إبن سلمان والسيسي وعبدالله الثاني.. والتسويق الطوعي لـ"قلق إسرائيل"!

إبن سلمان والسيسي وعبدالله الثاني.. والتسويق الطوعي لـ
الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٨:١٨ بتوقيت غرينتش

أمر في غاية الغرابة، ان تتبنى بعض الانظمة العربية، الرواية الامريكية "الاسرائيلية" حول مصدر انعدام أمن واستقرار المنطقة، والأغرب منه ان هذه الانظمة تتوقع من شعوبها ونخبها ان تتبنى هذه الرواية كما تبنتها هي، لذلك نرى في كل لقاء و اجتماع بين زعماء هذه الانظمة، تكرار تلك الرواية على أمل فرضها كحقيقة، رغم تفاهتها وتهافتها وتناقضها مع ما يرى ويسمع ويشعر الموطن العربي.

العالم كشكول

في اول جولة له خارج السعودية بعد قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم أمس الثلاثاء مصر والاردن، ولم يجد محمد بن سلمان ومضيفه في القاهرة وعمان، ما يقلقهم، فلا فلسطين محتلة، ولا القدس تهود، لا المسجد الاقصى مهدد بالانهيار، ولا الشعب الفلسطيني يُقتل ويُشرد، ولا المقدسات الاسلامية في فلسطين المتحلة تُنتهك وتختفي، ولا يُسب ويُشتم النبي الاكرم (ص) ولا العرب، جهارا نهارا من قبل الصهاينة ومن داخل المسجد الاقصى، ولا تحتل "إسرائيل" الجولان ولا ارض لبنان، ولا تسرق نفط وغاز فلسطين، فكل شيء في مكانه الطبيعي، إلا شيء واحد أقلق بال هؤلاء الزعماء، وكان لابد ان يحذروا منه الشعوب العربية، وهو ايران!!.

فقد جاء في البيان الختامي المشترك لزيارة ابن سلمان لمصر ولقائه مع السيسي، "ان الجانبين إتفقا على دعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.. والحفاظ على منظومة عدم الانتشار" بالاضافة الى الكليشة التقليدية وهي :عدم التدخل وعدم زعزعة الاستقرار، بما فيها "دعم المليشيات المسلحة، وتهديد الملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية".

وفي ختام زيارة ابن سلمان للاردن، قال مسؤول أردني إن السعودية والأردن "تشعران بقلق عميق من طموحات إيران النووية وما ترى الدولتان أنه دور طهران المزعزع للاستقرار في المنطقة".

لا نحتاج ان نذكر القارىء، من هي الجهة التي تزعزع حقا امن واستقرار المنطقة، متحصنة بترسانة تضم مئات القنابل النووية، وترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، وترفض دخول اي مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى منشآتها النووية، وكشفت هذه الجهة انها ارادت استخدام القنبلة النووية اكثر من مرة في حروبها ضد العرب.

كما لا نحتاج ان نذكر، من الذي بدأ بتهديد الملاحة الدولية، عندما كان يطارد ناقلات النفط الايرانية في البحار والمحيطات، واحتجازها، بذريعة انتهاكها القانون الامريكي!، ومن هي الجهة التي شنت هجمات على ناقلات النفط الايرانية، في البحر الاحمر والبحر المتوسط، دون ان ترتدع الا بعد ان ردعتها ايران؟.

وهل يجب ان نذكر، ان الاحتلال والعدوان والقرصنة والاغتيالات، هي اهم اسباب زعزعة الاستقرار في اي منطقة في العالم، هل كانت منطقتنا ستكون ملتهبة وغير مستقرة لولا الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين؟، هل كان أمن منطقة الخليج الفارسي وخليج عمان والبحر الاحمر سيتزعزع لولا العدوان السعودي الاماراتي على اليمن؟، هل كان الملاحة الدولية مهددة، لولا القوانين الاحادية الجانب التي تحاول امريكا فرضها على العالم بقوة السلاح؟.

اما "دعم الميليشيات المسلحة"، فهو دعم تعترف به ايران وتفتخر ، ولولا هذا الدعم لضاعت فلسطين والى الابد، ولكانت الاراضي اللبنانية محتلة حتى اليوم. و"الميليشيات"، التي يقصدها الزعماء العرب ، هي ذات "الميليشيات" التي يقصدها الصهاينة، وهي حركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وجميع فصائل المقاومة الرافضة للاحتلالين الامريكي والاسرائيلي.

اخيرا وقبل ان نختم نقول: يوم أمس الثلاثاء عندما كان ابن سلمان والسيسي وعبدالله الثاني، يحاولون تغيير اتجاه بوصلة المواطن العربي عن عدوه الحقيقي، أبت الحقائق الا ان تفرض نفسها، وتكذب الرواية الامريكية الاسرائيلية التي يحاولون ترويجها عبثا عن "الخطر الايراني"، بالامس إقتحم مستوطنون صهاينة أرضا تابعة لفلسطينيين شمال الضفة الغربية، ونصبوا فيها الخيام، من اجل سرقتها وإقامة مستوطنة عليها، وعندما هرع الفلسطينيين للدفاع عن ارضهم، وجدوا أنفسهم في مواجهة قوات الأمن الإسرائيلية وحرّاساً لأمن المستوطنين، الذين أطلقوا النار في الهواء لابعاد الفلسطينيين، وبعدها هاجم المستوطنون، الفلسطينيين وطعن احدهم الشاب الفلسطيني علي حسن حرب بسكين في قلبه وأرداه صريعا، دون ان تحرك القوات الاسرائيلية ساكنا.