في لقاء خاص مع قناة العالم ..

السفير الإيراني: لا نسمح لأي جهة بأن تخل بتعاوننا مع روسيا

الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

أكد السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي أن توجهات ايران باتت قريبة جدا من توجهات روسيا فيما يخص القضايا الدولية، مشددا على أن إيران لا تسمح لأي جهة أخرى أن تخل بالتعاون الايراني الروسي.

العالم - من طهران

وفي لقاء خاص مع قناة العالم الإخبارية أكد كاظم جلالي أن قمة طهران قد حققت انجازات كثيرة، فيما تم عقد لقاءات جيدة لاسيما مع الجانب الروسي لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات.

ولفت إلى أن الدول الثلاث المشاركة في القمة توصلت إلى استنتاج مفاده أن حل الأزمة السورية هو التفاوض والمشاورات السياسية.

ووصف جلالي قمة جدة وحضور بايدن في المنطقة بالاستعراضيان، وقال إنهم فشلوا في مشاريعهم الخاصة بالمنطقة حيث أرادوا التنفيس عن الكيان الصهيوني وتشجيع حكومات المنطقة للتوجه نحو هذا الكيان.

وفيما أشار إلى أن توجهات طهران باتت قريبة جدا من توجهات موسكو فيما يخص القضايا الدولية، شدد على أن إيران لا تسمح لأي جهة أخرى أن تخل بالتعاون هذا.

ولفت إلى أن الغربيين والأميركان يحاولون تقديم تحليل خاطئ للعلاقات بين إيران وروسيا، مشدداً على أن طهران تتعامل مع الصين وروسيا على أساس استقلال والقوة ومكانة ودور إيران.

وصرح جلالي أن الغرب لا يريد أن تكون هناك علاقات بين إيران مع جارتها الشمالية، حيث أن تكوين هذه العلاقات يمكن أن يؤثر على مستقبل النظام الإقليمي والعالمي.

وإليكم نص اللقاء الكامل لقناة العالم مع السفير جلالي:

العالم: قبل يومين شهدنا في العاصمة الإيرانية طهران عقد قمة ثلاثية بين إيران وروسيا وتركيا.. ما هي أهم المحاور التي تم مناقشتها في هذه القمة؟

جلالي: كما ذكرتم، عقد الاجتماع السابع للدول الضامنة لمسار أستانا أمس في أفضل صيغة في طهران، كان من المفترض عقد هذا الاجتماع قبل هذا الوقت، لكن تم تأجيله بسبب جائحة كورونا.. وانعقد اجتماع بنجاح أمس ونوقشت مختلف القضايا المتعلقة بسوريا.

إحترام السيادة السورية، عدم تدخل الأجانب في الشؤون الداخلية لهذا البلد وانسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات وانتشار قوات الحكومة السورية في هذه المنطقة والسيادة عليها، كانت من بين الموضوعات التي أثيرت في اجتماع أمس.

وأكد الطرفان أن الحل العسكري في سوريا غير مجدي، ويجب التشاور والتفاوض السياسي في مختلف المجالات وأن الحرب ليست هي الحل للأزمة السورية.

ودعم الطرفان عقد اجتماعات اللجنة الدستورية السورية وصولا إلى آلية جيدة لكتابة دستور جديد.

وفي ظل الوضع الراهن، تم التأكيد على تعزيز الحكومة السورية والجهود المبذولة لتخفيف معاناة أبناء هذا البلد بسبب القضايا الاقتصادية والعقوبات فضلا عن قضية التصدي للإرهابيين.

العالم: خلال أعمال قمة طهران الثلاثية وفي البيان الختامي للقمة أكدت الدول الثلاث على ضرورة اعتماد الحلول السياسية لحل التوترات الحدودية بين تركيا وسوريا، هل هذا يعني أنه تم التوصل إلى حل للحؤول دون أي حرب جديدة على الحدود السورية التركية؟

جلالي: توصلت الدول الثلاث إلى استنتاج مفاده أن حل الأزمة السورية هو التفاوض والمشاورات السياسية، وأكد قائد الثورة المعظم خلال لقائه بالرئيس التركي أردوغان أن الحفاظ على وحدة أراضي سوريا أمر مهم للغاية وأي هجوم عسكري في شمال سوريا سيكون بالتأكيد على حساب تركيا وسوريا والمنطقة بأكملها ولصالح الإرهابيين.

