غروسي أدرى.. البرنامج النووي الايراني السلمي هو الأكثر شفافية في العالم

غروسي أدرى.. البرنامج النووي الايراني السلمي هو الأكثر شفافية في العالم
السبت ١١ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٣:٣٣ بتوقيت غرينتش

اخطأت امريكا والترويكا الاوروبية ، مرة اخرى في حساباتها، عندما اعتقدت ان بالامكان الحصول على تنازلات من ايران، في مفاوضات فيينا، الخاصة برفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب على ايران، بمجرد تمرير قرار في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية . فالذي جرى خلال الايام القليلة الماضية، اثبت ان رياح الوكالة الدولية لم تمش بما تشتهي سفن امريكا والثلاثي الاوروبي.

العالمقضية اليوم

في البداية حذرت ايران، امريكا وحلفاءها من مغبة استغلال الوكالة الدولية سياسيا ضدها، كما حذرت الوكالة ذاتها من تداعيات تجاهل التعاون الايراني معها والذي تجاوز كل حدود المعاهدت والاتفاقيات الدولية التي حددت ابعاد تعاون الدول لاعضاء مع الوكالة. فمثل هذا الاستغلال والتجاهل سيترتب عليه نتائج لن تكون في صالح احد.

امريكا والوكالة مرّتا من امام التحذيرت الايرانية مرور الكرام، اعتقادا منهما ان ايران سترضخ وتتراجع، لذلك استغلت امريكا والاوربيون تقرير المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي المتسرع وغير المتوازن، وما تضمنه من معلومات كاذبة ومفبركة زوده بها الكيان الاسرائيلي، الذي زاره غروسي قبل يومين من بدء اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية.

ايران وردا على هذا الاجراء السياسي والاستفزازي، قامت بإزالة 18 كاميرا تابعة للوكالة الدولية في منشآتها النووية، وهي كاميرات كانت تعمل خارج اطار اتفاق الضمانات، اي ان ايران نصبتها طواعية من اجل اثبات حسن نواياها ولاثبات سلمية برنامجها، وانه ليس لديها ما تخفيه.

في المقابل أبقت ايران على جميع الكاميرات الاخرى المنصوبة من قبل الوكالة الدولية في منشاتها، في تأكيد واضح على ان تعاونها مع الوكالة في اطار اتفاق الضمانات مازال مستمرا. واللافت ان ايران لن تُقدم على اي اجراء دون ابلاغ الوكالة الدولية بذلك، وهي اجراءات لا تنتهك اي اتفاق بينها والوكالة، وكل الذي حدث هو ان ايران أوقفت التزاماتها الطوعية فقط، من خلال إيقاف الكاميرات الإضافية.

في البداية اعتبر غروسي الاجراء الايراني بانه بمثابة "ضربة قاضية" لمحادثات فيينا، متجاهلا كعادته الجهة الحقيقة التي وجهت هذه الضربة للاتفاق والمحادثات. كما اعترف غروسي دون ان يدري، بحجم التعاون الايراني مع وكالته، عندما اعتبر الإجراء الايراني بانه "يشكل تحديا كبيرا لقدرات الوكالة على مواصلة العمل"، وهو إعتراف واضح وصريح بتعاون ايران مع الوكالة، وهو تعاون شكك فيه غروسي في تقريره الاخير، بينما يعترف في تصريحه انه بفضل التعاون الطوعي الايراني، امتلكت وكالته القدرة على مواصلة العمل في ايران.

في البداية ايضا وصف وزير خارجية امريكا أنتوني بلينكن الاجراء الايراني القانوني بانه "استفزاز"، متناسيا كغروسي، ان امريكا هي من استفزت المجتمع الدولي عندما انسحبت من الاتفاق النووي، وفرضت حصارا غير مسبوق على الشعب الايراني، دون اي مبررات.

الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي، رد وبشكل حاسم وصارم على الجهات التي وقفت وراء تمرير القرار المعادي لايران في مجلس حكام الوكالة، وقال: "لن نتراجع عن مواقفنا ولو خطوة واحدة لان اصدار مثل هذه القرارات لم ولن يجدي نفعا ولم ولن تحقق اهدافها".

شفافية البرنامج النووي الايراني السلمي، وتعاون ايران الواسع مع الوكالة الدولية وفشل جميع السياسات الامريكية والغربية لعزل ايران، وقبل كل هذا وذاك، الموقف الايراني الحازم والقوي، هو الذي دفع القائمين على تمرير القرار السياسي في الوكالة، الى تغيير لهجتهم في الحديث عن ايران، فهذه برلين ولندن وباريس، تصدر بيانا مشتركا، قالت فيه:" نحض إيران على وقف تصعيدها النووي!! وإبرام الاتفاق المطروح حاليا على الطاولة بشكل عاجل من أجل إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في الوقت الذي لا يزال هذا فيه ممكنا".

أما غروسي فقال: "إذا ما أراد الإيرانيون اللقاء معي فأنا مستعد للذهاب إليهم لبحث تطورات الموقف الحالي. ونحن نواصل جهودنا لوضع حلول مع الجانب الإيراني.. لا أعتقد أننا وصلنا للنهاية بعد".

غروسي ادرى من اي شخص اخر، من ان البرنامج النووي الايراني السلمي هو الأكثر شفافية في العالم، فايران التي لا تبلغ حصتها من الطاقة النووية العالمية إلا 3% فقط!، يجري على ارضها اكثر من 25% من مجمل عمل مفتشي الوكالة للطاقة الذرية في العالم!!.

تجربة عقدين تكفي، ليس امام الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي، بالاضافة الى امريكا، الا التفكير بحزمة المقترحات الجديدة التي قدمها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وعليهم ان يختاروا بين مسارين، وان كانت ايران ومازالت تفضل مسار السياسة والدبلوماسية، والتوصل إلى اتفاق جيد، لكن بشرط أن يراعي خطوط إيران الحمراء ويحافظ على عزة وكرامة الشعب الإيراني.

سعيد محمد – العالم