بإزدواجية معاييرها.. الامم المتحدة تنتصر للكيان 'الإسرائيلي'

بإزدواجية معاييرها..  الامم المتحدة تنتصر للكيان 'الإسرائيلي'
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٣:٤٤ بتوقيت غرينتش

يقال ان الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ77 انتخبت سفير الكيان الاسرائيلي الصهيوني "غلعاد إردان" نائبا لرئيس الهيئة العامّة للأمم المتّحدة، في تصويت اعتبره الكيان اللقيط إنتصارا له.

العالم - يقال ان

يصنف كيان الاحتلال الاسرائيلي بانه كيان تمييز عنصري لم يلتزم بالقوانين الدولية للأمم المتحدة، ولم يتم تنفيذ أي من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بحقه منذ قبول عضويته داخل هذه المؤسسة الأممية التي مهمتها "الظاهرية" إرساء السلام والأمن للشعوب العالم.

ازدواجية المعايير الاممية

ذلك ما حدث بالفعل بالامس القريب (الثلااثاء الماضي7 حزيران/يونيو) وسط معارضة إيران وسوريا، حيث أعلنت الامم المتحدة عن "مكافأة للكيان الإسرائيلي على جرائمه خصوصا العنصرية منها" بانتخاب سفيره للامم المتحدة لمنصب نائب رئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية، الامر الذي اعتبره رئيس وزراء فلسطيني محمد اشتيه، محاولة لتسويق وتشريع منظومة الاحتلال الاستعماري على أرض دولة فلسطين.

ووفق صحيفة "معاريف" العبرية، سيبدأ "غلعاد إردان" العمل في منصبه مع انعقاد الجمعية العامة في سبتمبر المقبل، ولمدة عام. كما سيرأس وكجزء من دوره، اجتماعات الجمعية العامة وسيشارك في وضع جدول أعمال المناقشات.

لا يخفى ان تداعيات الحرب الروسية على اوكرانيا وانعكاساتها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتسليحي في اوروبا بل وابعد من ذلك على عموم جغرافية العالم يتطلب دعما اضافيا لاذرع الاستكبار العالمي وكياناته المصطنعة ومنها الكيان الاسرائيلي، ما يستدعي تقديم المزيد من الدعم للكيان الاسرائيلي المصطنع الى درجة كشف اللثام عن اهم الداعمين له والانتقال من الدعم المبطن الى الدعم العلني المباشر.

رغم انتخابه يتهم الامم المتحدة بالتمييز

قال غلعاد إردان مباشرة بعد انتخابه نائبا لرئيس الجمعية العامة، في تصويت أجري في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، "أنا فخور في تمثيل إسرائيل في صميم ما يحدث في الأمم المتحدة، وسأعمل من خلالها أيضًا لمكافحة التمييز القائم في الأمم المتحدة ضد إسرائيل"، حسب صحيفة جيوروزاليم بوست الإسرائيلية.

وقال إردان: "أنا فخور في تمثيل إسرائيل في صميم ما يحدث في الأمم المتحدة، وسأعمل من خلالها أيضًا لمكافحة التمييز القائم في الأمم المتحدة ضد إسرائيل"، مضيفا "هذا انتصار مهم، سيمنحنا منبراً آخر لتقديم الحقيقة حول إسرائيل ومساهمتها في العالم، على الرغم من المحاولات المستمرة للفلسطينيين والدول المعادية في الأمم المتحدة للعمل ضدنا"، حسب صحيفة جيوروزاليم بوست الإسرائيلية.

إن تعيين هذا الشخص (غلعاد إردان) الممثل الرسمي لكيان عنصري محتل غير شرعي أدانت عنصريته الامم المتحدة سابقا، ممثلا لكيان مغتصب فاقدر لأي شرعية وجودية ودستورية اممية، في منصب أممي رفيع، يعدّ إهانة لقيم الحرية والعدل، وتهديدا للأمن والسلم الدوليين..

كما يعد تعيينه بالمنصب الاممي استفزازا لمشاعر الشعب الفلسطيني المغتصبة حقوقه ومشاعر الاحرار في العالم، وإهانة للمنظومة الدولية التي يقع على عاتقها إنهاء الاحتلال في فلسطين، ومحاسبة قادته العنصريين على ما ارتكبوه من جرائم وإرهاب بحق الشعب شعب فلسطين وشعوب المنطقة العربية.