على أي حال، الناس الذين يعيشون في المناطق الكردية يجب أن لا يلاموا ويريدون الحفاظ على هويتهم، والتصور بأن الأكراد إرهابيون خاطئ، وبالتالي فإن الحل الرئيسي هو سياسي، ونأمل بان لا يرتكب هذا الخطأ ولا تحدث أي عمليات عسكرية داخل سوريا.

العالم: تزامنت زيارة الرئيس الروسي إلى طهران إلى حد ما مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وكانت هناك قمة طهران وقمة جدة، هل ما حدث كان مصادفة أم كانت هناك رسائل؟

جلالي: لا بالطبع كانت هذه مصادفة، اتفق رئيس الجمهورية على هذا الموعد خلال لقائه مع بوتين في تركمانستان، وأكد وزير الخارجية الموعد خلال زيارته إلى تركيا مع الرئيس التركي.

قمة جدة وحضور بايدن في المنطقة كان استعراضا، لقد فشلوا في مشاريعهم الخاصة بالمنطقة وأرادوا التنفيس عن الكيان الصهيوني وتشجيع حكومات المنطقة للتوجه نحو هذا الكيان، رغم أن الجميع يعرفون بأن الكيان الصهيوني ليس كيانا يمكن التوصل معه إلى خطة سلام وهذه السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقد أعلنا عنها بصراحة.

قمة طهران حققت انجازات كثيرة وعقدت لقاءات جيدة لاسيما مع الجانب الروسي لتعزيز العلاقات في مخحتلف المجالات.

العالم: باعتباركم سفير إيران لدى روسيا ماذا كانت المحاور التي تم مناقشتها بين الجانبين الإيراني والروسي؟

جلالي: تمت مناقشته مجالات مختلفة، جزء منها يتعلق بمجال العلاقات الدولية، حيث توجهاتنا باتت قريبة جدا من توجهات روسيا فيما يخص القضايا الدولية، لأننا كنا ضد الأحادية الأميركية منذ القديم، ونعتقد بأن هذه الأحادية هي نوع من الديكتاتورية على الساحة الدولية، ويسعدنا اليوم أن روسيا اقتربت من هذا التوجه ونرى أن الروس أنفسهم قد توصلوا إلى هذا الاستنتاج، كما توصلوا إلى نفس النتيجة فيما يخص القضية الأوكرانية، ففيما يخص القضية الأوكرانية كان الروس يعتقدون أن الوعد الذي قطعه الأميركان والغرب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بأنهم لن يتخطوا جدار برلين كان كذبة.

وكما قال السيد بوتين، فإنهم كانوا ينوون توجيه خمس صدمات، للتوغل في الشرق والتقدم نحو روسيا وإضعاف روسيا، وأظهروا أنهم في الواقع لا يدعمون روسيا القوية والمستقلة ويسعون لإضعافها، وهذا ما حدث في الماضي واختبرته الجمهورية الإسلامية الإيرانية القوية والمستقلة وهذا هو سبب مواجهتهم مع الجمهورية الإسلامية، لأن الأميركيين يقسمون دول العالم إلى فئتين أمام أنفسهم، إما أن هناك دول تصغي لأميركا وتخضع لها، أو هي خادمة لأميركا. فإن لم تكن تابعا لأميركا ولا تصغي لها، سيتم إدراجك تلقائيا في قائمة أعداء أميركا.

أي لا توجد على القائمة الأميركية سوى هاتين الفئتين، وهذا ما توصل إليه الروس أيضا حاليا، إذا نحن قريبون من بعضنا البعض من حيث التوجهات الدولية. وقد تعزز هذا التقارب خلال السنوات الماضية فيما يخص التوجهات الإقليمية، بما في ذلك موضوع مكافحة الإرهاب والعمل الناجح الذي قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا في سوريا وتصدينا للإرهابيين.

