الى عرب التطبيع..

"إسرائيل" أعجز من أن تحقق هدفاً عجزت عن تحقيقه أمريكا

الخميس ١٦ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

قال وزير الحرب "الإسرائيلي" بيني غانتس، إن المطلوب من "إسرائيل" والدول العربية في الخليج الفارسي ومصر والاردن، من اجل مواجهة ايران "ليس فقط التعاون، بل أيضا حشد قوة إقليمية، بقيادة أمريكية، مما سيعزز قوة جميع الأطراف المعنية.. وإن هناك جهودا لتوسيع هذا التعاون".

العالم – قضية اليوم

وحدد غانتس موعدا لتعزيز القدرات العسكرية لهذه الدول تحت رعاية واشنطن، وهو قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، والتي ستجري تحديدا في الفترة من 13 إلى 16 يوليو/ تموز، وستشمل الزيارة فلسطين المحتلة والسعودية، كما سيحضر بايدن قمة مع قادة دول الخليج الفارسي ومصر والأردن والعراق.
واعلن غانتس وبشكل واضح وصريح، ان الهدف من راء كل هذ التحالف "العربي – الاسرائيلي" بقيادة امريكا، وهو "أمن مواطني إسرائيل"!، وهو ذات الهدف الذي اعلنه رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس عندما قال: ان "اسرائيل" لن تتردد في استخدام قوتها في أي مكان في العالم من أجل حماية مواطنينا".
اللافت، ان من بين اهم القضايا التي من المرجح أن تكون على جدول أعمال زيارة بايدن الى المنطقة، هي برنامج إيران النووي والمفاوضات الدولية لإحياء الاتفاق النووي، أي قضايا تستخدمها الحكومات في الكيان الإسرائيلي، منذ 20 عاما، بدء من حكومات بنيامين نتنياهو، وانتهاء بنتالي بينيت، كفزاعة لتصدير أزماتهم الداخلية من خلال قرع طبول الحرب، عبر وسائل الإعلام، وذلك سعيا لتدعيم حكوماتهم الهشة والمتداعية، وفقا لاغلب المراقبين للمشهد "الاسرائيلي".
كنا نتمنى ان تقف الانظمة العربية التي اختارت التطبيع مع "اسرائيل" قليلا امام الهدف النهائي من وراء الحلف "العربي- الاسرائيلي" الذي تريد امريكا ان تقوده في المنطقة، وهو "حماية إسرائيل"، كما جاء على لسان "زعماء هذا الكيان"، وان تحاول البحث عن مصلحة لها، لهذه الانظمة، من من وراء الانضمام اليه.
من المؤكد ان "إسرائيل"، أعجز من ان تحقق هدفا، عجزت عن تحقيقه امريكا، وهو التعرض لايران، فاذا كانت امريكا و"إسرائيل" عاجزتين عن تحقيق هذا الهدف، تُرى هل من الحكمة ان تنضم دول مثل الامارات والبحرين و.. الى حلف، يزعم انه يريد مواجهة ايران؟.
من الوضح ان امريكا تعترف وبأعلى صوتها، من خلال الاصرار على تأسيس التحالف "العربي – الاسرائيلي" بقيادتها: ان ايران قوة اقليمية كبرى، وإلا لما كانت لجأت الى هذا الالاعيب البائسة واليائسة، للتأثير على القرار الايراني، فأمريكا ادرى من غيرها، ان اي تعرض لايران، يعني إهدار 70 عاما من إستثمار الغرب في قاعدته المتقدمة في منطقة الشرق الوسط، المسماة "اسرائيل"، لذلك ليس لديها من مجال للتحرك الا في نطاق الحرب النفسية والعنتريات " الاسرائيلية"، التي فقدت كل طعم ورائحة لها.
اخيرا، هناك فرصة، وان كانت ضيقة، امام الانظمة التطبيعية العربية، لتدرك حجم الهوة السحقية التي يدفعها اليها الثنائي الامريكي الاسرائيلي، فهذه الانظمة وان رضيت بعار التطبيع، عليها الا ترضى بفقدان كل ما بنتها على مدى العقود الماضية، فهذه الانظمة هي اكثر الاطراف خسارة في جميع الاحوال، فهي خاسرة في حال وقعت الحرب أم لم تقع، فعار الانخرط في تحالف مع عدو، لا يناصب الشعب الفلسطيني العداء، بل العرب والمسلمين جميعهم دون استثناء، وكذلك يناصب الاسلام ونبي الاسلام (ص) والقران والمقدسات الاسلامية، فمثل هذا العدو يتعامل مع الانظمة لتطبيعية تعاملا تكتيكيا، لتحقيق اهدافه، لذا على هذ الانظمة الا تتعامل معه تعاملا استراتيجيا، فلم ولن تلتقي مصالح هذا الكيان استراتيجيا مع مصالح الشعوب العربية والاسلامية، بل ولا حتى مع مصالح الانظمة لتطبيعة ذاتها، التي تعتقد انها قد تحصل على شيء بالتقرب الى هذا العدو.

سعيد محمد