ان انتخاب جلعاد يعد صفعة لقيم الأمم المتحدة، و"إهانة" للمنظومة الدولية وسقوط جديد وبالضربة القاضية للامم المتحدة وتحول خطير بانتقال الأمم المتّحدة من دعم الاحتلال في الظلّ، إلى دعمه بالعلن، ومنحه المزيد من النّفوذ ومساحات التّأثير، واستفزاز الشّعوب المظلومة بوضع ممثّليه في مناصب قياديّة عالميّة، بدل معاقبته على جرائمه وانتهاكاته.

قال اشتيه في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته في مدينة رام الله الخميس الماضي: "نستغرب ونستهجن انتخاب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان، لمنصب نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة”، و“نعتبر ذلك محاولة لتسويق وتشريع منظومة الاحتلال الاستعماري على أرض دولة فلسطين، ولا يجوز ولا يعقل أن تكافأ دولة الاحتلال على انتهاكاتها للقانون الدولي والدولي الإنساني، ولا يجوز مكافأتها على جرائمها”.

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، اعتبرت انتخاب اردان "صفعة للقيم التي أسس عليها ميثاق الأمم المتحدة، ويعتبر وسيلة إضافية لمنح المجرمين (الإسرائيليين) حصانة ومكانه توسع من رقعة إفلاتهم من المساءلة والعقاب الدولي".

مكافأة الامم المتحدة للكيان الاسرائيلي جاءت بعد اقل من شهر واحد على جريمة إغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص قناص جيش الإحتلال الإسرائيلي، وجريمة إغتيال الصحفية غفران خلال ذهابها إلى عملها وقتلها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، الامر الذي ما يستدعي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إعادة النظر بمكونات هذه المؤسسة الأممية التي فقدت مصداقيتها، أمام شعوب العالم والشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري منذ 74 عاما بدون تحقيق العادلة المنصفة للحقوق الإنسان في الحرية والاستقلال والتحرر الوطني من الإحتلال الإسرائيلي.

منذ اندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا رأينا سلسلة من القرارات والعقوبات والحصار الإقتصادي بشكل شمولي على روسيا، ورأينا إزدواجية المعايير الدولية وآلية تنفيذها.

سبق للكيان الاسرائيلي ان صوت لصالح قرار الأمم المتحدة الذي ندد بالهجوم الروسي على أوكرانيا، وأكثر من ذلك ان الكيان الاسرائيلي ساعد على حشد المزيد من الدول والأعضاء بالامم المتحدة للوقوف إلى جانب أوكرانيا في التصويت الاممي.

كشف ذلك السفير الأمريكي لدى الكيان الاسرايلي توم نايدز، في الثاني من آذار/مارس الماضي، قائلا ان تل أبيب لم تصوت فحسب لصالح قرار الأمم المتحدة الذي يندد بالهجوم الروسي على أوكرانيا، بل ساعدت على حشد الدول والاعذاء على ادانته.

اليوم الثلاثاء وبعد اسبوع على تعيين الصهيوني العنصري "غلعاد إردان"، نائبا لرئيس الهيئة العامّة للأمم المتّحدة، أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان هذا التصرف المجانب لنصرة الحق الفلسطيني المُضيَّع امميا معتبرا اياه سقوطا جديدا للمنظّمة الأمميّة بمساندتها المباشرة لكيان غير شرعيّ، عنصريّ، توسّعيّ، يمارس القتل والتّهجير والاعتقال والاقتلاع والاستيطان ضدّ شعبنا في فلسطين، وينتهك بشكلٍ دائم ومتعمّد القرارات الدّوليّة ومواثيق الأمم المتّحدة.

بيان الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان ناشد الأنظمة في أمّتنا والعالم العربيّ والدّول الصديقة، رفع الصّوت بوجه هذا الانتخاب، والضّغط على مراكز القرار ودفعها إلى معاقبة الاحتلال على جرائمه، وأن تستعمل المؤسّسة العالميّة لأهداف السّلام في العالم بدلاً من تثبيت سيطرة الصّهيونيّة على مراكز القرار العالميّ، وختم منوها بموقف الرفض الذي عبر عنه مندوبا دمشق وطهران في ظل حفلة التطبيع العربي مع كيان الاحتلال.

السيد ابو ايمان