تفاصيل لقاء وزير الخارجية الإيراني بالرئيس الأسد في دمشق

تفاصيل لقاء وزير الخارجية الإيراني بالرئيس الأسد في دمشق
السبت ٠٢ يوليو ٢٠٢٢ - ١١:٤٨ بتوقيت غرينتش

التقى وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أميرعبداللهيان في العاصمة السورية دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد، حيث يزورها لتبادل وجهات النظر مع كبار المسؤولين السوريين.

العالم – سوريا

وفي هذا الاجتماع وضمن نقله تحيات قائد الثورة ورئيس الجمهورية في إيران وصف أمير عبد اللهيان زيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى طهران بأنها نقطة تحول في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، واضفا إياها بأنها فعالة ومثمرة في دفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام.

وأشاد وزير الخارجية الإيرانية بجهود الحكومة السورية والرئيس السوري في ترسيخ الوفاق الوطني والسيادة السورية، وقال إن المعارضين لوحدة أراضي سوريا وسيادتها يحاولون زعزعة الوضع في البلاد.

واستنكر أميرعبداللهيان اعتداءات الكيان الصهيوني على سوريا، ووصف صمت الأطراف الغربية وعدم رد فعلها على أنه يظهر ازدواجية المعايير لدى هذه الدول.

وأضاف أن: عدم التعامل بجدية مع الأعمال التخريبية والعدوانية للكيان الصهيوني يظهر أن مزاعم الدول الغربية بمحاولة تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا غير صحيحة، وإن موقفها هذا يزيد من صلافة الكيان الصهيوني العنصري في محاولاته لتشتيت الوضع في سوريا.

وقال أميرعبداللهيان: إننا نتفهم المخاوف القائمة، لكننا ضد اللجوء إلى العمليات العسكرية لحل المشاكل.. نحن نؤمن بضرورة حل المشاكل من خلال الحوار المباشر ومن خلال التعاون.
في هذا الاجتماع، وصف الرئيس السوري زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق في الوضع الراهن بأنها مهمة نظرا للتطورات الإقليمية والعالمية، وأضاف أن: هناك وضعا يتكوّن من شأنه أن يغير الموازنة لصالحنا في المنطقة.

الرئيس الأسد: علاقات سوريا والجمهورية الاسلامية تحالف استراتيجي

الرئيس بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الايراني أنّ العلاقة المتينة التي ترسّخت خلال عقود مضت بين سورية وإيران، صارت اليوم علاقة يمكن وصفُها بأنها "تحالف الإرادة" في مواجهة مساعي الهيمنة الغربية على العالم.

ووصف الرئيس السوري العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبلاده بأنها تحالف استراتيجي، وأضاف: شهدنا علاقات متنامية بين البلدين خلال الأربعين عاما الماضية.

وبحث الرئيس الاسد مع عبد اللهيان العلاقات الثنائية والتحديات المشتركة والتعاون الوثيق الذي يجمع سورية وإيران في مختلف المجالات.

وأكد الرئيس بشار الأسد ان الدول الغربية تحاول استفزاز الأوضاع في سوريا لتصفية الحسابات والمنافسة وكسب نقاط على حساب أطراف أخرى.

وفي إشارة إلى المخاوف والمخاطر القائمة في المنطقة، أوضح الرئيس الأسد أن بعض هذه القضايا مشتركة بين دول المنطقة ويجب حلها من خلال الحلول السياسية والحوارا المشترك، واضاف: يسعدنا أن تكون جمهورية إيران الإسلامية جزءا من الحل السياسي في المنطقة.. ونحن نرحب بالحل الذي يخرج سوريا من الحرب.

ووصف الرئيس الأسد القضية الفلسطينية موضوعا مشترك الاهتمام بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، مذكرا أنه بسبب الضغوط على دول محور المقاومة، قد تكون تحالف هو تحالف الإرادات في مواجهة سلطة الهيمنة، مشدداً على أن عدد قليل من البلدان في العالم لديها مثل هذه الإرادة.
وأكّد الوزير عبد اللهيان أنّ زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى طهران شكّلت منعطفاً كبيراً، وكان لها نتائج عميقة على العلاقات بين البلدين.

كما جرى بحث التطورات على الأرض في سورية، واعتبر عبد اللهيان أنّ الاعتداءات الإسرائيلية هي إحدى وسائل الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها، مؤكّداً موقف بلاده الثابت في دعم سيادة سورية ووحدة أراضيها ورفضها لأيّ عمل عسكري على الأراضي السورية.

وناقش الجانبان سياسات النظام التركي والتهديدات بعدوان جديد يستهدف سورية، حيث اعتبر الرئيس الأسد أنّ هذا النظام يقوم بالاعتداء على الأراضي السورية كلّما حدث تقدم للجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية، وأوضح سيادته أن الادعاءات التركية لتبرير عدوانها على الأراضي السورية هي ادعاءات باطلة ومضللة ولا علاقة لها بالواقع، وتنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وروابط حسن الجوار التي يُفترض أن تجمع بين البلدَين الجارَين.

وتمّ أيضاً بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادُل وجهات النظر حولها، واعتبر الرئيس الأسد أنّ الحرب في أوكرانيا والخسائر السياسية التي يتعرض لها الغرب بسبب سقوط الأقنعة وافتضاح الأكاذيب، تشكّل بدايةً لتوازن دولي جديد يصبّ في صالح سورية وإيران وجميع الدول والشعوب التي تدافع عن مبادئها وحقوقها وسيادة قرارها. وبدوره وضع عبد اللهيان الرئيس الأسد في صورة المحادثات التي جرت على هامش قمة بحر قزوين الأسبوع الماضي، وآخر تطورات المفاوضات الجارية بخصوص الموضوع النووي الإيراني.

ووصل وزير الخارجية الإيراني على رأس وفد الى العاصمة السورية اليوم السبت؛ حيث كان في استقباله نظيره السوري فيصل المقداد.

وتحدث أميرعبداللهيان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المقداد، عن أهداف زيارته الحالية للجمهورية العربية السورية.