في حوار خاص مع قناة العالم..

الحمامي يكشف اسباب تجميد عضويته في حركة النهضة التونسية

الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد الوزير السابق والقيادي السابق في حركة النهضة التونسية عماد الحمامي، انه غادر حركة النهضة، بعدما صرح بأنه يجب مقاطعة الإسلام السياسي في تونس، معتبراً ان حركة النهضة ليس لديها اي مستقبل في البلاد.

العالمضيف وحوار

وقال الحمامي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار" على هامش انتقادات لمنظومة ما قبل 25 جويليه ودعوات للحوار في تونس، وبسؤاله حول تجميد عضويته داخل حركة النهضة في بداية شهر سبتمبر الماضي بقرار من رئيس الحركة على خلفية تكرر تجاوزاته لسياسة الحركة وعن الاسباب الحقيقية التي دعت لتجميده في حركة النهضة والداعي لتجاوز سياسات الحركة، أشار الحمامي الى مغادرته حركة النهضة بشكل نهائي، ونوّه انه في تونس لا بد من مقاطعة الاسلام السياسي، وبتقديره ان حركة النهضة لم يعد لها مستقبل في تونس".

واعتبر الحمامي ان اسباب تجميد عضويته واسباب الخلافات الكبيرة والتي وقعت بينه وبين رئيس الحركة وزعيمها التاريخي كون هذا الرجل قرر أن يبقى رئيسا مدى الحياة، ويضرب بعرض الحائط لوائح الحركة، ورفض أن يكون هنالك تجديدا للقيادة.

وأوضح الحمامي أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إضافة لذلك رفض أن يعطي فرصة للاجيال الجديدة، وواصل احتكاره للسلطة، واحاط نفسه بمجموعة ضيقة ولاءها ليس لحركة النهضة ولا لتونس ولا للمصلحة الوطنية، وانما هو ولاء شخصي للغنوشي.

واضاف الحمامي ان هذه الاسباب هي التي دفعته والعديد من القيادات الاخرى أن يكون هنالك معارضة منذ سنوات لسياسات حركة النهضة ولاداء زعيمها التاريخي راشد الغنوشي.

وأكد الحمامي أن هذه المعارضة كانت داخل الحركة واخذت اكثر ما يلزم من الوقت للحفاظ على خلافاتها وصراعاتها داخل مؤسسات الحركة ولكن بعد ذلك عندما تم التأكد من امعان راشد الغنوشي في ان يرفض اعطاء فرصة للقيادات الشابة ولكفاءات الدولة الذين يمارسون الحكم باسم حركة النهضة في خدمة التونسيين.

وقال الحمامي:" خرجنا بهذه المعارضة الى الخارج وهذا ما وقعت تسميته حيث وقعت الخلافات في قرار تمجيد هذا لانه في الواقع انا شخصيا انحزت الى المصلحة الوطنية العليا كما انحزت الى الخط الاصلاحي الذي مشى به رئيس الدولة قيس سعيد، وأردت فيه انتصار تونس وانتصار لمصلحة التونسيين.

ولفت الحمامي الى أنه كان لرئيس الحركة اتجاه آخر، وحسابات شخصية واجندة فردية لاندري هل منطلقها أو مرتكزها اصطفافات لقوى خارج تونس.

وتابع الحمامي: نحن تاريخيا بالنسبة لي على الأقل انتمائي لحركة النهضة ونشاطي داخلها كان الغاية النبيلة منه هي خدمة تونس وعندما اصبح توجّه هذه الحركة بعيدا عن مصلحة تونس قررت ان أواصل في اتجاه مصلحة تونس واليوم نرى انها تلتقي على الاقل مع خط تصحيح المسار الذي يسير به رئيس الدولة.

العالم: لكن كلامك قد يقرأ من جانب آخر انك سارعت بالقفز من مركب حركة النهضة في وقت كانت تتقاذفه الامواج وربما كان سيغرق لماذا؟

أوضح الحمامي :"خلافي مع رئيس حركة النهضة كان منذ شهر فبراير من عام 2020 واعلنت ذلك رسميا في شهر ايلول من عام 2020 ، كان يوجد عريضة تتضمن 100 قيادي من حركة النهضة طالبة مقاطعة الرئاسة مدى الحياة

وقال الحمامي:"طالبنا بالتعجيل بعقد المؤتمر الحادي عشرة للحركة وبالتالي خلافي مع رئيس الحركة راشد الغنوشي ومع خط السياسات التي فرضها على مؤسسات الحركة كانت تقريبا سنة ونصف قبل 25 جويلية وقبل اعلان رئيس الدولة تفعيل الفصل 80 من الدستور، وبالتالي فان المسألة بعيدة كل البعد ولا يمكن الادراج او القفز من المركب أو الاصطفاف مع رئيس الدولة بعد 25 جويلية".

