العدوان على مطار دمشق.. هل باتت معادلة الصراع تميل لـ"إسرائيل"؟

العدوان على مطار دمشق.. هل باتت معادلة الصراع تميل لـ
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

هناك من يعترض على الذين ينتقدون المنظمات الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة، بوصفها أداة تستخدمها امريكا والغرب، لتمرير سياساتها في العالم، على ان هؤلاء من اصحاب نظرية المؤامرة، ولا يرون الا الجانب الفارغ من الاناء، وإلا فان المنظمات الدولية كثيرا ما قدمت خدمات في صالح الشعوب والدول .

العالمكشكول

هناك من يعترض ايضا على الذين ينتقدون تطبيع الانظمة العربية مع الكيان الاسرائيلي، الذي حول عدوا محتلا مغتصبا عنصريا متوحشا، الى صديق وحليف، على اعتبار ان هذه الانتقادات ليست في محلها، لان هذه الانظمة وجدت مصالحها في التحالف مع "إسرائيل"، والاعتماد عليه لدرأ التهديدات والمخاطر التي تتعرض له.

رغم اعتراض هذا البعض على من ينتقد منظمة الامم المتحدة والانظمة العربية المُطّبعة، متهافت ولا يحتاج اثبات هذا التهافت حتى لدليل من شدة وضوحه، ولكن العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا والذي استهدف البنية التحتية لمطار دمشق الدولي وخروج مهابط الطائرات عن الخدمة حيث تضررت في أكثر من موقع وبشكل كبير، واستهداف الإنارة الملاحية بالاضافة الى استهداف مبنى الصالة الثانية للمطار وتعرضها لأضرار مادية، وخروج المطار بأكمله من الخدمة، كان دليلا عمليا على صوابية الرأي القائل بأن الامم المتحدة ليست سوى أدة بيد امريكا والغرب، تحركها كما تشاء مصالحها، دون الاعتناء بمصالح الاخرين. وان الانظمة التطبيعية العربية تمثل خطرا للشعوب والدول العربية، كما هو الخطر الاسرائيلي.

اين القانون الدولي، واين منظمة الامم المتحدة ، واين مجلس الامن، واين امريكا والغرب ، الذي يرفع ليل نهار شعار حماية السلم والامن الدوليين، واين الدول العربية، من العدوان الاسرائيلي على مطار دمشق الدولي؟، ماذا لو اقدمت اي دولة في المنطقة او في العالم، على فعل ما فعلته "إسرائيل"، هل كانت هذه الشلة ستقف هكذا صماء بكماء عمياء؟، ألا يعني هذا ان "إسرائيل" فوق القانون؟، إلا يعني هذا ان "إسرائيل" ليست سوى كلب حراسة لمصالح امريكا والغرب في المنطقة؟، إلا يعني هذا ان منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الدولية الاخرى، ليست سوى سوط بيد امريكا والغرب تستخدمه لجلد الشعوب والدول المتمردة على الارادة الامريكية والغربية؟، الا يقدم هذا العدوان دليلا اضافيا على ان الدول العربية التي طبعت مع "إسرائيل"، لم تطبع من اجل حماية نفسها من التهديدات، وانها طبعت في إطار دورها الوظيفي، من اجل حماية "إسرائيل" التي باتت اليوم تستشعر اكثر من اين وقت آخر بقرب زوالها بشهادة الاسرائيليين انفسهم؟.

العدوان السافر على مطار دمشق، اكد صوابية الراي القائل ان امريكا والغرب شريك في هذا العدوان، وان منظمة الامم المتحدة، هي فرع لوزارة خارجية امريكا والاتحاد الاوروبي وكندا والغرب بشكل عام، وان الانظمة العربية التطبيعية، ليست سوى ادوات بيد امريكا و"إسرائيل"، وهي ادوات أرخص بكثير من الامم المتحدة.

كما اكد العدوان على حقيقة باتت ناصعة، وهي ان المقاومة أنجع وسيلة لافشال المخطط الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، لإبتلاع المنطقة، فالهجوم على مطار دمشق، وعلى خلاف تبجح "إسرائيل" وحماتها، جاء ليؤكد ايضا، ان التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، بات في وضع لا يحسد عليه، فلو كانت معادلة الصراع في المنطقة وسوريا تميل لهذا التحالف، لما أقدمت "إسرائيل" على فعلتها بالعدوان على مطار دمشق الدولي، وهو عدوان اثبت وبشكل قاطع فشل جميع مخططات التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي ضد سوريا منذ 11 عاما وحتى اليوم.