هل يُحقق بايدن بنصف ساعة ما عجز عنه سابقوه خلال سنوات؟

هل يُحقق بايدن بنصف ساعة ما عجز عنه سابقوه خلال سنوات؟
الخميس ١٤ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٨:٣٦ بتوقيت غرينتش

تُعد زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة، الخامسة لرئيس أمريكي خلال السنوات الماضية، والزيارة الأولى والأقصر من بين الزيارات السابقة، والتي كان آخرها زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة عام 2017، ويعتزم "بايدن" لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لنحو 33 دقيقة، من 3 أيام يمضيها في كيان الاحتلال.

العالم - فلسطين

ويستبعد الفلسطينيون أن تحقق هذه الزيارة أي تقدم على مستوى قضيتهم أو ملف المفاوضات المعلق، أو أن تحقق تحركاً واختراقاً سياسياً في المرحلة الحالية، والتي تشهد تجاذباتٍ إقليمية أهمها الملف الإيراني، وفرض إجراءات بالقوة ضد إيران تضمن أمن "الكيان الإسرائيلي".

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي هاني المصري: "إن القضية الفلسطينية ليست من أولويات بايدن، ويتم التعامل معها وكأنها قضية داخلية إسرائيلية تتعلق بالأمن والاقتصاد"، وفق تقديره.

وأشار المصري إلى أن أقصى ما تهدف إليه الزيارة "الحفاظ على الوضع الراهن السيئ جدًا للفلسطينيين ومنع تفاقمه، وصولًا إلى منع انهيار السلطة التي من المهم بقاؤها واستمرار دورها في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وعن الهدف الرئيس للزيارة، نوه المصري إلى أنه "يكمن في وقف تراجع شعبية إدارة بايدن عشية الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي جراء غلاء الأسعار، والتضخم الأميركي، وتعويض الطاقة الروسية وتحديدًا النفط والغاز".

وأضاف أما "الهدف الآخر، فهو دفع عجلة التطبيع العربي مع (إسرائيل)، واستكمال عملية دمجها في المنطقة، عبر التوصل إلى اتفاقات أمنية وعسكرية واقتصادية، لن تصل على الأغلب إلى (نيتو عربي) بقيادة الولايات المتحدة و(إسرائيل)، ذلك لأن واشنطن لا تريد أن تلزم نفسها بالدفاع عن أمن الدول المرشحة للانضمام إلى هذا الحلف، ولأن بعض هذه الدول، وخصوصًا السعودية ليست ناضجة، سواء للتطبيع الكامل، أو لحلف عسكري أمني كامل".

ويتوقع المصري أن "يقطع بايدن أثناء زيارته نصف الطريق أو أكثر نحو الاعتراف بولي العهد السعودي محمد بن سلمان (ليكون ملكا على بلاده خلفا لوالده الملك سلمان) وسحب تحفظاته على السعودية التي دعا لنبذها بسبب جريمة قتل جمال خاشقجي (2018) والانتهاكات لحقوق الإنسان، مقابل قطع السعودية لمسافة ملموسة نحو التطبيع مع (إسرائيل)، وزيادة إنتاجها النفطي"، على حد قوله.

ويتفق الكاتب محمد رمضان مع المصري في أن هدف الزيارة دعم كيان الاحتلال بقوله: "سيعزز الرئيس الأمريكي دعم الكيان اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، ويستكمل تطبيع العلاقات العربية الصهيونية، ودعم اندماج الكيان في المنطقة بشكل أوسع، وكذلك تحريك الملف السياسي بين السلطة والكيان، ودعم (حل الدولتين) على حد زعمهم من دون ممارسة أي ضغوط على حكومات الاحتلال".

ونوه رمضان إلى أنه على "الصعيد الفلسطيني فإن السلطة الفلسطينية تنتظر هذه الزيارة بكل شغف حيث أنها تأتي بعد العزلة السياسية التي تعيشها، والوضع الصحي لرئيس السلطة محمود عباس، وعدم سيطرتها على مناطق في الضفة المحتلة، واستباحة أراضي الضفة من قبل قوات الاحتلال".

ويرى رمضان أن "هدف السلطة من هذه الزيارة كما سابقاتها من زيارات رؤساء الولايات المتحدة للمنطقة، البحث عن امتيازات شخصية لقيادتها تؤهلهم لمناصب قادمة بعد التغييرات السياسية المتوقعة في مرحلة ما بعد عباس، وتزكية الشخصية البديلة والمرضي عنها أمريكياً وإسرائيلياً" على حد تعبيره.

ويرى رمضان أن المطلوب من الفصائل الفلسطينية "تعرية هذه الزيارة وكشف زيفها، ومناشدة كل الأطراف لمقاطعتها، وتحميل الأطراف المشاركة نتائج هذه الزيارة على القضية الفلسطينية، فهدفها فقط الحفاظ على المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة".

ووصل الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس الأربعاء إلى كيان الاحتلال في مستهل زيارته للشرق الأوسط، سيتخللها زيارة للأراضي الفلسطينية والسعودية. وفق "قدس برس".

فلسطين اليوم

كلمات دليلية :