العالم: لماذا لم تقدم استقالتك لحد الآن؟

الحمامي: أنا مستقيل .

العالم: وهل قدمتها بشكل رسمي؟

لان قرار التجميد الذي صدر في شهر ايلول عندما اعترض عليه في خلال شهر من ذلك القرار، يخضع للنظر من قبل طرف لجنة نظام الخ.. وعندما ارفض الاعتراض يصبح استقالة نهائية.

العالم : هل تمت احالتك على لجنة نظام كما ورد في البلاغ؟

الحمامي: أنا رفضت بالتعامل مع رئيس الحركة لانه شكك في شرعيته لان مؤتمر الحادي عشر للحركة انتهى موعده في شهر ماي 2020 والى ذلك الوقت رفضت ان ينعقد هذا المؤتمر.

وتابع الحمامي :"واكثر من ذلك فقد دخل في سياسة تصفية مخالفيه داخل الحركة وبالتالي بالنسبة لعماد الحمامي، فانا غادرت حركة النهضة منذ شهر أيلول من عام 2021، وان خلافي مع رئيس الحركة كان قبل ذلك بسنة.

ولفت الحمامي:"قبل ذلك بسنة ونصف اي منذ شهر فبراير 2020، كان لا يوجد لدي أي مسؤولية داخل حركة النهضة واي موقف اتخذته باسم حركة النهضة ولم اخض بوسائل الاعلام باسم حركة النهضة وبالتالي كان هنالك استقالة فعلية منذ السنة ونصف قبل 25 جويلية وأخذت تلك المسألة شكلا رسميا في شهر سبتمبر من عام 2021.

العالم: اين يتموقع الآن عماد الحمامي سياسيا وكوزير سابق في عدد من المرات في الحكومة المتعاقبة قبل 25 جويلية وقيادي من الصف الاول في حركة النهضة وقد خضت باسمها في مفاوضات الحوار الوطني حتى تشكيل الحكومات فأين تتموقع الآن سياسيا في ظل المشهد السياسي؟

الحمامي:" انا برلماني سابق وكنت عضوا في المجلس الوطني التأسيسي، وكنت وزيرا سابقا في ثلاث وزارات في الصناعة والصحة وفي التكوين المهني وفي التشغيل، وأنا الآن شخصية وطنية مستقلة لا تربطني أي علاقة بأي حزب.

وأوضح الحمامي انه:"ربما يكون هناك دور لي مستقبلا في مؤسسات الدولة أو في اطار دينامية سياسية بمحور متاح يكون لمصلحة تونس وخدمة تونس وتحسين واقع التونسيين وانا اليوم مستقل وليس لي علاقة بأي حزب".

العالم: بالنسبة لمجموعة الـ130 قيادي في حركة النهضة والاعضاء الذين استقالوا ما مدى قربك منهم لانه هنالك مشاريع سياسية تحضر في الأفق؟

الحمامي: لم يبق لي معهم الا العلاقات الشخصية والعشرة لكن طريقي يختلف لانه بعد تجاوز السنة تأكدت ان مشروعهم سيبقى في إطار الاسلام السياسي ومشروعهم ربما هو صيغة لا تبتعد كثيرا عن حركة النهضة .

العالم: ما الذي يجعلك تنقلب كل الانقلاب على الاسلام السياسي؟

الحمامي: في تقديري هو عصارة تجربة وهو استخلاص دروس من تجارب 40 عاما في العمل السياسي، منذ أن كنت تلميذا، وان الاستنتاج الذي خرجت به بعد 10سنوات أيضا كانت حركة النهضة في الحكم وبعد وجود معالجة وتناول مشاكل المواطنين في الميدان وان الاستنتاج الذي خرجت به هو ان الاسلام هو دين مشترك بين جميع التونسيين،

وأضاف الحمامي :"ان الاسلام ليس في حاجة الى حزب يدافع عنه أو حزب ينطلق من الاسلام بل أن الاسلام هو دين مشترك بين جميع التونسيين والفاعل السياسي والمسؤول الوطني مطلوب منه ان يكون لديه برنامج ورؤيا وخطة أدواتها هي خبرته وقدرته على معالجة المشاكل الاقصادية والاجتماعية للوطن والمواطنين بعيدا عن الايديولوجيات بصفة عامة وأيضا بعيدا عن الاسلام السياسي فلا يلزم ان يكون الشعار مدى قربك أو بعدك أو تملكك للاسلام لان ذلك يعتبر مشتركا بين جميع التونسيين.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...