الى تركي الفيصل.. أمريكا لم تخذلكم إلا انها أعرف منكم برجال اليمن

الى تركي الفيصل.. أمريكا لم تخذلكم إلا انها أعرف منكم برجال اليمن
الإثنين ٠٢ مايو ٢٠٢٢ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

قال الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية، ان السعودية تشعر بأن امريكا خذلتها فيما يتعلق بالتعامل مع "التهديدات الأمنية التي تشكلها جماعة الحوثي اليمنية على المملكة والمنطقة بأسرها".

العالم - كشكول

واضاف تركي في مقابلة عبر الفيديو مع صحيفة "عرب نيوز" السعودية نشرت اليوم الاثنين،:"السعوديون كانوا يعتبرون هذه العلاقة استراتيجية، لكنهم يشعرون بخيبة أمل في وقت كنا نعتقد أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة والسعودية معا في مواجهة ما نعتبره خطرا مشتركا لاستقرار وأمن المنطقة".

يبدو ان تركي هذا، رغم انه شغل سابقا منصب سفير السعودية في واشنطن، الا انه مازال أسير فكرة ان امريكا تملك القدرة على فعل اي شيء، إلا انها لم تساعد لسعودية لتنتصر على الشعب اليمني وحركة انصارالله!، وفات الرجل ان العالم اجمع يعلم علم اليقين ان امريكا متورطة الى جانب "إسرائيل" وبريطانيا وباقي الدول الغربية، وبشكل مباشر في الحرب على اليمن، كما السعودية والامارات، الا ان هذا التحالف الطويل العريض وعلى رأسه امريكا، بإستثناء امرء ال سعود امثال تركي وابن سلمان وغيرهم، ادرك ان من المستحيل الانتصار على الشعب اليمني، حتى لو طالت الحرب لعقود.

يبدو ايضا ان تركي يتوقع ان ترسل امريكا وبريطانيا و..، جنودا للقتال ضد رجال اليمن على الارض، كما يفعل السودان، بالنيابة عن السعوديين، الذين مازالوا يعتقدون ان ما يملكونه من مال وثروات نفطية، ستدفع العالم ليقاتل من اجلهم، ضد شعب، مثل الشعب اليمني، الذي يعتبر اكثر صلابة وقوة من صلابة وقوة جبال اليمن.

معلومات غير صحيحة قالها تركي، في تلك المقابلة، لاثبات وجهة نظره ان امريكا خذلت السعودية امام رجال اليمن، منها ان الرئيس الامريكي جو بايدن اوقف الدعم للحرب على اليمن، وسحب في إحدى المراحل، المنظومات الأمريكية المضادة للصواريخ من السعودية، وهو كلام يتناقض مع ما ذكره دبلوماسيون غربيون من ان الولايات المتحدة زادت في الأشهر الأخيرة دعمها العسكري للسعودية، وهو دعم لم يتغير بتغير سيد البيت الابيض، فقرار الحرب على اليمن هو قرار امريكي اسرائيلي، تم تسويقه بواجه سعودية اماراتية.

الشيء الصحيح الوحيد الذي ذكره تركي في تلك المقابلة، والذي كرره اكثر من مرة، هو ان حركة انصارالله تشكل خطرا على المصالح غير المشرعة لامريكا و"اسرائيل" والسعودية، في اليمن والمنطقة، رغم ان تركي لم يذكر "إسرائيل" بالاسم، الا ان الرجل ذكرها تحت إسم "المنطقة"، وذلك من اجل العزف على وتر القلق الامريكي على أمن واستقرار "إسرائيل"!.

لا يحتاج امراء ال سعود للظهور بهذا المظهر غير اللائق، وهم يعتبون على الادارة الامريكية لانها لم ترسل جنودا امريكيين ليموتوا على ارض اليمن من اجلهم، فأمريكا تعلم جيدا من هم رجال اليمن، لذلك تحاربهم عن بعد بالصواريخ والقنابل والحصار التجويعي، وتتجنب مواجهتم وجها لوجه ، ويكفي هؤلاء الامراء ان يتعضوا من سنوات العدوان العبثي، وينهوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم ، وينسوا التعامل مع اليمن كحديقة خلفية للسعودية.