الجزء الثالث من تعاوننا يعود إلى المجالات الأخرى مثل، المجال الأمني، المجال العسكري، وخاصة المجالان الاقتصادي والثقافي مهمان للغاية. على أي حال، نحن دولتان متجاورتان، نحن دولتان مهمتان، يجب أن يرتفع مستوى التبادل الاقتصادي بيننا، روسيا بلد يستورد سلعا بقيمة مئات الملايين من الدولارات. على سبيل المثال، في عام 2021، كانت قيمة الواردات الروسية 297 مليار دولار. قبل حرب أوكرانيا، كانت 58 ٪ من التجارة الروسية مع أوروبا، حوالي 20٪ مع الصين، والـ 22٪ البقية من التجارة كانت مع رابطة الدول المستقلة (CIS)، ومع الولايات المتحدة ودول أخرى. وقد تضرر جزء كبير من هذه النسبة البالغة 58٪ بشكل خطير جراء العقوبات، ونتيجة لذلك فهي فرصة جيدة للغاية للبلدين للاقتراب من بعضهما البعض.

والأهم من ذلك أن حكومتنا الجديدة في الجمهورية الإسلامية وحكومة السيد بوتين تتوفر لديهما الارادة الجادة لتوسيع العلاقات، وهي فرصة ذهبية بيننا وبين روسيا لتوسيع علاقاتنا في المجال الاقتصادي، لذلك، في هذا القطاع، وضعنا خططًا محددة لأنفسنا، على سبيل المثال، الأول هو أنه في قطاع الترانزيت، يجب أن نتابع أعمالنا بشكل جاد، وخلال الفترة الاخيرة، انطلق أول قطار من شرق إينتشه برون مع 39 عربة وتوجه من إيران إلى الهند. وهذا يعني تجربة ناجحة و أن علينا تقوية واستكمال الممرات.

في ممرنا الغربي، رشت أستارا هناك حلقة مفقودة هي خط سكة حديد يجب أن نكمله، وقد أكد رئيسنا الموقر والسيد بوتين، وقد اثير هذا الموضوع خلال اللقاء مع قائد الثورة بأنه يمكننا إكمال هذا الخط بشكل أسرع. وفي مجال الملاحة البحرية ايضا، علينا تعزيز أسطولنا البحري وتحديث موانئنا. البنية التحتية الثانية لدينا هي البنية التحتية النقدية والمصرفية، وفي هذا المجال قام الدكتور صالح آبادي، رئيس البنك المركزي، بزيارة إلى روسيا، حيث تم إجراء محادثات جيدة للغاية، ويتم توفير البنية التحتية، وتوصل البلدان إلى اتفاقيات جيدة للغاية، سواء من حيث الاتفاقية النقدية أو استخدام SWIFT بين البلدين.

وكذلك في مجال استخدام العملات المحلية، والتعامل بالروبل داخل البلد والاستفادة من مواردنا المالية الخاصة في البلدان الأخرى.

البنية التحتية التالية هي المناقشة اللوجستية التي نعمل عليها. والبنية التحتية التالية هي موضوع الجمارك حيث قام رئيس الجمارك الإيرانية بزيارة إلى روسيا ونحن على وشك التوصل إلى تفاهمات لاسيما بين إيران وروسيا وأذربيجان، لكي نتمكن من تسريع عملية نقل البضائع. كانت هذه أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها على المستوى الثنائي.

العالم: في إطار التعاون الإيراني الروسي، قبل أيام كان هناك تصريح وموقف من قبل الإدارة الأميركية وبالتحديد من قبل البنتاغون بأن الجانب الروسي ينوي شراء طائرات مسيرة من إيران وبعد ذلك أعلن المتحدث باسم البنتاغون بأن وفدا روسيا قام مرتين بزيارة إلى إيران لشراء هذا الطائرات، هل تؤكدون أو تنفون ذلك؟

