إسبانيا ترفض المشاركة للعام الثاني على التوالي في المناورات العسكرية الأمريكية بالمغرب

إسبانيا ترفض المشاركة للعام الثاني على التوالي في المناورات العسكرية الأمريكية بالمغرب
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:١٧ بتوقيت غرينتش

لن يشارك الجيش الإسباني في مناورات عسكرية تسمى "الأسد الإفريقي" ستجرى في المغرب بالأيام المقبلة؛ بمشاركة دول إفريقية أخرى تحت تنظيم الولايات المتحدة، تحديدًا "القيادة الأمريكية لإفريقيا."

العالم - أوروبا

هذا ما أكدته مصادر بوزارة الدفاع لصحيفة "إِلْ بوبليكو" الإسبانية، على الرغم من أن الموقع الرسمي لهذا التنظيم العسكري يضم إسبانيا كواحدة من الدول المشاركة.

وتقول ذات الصحيفة، أن هذه "هي السنة الثانية على التوالي التي يتم فيها رفض الحضور"، بهذا التمرين العسكري، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في إفريقيا.

وفي عام 2021، تمت دعوة إسبانيا أيضًا إلى هذه التدريبات العسكرية؛ ولعدة أشهر كانت هناك تكهنات بأن التدريبات المغربية ستشمل مناطق من الصحراء الغربية.

وتقول الصحيفة، أن إجراء المناورات بالصحراء الغربية "تم إيقافها أخيرًا بضغط من الولايات المتحدة".

رغم أنه قبل فترة وجيزة، اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الأراضي الصحراوية.

"وهكذا سعت المملكة المغربية إلى إظهار دعم دولي واضح للسيطرة على الصحراء في خضم حرب مفتوحة بعد انهيار وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو"، تضيف الصحيفة المذكورة.

وتشير مصادر عسكرية إسبانية، استشارتها "إِلْبوبليكو" إلى أن إسبانيا "لن تشارك هذا العام وأن الاجتماعات الدولية يتم تحديدها سنويًا".

و"هذا العام لم يكن ضمن المتوقع"، يضيف المصدر، مشيرًا إلى أنهم في مدريد "يخشون من الوضع المتوتر الحالي في المنطقة، ما أثر على قرار المشاركة".

جدير بالذكر، أنه في السنوات السابقة، "شارك الجيش الإسباني في الأسد الإفريقي"، كما أكدت المصادر التي تحدثت للصحيفة.

وأبرزت وسائل الإعلام المغربية في تقارير مختلفة الأهمية، التي توليها المملكة المغربية للحدث العسكري الإفريقي.

فعلى سبيل المثال، أبرزت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، قبل أيام قليلة، أن المناورات ستتم في الفترة من 20 حزيران/ يونيو إلى 1 تموز/ يوليو 2022 في مناطق القنيطرة وأكادير وطانطان وتارودانت والمحبس، هذه الأخيرة، تقع داخل أراضي الصحراء الغربية، وهي أيضًا قريبة جدًا من الحدود مع الجزائر.

وفي المقابل، فإن موقع "أفريكوم" الرسمي يؤكد أن التدريبات تقتصر على مناطق القنيطرة وطانطان وبن جرير، وهي مناطق تابعة للمغرب.

وبحسب "أفريكوم" ذاتها، فإن أكثر من 7500 جندي من البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والمغرب والولايات المتحدة، سيشاركون في هذا الحدث العسكري.

وتتم هذه المناورات العسكرية في وقت أزمة بين الحكومة الإسبانية والجزائر، بالموازاة في نفس الوقت مع توتر واضح بين المغرب والجزائر، الذي يمشي على وقع خطى سباق تسلح للقيادة الإقليمية بين المغرب والجزائر.

هذا، وأعلن الجزائريون عن بعض المناورات العسكرية التي نفذت الأسبوع الماضي في تندوف (الأراضي الجزائرية التي تضم مخيمات اللاجئين الصحراويين)، بالقرب من الحدود مع المغرب.

وربطت وسائل إعلام مغربية، هذه المناورات بقرب مناورات "الأسد الأفريقي" لسنة 2022.

وفي غضون ذلك، دعت حكومة بيدرو سانشيز علناً إلى "الحصافة" في علاقاتها مع الجزائر، تشير مصادر إلى أن مدريد تتحقق حاليًا مع الشركات الإسبانية من أن جميع العلاقات التجارية ستستمر في العمل بشكل طبيعي.

ويربط بعض أعضاء الحكومة الإسبانية القرار الجزائري بتعليق معاهدة حسن الجوار؛ بالتقارب مع روسيا على الرغم من حقيقة أن القضية الأساسية هي الصراع في الصحراء الغربية، والتحول الذي قام به سانشيز في آذار/ مارس الماضي.