بدافع الذهب.. حميدتي متهم بتأجيج الصراع غربي السودان

بدافع الذهب.. حميدتي متهم بتأجيج الصراع غربي السودان
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠٢٢ - ٠١:٢٥ بتوقيت غرينتش

تتزايد النزاعات في إقليم دارفور ولا سيما في جبل مون، الذي يزخر باطنه بالذهب، ويشتبه في أن الرجل الثاني في النظام قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو الشهير باسم "حميدتي"، هو الذي يؤجج هذا العنف، حسب ما جاء بصحيفة فرنسية.

العالم أفريقيا

وبحسب"صحيفة "لاكروا"، تصف أوغيستين باسيلي -الموفدة الخاصة إلى مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور- في تقرير لها حادثة شهدت جزءا منها، إذ كانت بصحبة رئيس مجموعة تطلق على نفسها "شباب جبل مون" واسمه عبد اللطيف آدم عندما رن هاتفه، فلاحظت تغير ملامح وجهه.

وبعد انتهائه من الحديث -تقول موفدة لاكروا- أوضح آدم (30 عاما)، الذي يعمل مهندس كمبيوتر، أن مسلحين هاجموا لتوهم قرية سيليا التي يقطنها ذووه، "المسيرية جبل" وتقع على بعد 80 كيلومترا من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.

وردا على سؤالها عن هوية المهاجمين، قال آدم "إنهم الجانجويد وقوات الدعم السريع". وبعبارة أخرى، وفقا للموفدة، إنها المليشيات الموالية للحكومة ورجال التنظيم شبه العسكري، الذي يقوده الرجل الثاني في المجلس العسكري الحاكم في الخرطوم، الجنرال محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي".

وتنسب موفدة الصحيفة الفرنسية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كشفه أمس الثلاثاء عن أن أكثر من 125 شخصا قتلوا وأصيب كثيرون آخرون بين 6 و11 يونيو/حزيران الجاري، كما أن موجة عنف سابقة بين الخامس والعاشر من مارس /آذار الماضي تسببت في قتل ما لا يقل عن 35 شخصًا.

أما عن دوافع أعمال العنف، فإن الموفدة ترجعها جزئيًا إلى الصراع على احتياطات الذهب الموجودة في تلك المنطقة، التي تحتوي، حسب مسؤول بالشركة السودانية للثروة المعدنية، على أكثر من 800 طن من الذهب.

وتشير الكاتبة إلى أن هذا كاف لإسالة لعاب الكثيرين وإثارة شهيتهم، بل إنها تنقل عن أحمد زكريا -العامل بأحد مناجم الذهب- قوله: "لا شك في أن هذا هو سبب دوامة العنف التي اندلعت منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش (الجنرال عبد الفتاح البرهان يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)"، حسب قوله.

ويجمع العديد من الشهود -الذين قابلتهم موفدة لاكروا- على أن فنيين من "الجنيد" (شركة استخراج ذهب تابعة للجنرال حميدتي)، انتقلوا إلى جبل مون قبل بضعة أشهر وحاولوا إقناع السكان بالتنازل عن أراضيهم، لكنهم لم يقنعوا أحدا. وتنقل الموفدة عن حسن إمام، أحد ممثلي قبيلة "المسيرية جبل" قوله: "تحاول قوات الدعم السريع الآن الاستيلاء على أراضينا بالقوة، وتقوم بمهاجمتنا بحجة أننا نسرق مواشي البدو".

ويحاول رئيس منظمة "شباب جبل مون"، عبد اللطيف آدم، حماية أراضيه قدر المستطاع، حسب قوله، ويشترط للسماح بالتنقيب في المنطقة عودة النازحين واللاجئين، وتوفير الأمن وتفكيك المليشيات الناشطة حول منطقة جبل مون.

ويضيف المدرس بجبل مون وعضو المنظمة الشبابية المذكورة، الصادق عمر، أنه "يجب أيضا نقل أصحاب الأراضي التي تستغل في التنقيب إلى قرى حديثة يمكنهم فيها الوصول إلى المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات، ويتوفر لهم فيها الأمن".

غير أن رئيسة منظمة نساء غرب دارفور البدويات، فتحية محمد، تلقي باللوم في اندلاع أعمال العنف الأخيرة في المنطقة على "لصوص جبل مون الذين يأخذون مواشي البدو إلى الجبال، وعندما يحاول هؤلاء استعادة قطعانهم، يتم قتلهم، فينتقم ذووهم، وتستمر دوامة العنف".

وتساءلت موفدة لاكروا عما إذا كان حميدتي هو من يقف وراء هذه المشاجرات؟ كما يؤكد مصدر مقرب من الجنرال، الذي يؤكد أن القوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع تريد إجلاء من يقطنون في جبل مون إلى مناطق أخرى؛ لأنهم لا يستطيعون البدء في تعدين الذهب بينما المنطقة مأهولة، والأمر نفسه حدث في منطقة جبل عامر، كما يقول هذا المصدر، في إشارة إلى مناجم أخرى تديرها شركة الجنيد حتى عام 2020.

وتختم باسيلي بالقول إن معركة السيطرة على إقليم دارفور، المرغوب فيه لتربته الغنية وأرضه الخصبة وموقعه الإستراتيجي، ما زالت تتسبب في مذابح، كما حدث في الأيام الأخيرة، عندما أدى هذا الصراع إلى مقتل 110 أشخاص.