جلالي: هذه نقاشات لا يمكن نفيها أو تأكيدها، على أي حال نحن دولتان تتفاعلان وتعملان معا في مجالات مختلفة، ربما تكون هناك مجالات لانريد أن يعلم بها الآخرون، من حق أي بلد أن يتعاون في هذا المجال، لذلك نحن والروس نتعاون ونعمل مع بعضنا البعض في مجالات مختلفة، ونعتقد أن هذه المجالات مرتبطة بقضايا ثنائية، ولا نسمح لأي جهة أخرى أن تخل بتعاوننا هذا. طبعا، يحاول الغربيون والأميركان تقديم تحليل خاطئ للعلاقات بين إيران وروسيا، وهم بالمناسبة مخطئون لأن الشعار الأول لهذه الثورة كان الاستقلال والحرية، وبالمناسبة فإن الأول الكلمة التي استخدمها الناس كانت كلمة الاستقلال.

كان ذلك لأننا مررنا بفترة، على الرغم من أننا كنا دولة مستقلة، إلا أننا كنا نخضع للهيمنة الجائرة من قبل حكومتنا والاستعمار، إذا الثورة الإسلامية الإيرانية هي في الأساس رد فعل على السعي وراء الاستقلال، لقد دفعنا ثمن استقلالنا لمدة 43 عاما. نحن نواجه أي قوة وأي دولة من أجل حماية استقلالنا ولن نتنازل عنه، لكننا نحافظ على تواصلنا ولدينا علاقاتنا الخاصة.

نحن نتفهم سبب إثارة الغربيين لهذه القضايا اليوم. السبب واضح جدا لأن الغرب اليوم يمر بفترة ضعف خاصة به، والشيخوخة والكسل واضحان تماما في الغرب. يتم تشكيل قوى جديدة. تبلورت قوة اقتصادية جديدة مثل الصين، وهي في طور التقدم على الأميركيين، وإلى جانب ذلك فإن الروس باعتبارهم دولة قوية بدأوا يتخذون شكلا جديدا. الجمهورية الإسلامية أيضا هي دولة قوية جدا أثبتت نفسها. بطبيعة الحال، فإن تحالف إيران وروسيا والصين مؤلم للغاية بالنسبة للغرب، ومن هنا فإنهم يثيرون بروباغاندا إعلامية وينشرون أخبارا كاذبة من الأساس، لإثارة قضايا كاذبة لا يمكن إلصاقها بالجمهورية الإسلامية أساسا.

العالم: قال الرئيس الأميركي جو بايدن في تصريحات له بقمة جدة أن واشنطن لن تترك المنطقة ولن تسمح لروسيا وإيران والصين بأن تملأ الفراغ، هل بإمكان تحالف إيران وروسيا والصين أن يقدم نموذجا جديدا للتحالفات في المنطقة؟

جلالي: في الواقع أن تصريح بايدن القاضي بان أميركا لن تغادر المنطقة ولن تسمح للصين وروسيا وإيران أن تحل محلها يظهر أنهم فشلوا، فالأميركيون موجودون في منطقتنا منذ عقود وفشلوا، على سبيل المثال كانوا متواجدين في أفغانستان بكل حرية على مدى 20 عاما، ثم قالوا إننا نريد بناء حكومة هنا، لكن ماذا حدث في أفغانستان، بأي حال رحلوا عن هذا البلد؟!

كانوا متواجدين في العراق، فماذا فعلوا؟! ورّطوا أهل العراق وإدخلوا الإرهابيين إلى هذا البلد؟ ما هو الوضع الذي خلقته أميركا في سوريا واليمن؟ أينما تواجد الأميركيون، إما دخل الإرهابيون من بعدهم أو خلقوا مشاكل كثيرة للناس، نعم، بإمكان أميركا أن لا تغادر المنطقة، لكن يجب أن تعلم أن وجودها سيقابل بردة فعل من قبل الشعوب.

أميركا لديها تناقض في سياستها الخارجية، فمن ناحية تقول أن الديمقراطية ظاهرة جيدة للغاية، ومن ناحية أخرى فهي تدعم أكثر الحكومات ديكتاتورية، من ناحية تقول أن حقوق الإنسان جيدة، ولكن من ناحية أخرى تدعم الحكومات الأكثر معارضة لحقوق الإنسان وتبرم العقود معها وتقدم المساعدة العسكرية لها.

