شاهد..البرامج الإنتخابية اللبنانية

الجمعة ٠٦ مايو ٢٠٢٢ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

إنطلقت القاطرة الانتخابية اللبنانية بقوة دفع قصوى من دون مكابح تلجم الخطابات الحزبية التي تعمل على تأجيج الخطاب الطائفي وترفع وتيرة العداء الى مستوياتها الاعلى.

العالم - خيار لبنان

تراجع في الخطاب المنطقي القائم على برامج انتخابية تعكس الروى السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكثيرا من الاحزاب في مقابل ازدحام واضح في الشعارات التحريضية اللقائية التي تكرس الانقسام العميق بين شرائح المجتمع اللبنانية، أما الناخب الذي يتلضى بامل هنا وعد هناك، فانه ينتظر من يقدم برنامج يطرح خطة واضحة قابلة للتنفيذ للخروج الآمن من الازمة التي يرزح تحتها لبنان منذ اعوام.

برامج انتخابية كثيرة تروج لها اللوائح والاحزاب، ماهي هذه البرامج؟ وماذا حملت؟ وهل ينطبق عليها فعلا تعريف البرنامج السياسي ام هي اقرب الى الشعارات؟ والى أي مدى تؤثر فعلا في خيارات الناخبين؟

وقال احمد العاصي مرشح في لائحة قادرون عن دائرة جنوب الاولى صيدا جزين، إن حركة مواطنون ومواطنات في دولة حزب سياسي، نشأ في عام 2016 موجود خارج السلطة، ويسعى كحزب سياسي للوصول الى السلطة مع برنامج حكم لادارة المجتمع بالازمة اللبنانية ومابعد الازمة.

وأضاف أن هدف الحزب السياسي الوصول الى السلطة، لان من يمتلك برنامج سياسي حقيقي ولدية رؤية لادراة مجتمع يحتاج الوصول الى السلطة من اجل تنفيذ هذا البرنامج.

وحول لماذا كل القوى التي نزلت الى الشارع في 17 تشرين لم تجتمع على رؤية واحدة قال العاصي، إن السبب الاساسى هو العمل الفردي وحب الظهور والقيادة، والاهم انهم لايشبوه وكانوا مختلفين عن بعض في كيفية رؤيتهم الى المجتمع وسببوكيفية معالجة أزمة لبنان.

وحول شعار حركة مواطنون ومواطنات في دولة " قادرين نخلي الأزمة فرصة"، قال، ان المجتمع الذي من عام 1992 الى اليوم من يعاني من ازمة عزل الوصول الى السلطة وقدرتها في التأثير على مجتمعها، ونظام اقتصاي سئ جدا مبني على هجرة الشباب، لهذا يصبح الفرد يفكر كيف يستطيع ان يغيير هذا النظام.

واضاف، أن الانظمة لا تتغير الا بالازمات، مثل الحرب أو ازمة اقتصادية كبيرة وغيرها، لانه عندما يكون الوضع سليم الناس لا تغيير في النظام، لهذا الازمة التي حلت بالبنان التي كان من الممكن تفاديها في عام 1996 عندما بين ان النظام الاقتصادي الموجود لايصلح، لكن في ذلك الوقت السلطة كابرت والى تكابر، مشيرا الى ان المكابرة لم تعد تنفع السلطة اللبنانية الموجودة، لهذا اصبحت فرصة لكل من لم يكن موافق على النظام الماضي ان يرسم نظام مختلف.

واوضح ان الازمة اللبنانية مع كل تضحياتها وصعوبتها هي فرصة لاقامة مجتمع نطمح اليه.

وبين العاصي ان العنوان الاساسي لبرنامج حركة مواطنون ومواطنات في دولة هو دولة مدنية، لانها هي الوحيدة التي تستطع ان تدير الازمة اللبنانية وتضمن الاستمرار للمجتمع اللبناني، لان ائتلاف زعماء الطوائف واصحاب الاموال النظام الذي تعود عليه لبنان غير قادر على توزيع الخسائر التي حصلت في الازمة المالية، لان اي احد من زعماء الطوائف لديه في طائفته الفقير والغني وعندما يريد ان يوزع الخسائر يجب ان يفرض زعامته، اجمالي دولة مدنية خارج الطوائف تسطيع ان تدير توزيع الخسائر وهذا هو نظام الحكم الاساسي.

واوضح، العاصي ان الانتقال من نظام طائفي الى الدولة المدنية يحتاج الى قوانين تسن لتثبت الدولة المدنية وفي نفس الوقت تتفهم المجتمع الذي تتعامل معه ماهي هواجسه.

وحول مشروعه الاقتصادي ورؤيته ازاء البرامج الانتخابية المطروحة قال العاصي، إن الدولة المدنية تسمد شرعيتها من الحقوق التي تعطيها الى المواطنين، ولذا نحن خلال هذه الازمة ومن اجل ضمان استمرار المجتمع لابد ان نؤمن حقوق اساسية، منها التغطية الصحية الشاملة وحق التعليم المجاني، حق السكن ووجود نقل مشترك.

وبشأن الحصار الاميركي والتوجه شرقا، قال العاصي، "إن الازمة الاقتصادية اللبنانية ليست ناتجة عن الحصار انما ناتجة عن النظام الاقتصادي اللبناني، مشيرا الى ان اي عمل مقاوم يقابل بحصار واي مجتمع مستقل يقام في المنطقة يقابل بحرب، ولكن هذه المجتماعت تستطيع ان تتخذ خيارات اقتصادية افضل من اجل ان يتكون لديها مناعة تتصدى لهذه المحاربات".

وأكد العاصي، "أن اي دولة مدنية فعلية تعامل الكل كدولة خارجية، لهذا لايوجد لديها دولة شقيقة او صديقة او عدو دائمي وعدوها الاساسي هو الكيان الصهويني لان شرعيته والمشروع الصهيوني يناقض وجود دول من حوله، وكل الدول الباقية يتم التعامل معها حسب المصالح، لذا لايوجد انقطاع كامل مع الغرب ولا انفتاح كامل على الشرق ما يحكم هو مصالح لبنان اين تكون".

وشدد العاصي على انه يجب ان تكون في لبنان دولة حقيقة ذات سيادة حتى تستطيع ان تواجه ما ستفعل اميركا فيها اذا اتخذت خيار معاكس لمصالح اميركا.

واوضح العاصي ان الكثير من الوائح المرشحة للانتخابات اللبنانية يهربون من عاتق مسؤوليتهم في حل ازمة لبنان المترسخة الى شعارات نزع سلاح حزب الله، موكدا ان المشكلة الاساسية التي يواجهها لبنان هي كيفية ادراة الازمة الاقتصادية والاجتماعية وليس سلاح حزب الله.

وأكد العاصي ان الاحزاب الطائفية الموجدة في لبنان لا تنسجم مع رؤية حركتهم ومن بين القوى الموجودة بالساحة السياسية تقترب حركتهم من بعض وتبتعد عن بعض وذلك بحسب قوة حركة مواطنون على بناء برنامجه وترسيخه في الساحة السياسية.

واوضح العاصي ان القانون الانتخابي اللبناني لايعبر عن ارادة المواطنين الحقيقة لانه رسم بطريقة تضمن من يتأهل الى المجلس النيابي وليس مصلحة المواطن البناني.