرقية، بصفتك سياسية فلسطينية ما هي قراءتك لهذا الموضوع؟

الزواوي: لا ننسى أن تلك الاجراءات قامت أيام الحكومة الامريكية برئاسة الرئيس دونالد ترامب، صحيح أن الرئيس جو بايدن وعد وتعهد بإعادة فتح القنصلية ونحن طالبناه بإعادة فتحها ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية ولكننا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً.

العالم: هل من الممكن تصوّر موافقة الفلسطينيين على نقل عاصمة فلسطين الى مكان آخر أو مدينة أخرى؟

الزواوي: ان عاصمة دولة فلسطين الأبدية هي القدس ولن نتنازل عن إقامة دولتنا المستقلة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس ولن نتنازل عن هذا الحق هذا أولاً.

ثانياً القدس ليست للفلسطينيين فقط، بل لها مكانة دينية وأثرية وتاريخية للعالم العربي والاسلامي والمسيحي، وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، ولم تقم أي قيادة فلسطينية أساسا النقاش حول هذا الموضوع فهي من الثوابت بالنسبة لنا فالقدس هي عاصمة فلسطين الأبدية.

العالم: فيما يتعلق بقيام الاحتلال ببناء المستوطنات يبدو انه لا نهاية لهذا الموضوع ولا حدود له وهو نقض صارخ للقوانين، فما هي خطط الحكومة الفلسطينية إزاء ذلك؟

الزواوي: الرجوع الى المنظمات ذات الصلة، فنحن نطالب المنظمات ذات الصلة والتي أقرت حق الشعب العربي الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمته القدس الشريف مع وجوب انهاء الاستيطان وتفكيك المستوطنات الموجودة على الارض الفلسطينية.

ونتابع الموضوع مع تلك المنظمات سواء أن كانت الامم المتحدة أم الجمعية العامة أو مجلس حقوق الانسان، فنحن نطالبهم ونطالب اشقاءنا العرب والمسلمين وأصدقاءنا في العالم أجمع باتخاذ مواقف حازمة تجاه هذا الكيان وحملته الشرسة متسلحا بذريعة الآلة العسكرية وفرض السيطرة والسياسة العدوانية معتبرا نفسه فوق القانون الدولة.

العالم: وصلت وقاحة الكيان هذا العام الى حد طرح موضوع التقسيم الزماني والمكاني لتواجد المسلمين والصهاينة في المسجد الأقصى، كيف تقرأين ذلك؟

الزواوي: يقوم الاحتلال الاسرائيلي بحماية المستوطنين المدججين بالسلاح لاقتحام المسجد الأقصى عن طريق فرض السيادة والآلة العسكرية بهدف اجراء تالقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بما يخدم روايته، رواية الاحتلال التلمودية وهذا ما نرفضه تماما فالمسجد الأقصى هو أولى القبليتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله (ص)، كلام غير قابل للتفاوض والنقاش نهائيا.

العالم: بصفتك سفيرة لفلسطين في إيران، ما قراءتك لمستقبل فلسطين والنهج النضالي الذي يتبعه الفلسطينيون لاقرار حقوقهم المشروعة؟

الزواوي: نحن كقيادة فلسطينية اعلنا بكل صراحة موقفنا وبإجماع كافة الفصائل على دعمنا للمقاومة الشعبية السلمية التي اثبتت نجاعتها سواء في حي الشيخ جراح أو في حي سلوان أو في بيتا، وذلك من خلال دعم صمود وتضحيات أبناء شعبنا في طريق تحقيق استقلاله واقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وعن طريق متابعة كافة الجرائم الموثقة التي لن تسقط بالتقادم عن طريق اللجوء الى المنظمات ذات الصلة المعنية بهذا الموضوع.