لكننا لا نخفي حقيقة أن لدينا علاقات مع الصين وروسيا، نعم، نحن نتعامل مع الصين وروسيا على أساس استقلال والقوة ومكانة ودور إيران.

العالم: فيما يخص التقارب الإيراني الروسي، هناك من يقول أن هذا التقارب جاء بسبب الحرب في أوكرانيا وإن انتهت هذه الحرب فربما لن تبقى هناك الإرادة اللازمة لدى روسيا لمثل هذا التقارب مع إيران، ما رأيكم؟

جلالي: لا يمكننا إصدار حكم مسبق، في السياسة يجب أن يستفيد المرء دائما من الفرص المتاحة، على أي حال نشأت فرصة الآن ويمكن استثمارها.

أساس السياسة هو أنه إذا عززنا علاقاتنا الاقتصادية، فمن الطبيعي أن تكون العلاقات أكثر استقرارا، وعادة ما يتم إنشاء العلاقات السياسية بابتسامة وتختفي بعطسة؛ بالمناسبة، من المجالات التي لدينا ضعف فيها هو أنه ليس لدينا علاقات اقتصادية وثقافية قوية مع روسيا، ونحن بحاجة إلى تعزيزها في هذا المجال. الآن اتيحت لدينا الفرصة للقيام بذلك، إذا نشأت حاجة مشتركة، إذا تم تنفيذ ممر الشمال –جنوب، ممر الشمال -جنوب يعني أن البضائع القادمة من شرق آسيا تمر من إيران وأذربيجان وروسيا، أو تمر من إيران وتركمانستان وكازاخستان وروسيا إلى أوروبا ؛ هذا الممر يصبح حلقة وصل بين الدول ويعزز الأمن داخل المنطقة، وفي هذا الوضع الذهبي الذي نشأ علينا القيام بأمور استراتيجية في البلاد والمنطقة وفي العلاقات مع روسيا حتى يتم ترسيخ هذه العلاقات.

العالم: خلال زيارة الرئيس الروسي إلى طهران تم الحديث عن مناقشة الملف النووي الإيراني، ما هي الموضوعات التي تم التطرق إليها خلال اجتماعات المسؤولين الإيرانيين والروس؟

جلالي: في المؤتمر الصحفي للسيد بوتين، رأيتم بأن الرئيس الروسي أكد على ضرورة حسم موضوع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ورفع العقوبات عن إيران، وفي المحادثات مع الجانب الروسي، دعموا دائما مفاوضات ومبادرات الجانب الإيراني، طبعا خلال الأشهر الأخيرة حاول الغربيون الإيحاء بأنه في حال عدم توصل المفاوضات إلى نتائجها المرجوة، فإن جزءا من ذلك هو بسبب الروس.

العالم: وأنتم تنفون ذلك.

جلالي: نعم، فلو كانت مفاوضاتنا مع الجانب الغربي قد انتهت وقال الجانب الروسي لا، لا أوافق على هذه النتائج، فيمكن الحكم على أن الجانب الروسي عرقل مسار المفاوضات، لكنكم تعلمون هناك قضايا متبقية والجانب الغربي لم يتمكن من حلها بعد.

في فترة ما، جاؤوا وأثاروا قضية أن الروس في الأساس لا يريدون أن تصل خطة العمل الشاملة المشتركة إلى نتيجة، نحن لا نوافق هذا الرأي، فقد ذهب السيد أميرعبداللهيان إلى موسكو في نفس الفترة الزمنية وأجرى محادثات مسهبة مع السيد لافروف وأعلن السيد لافروف أعلن صراحة في المحادثات وفي المؤتمر الصحفي، بانهم شاركوا بفاعلية في محادثات الاتفاق النووي ودعموا مبادرات الجانب الإيراني واعتبروا أن خطة العمل الشاملة المشتركة هي أفضل طريقة لاتخاذ هذا المسار.

نحن نعتقد أن الإعلام الغربي قوي وينقل المحتوى بسرعة ويستبدله بالحقيقة، وبتعبير السيد بوتين، فان الديكتاتورية الإعلامية التي أنشأوها تحولت إلى ديكتاتورية أكاذيب. إنهم لا يريدون أن تكون هناك علاقات بين إيران مع جارتها الشمالية، فتكوين هذه العلاقات يمكن أن يؤثر على مستقبل النظام الإقليمي والعالمي.

العالم: اشرتم إلى أن الدول الغربية وأميركا تعارض تنمية وتعزيز العلاقات الإيرانية الروسية، سعادة السفير ما هي التحديات التي تواجه هذه العلاقات؟

جلالي: القضايا الرئيسية التي يمكن أن تهدد العلاقات بين إيران وروسيا هي أن علاقاتنا بحاجة إلى تعزيز في أبعادها الاقتصادية والثقافية. الآن إرادة الحكومتين مبنية على توسيع العلاقات. لم يكن هذا هو الحال في الماضي، وواجهت هذه القضية كلا البلدين، بما في ذلك روسيا، ولم يكن الروس متحمسين لتوسيع العلاقات الاقتصادية مع إيران. تشير حالة التفاعلات في الموانئ والمعابر والطرق الحدودية بين البلدين في الماضي إلى العلاقات الاقتصادية المحدودة بين البلدين.

لكن الآن وخلال الأشهر القليلة الماضية نرى أن الجانبين يتحركان في هذا الاتجاه لتوسيع الطرق والمعابر الحدودية والأساطيل البحرية، و هذا التغيير في النهج هو ما حدث مؤخرا ولم يكن هكذا من قبل. الآن مشكلتنا الرئيسية هي أن العلاقات الإنسانية بين البلدين ليست واسعة جدا. يقال إن هناك حوالي مليون ونصف المليون إيراني في أميركا، أو هناك حوالي 5 ملايين إيراني في أوروبا، ومعرفتنا بهذا المجال مقبولة، ولكن عن مكان مثل روسيا، حيث إذا استقليت طائرة من طهران، ستكون في روسيا خلال 3 ساعات ونصف الساعة، هناك تصور بأن روسيا هي مكان بعيد، لأن العلاقات الإنسانية بين البلدين ليست قائمة كما ينبغي.

في بلاد مثل روسيا التي تبلغ مساحتها 17 مليون و 300 ألف كيلومتر مربع، هناك حوالى 8 آلاف إيراني فقط، من بين هؤلاء الثمانية آلاف نسمة، 60 في المائة منهم طلاب. لذلك، ليس لدينا عدد كبير من الإيرانيين داخل روسيا، لذلك لا نعرف جيدا تطورات وقضايا روسيا. بمجرد أن نقول روسيا، فإن أذهاننا تنتقل إلى الحقبة القيصرية، إلى الحقبة الشيوعية ولا تنتقل إلى العصر الحديث لروسيا.

نحن لدينا قنات "برس تي في" الناطقة باللغة الإنجليزية، قنات "العالم" الناطقة بالعربية، لدينا قناة باللغة الإسبانية، ولكن ليس لدينا قناة أو حتى برنامج تلفزيوني صغير باللغة الروسية لتعريف إيران إلى روسيا ولكي يتعرفون على بلدنا والعكس.

وجودهم أيضا في إيران ضعيف جدا، ومن ناحية أخرى، هم أيضا ليس لديهم قناة أو برامج باللغة الفارسية يمكن أن تساعدهم على معرفة إيران، ونحن غرباء عن بعضنا البعض من حيث تطوير اللغة. لذلك، ليس هناك الكثير من التفاهم المتبادل بين الشعبين، وهذه القضية من التهديدات التي تواجهها العلاقات بين البلدين، ويجب أن نكون قادرين على حل هذه القضية، وبطريقة ما، توسيع العلاقات الثقافية واللغوية والسياحية. هذه القضايا يمكن أن تكون مؤثرة جدا في مستقبل العلاقات.

العالم: عندما تتحدثون عن أهمية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران وروسيا، ما هي المجالات التي يمكن أن تستفيد منها إيران وتصدر المنتجات والسلع والبضائع إلى روسيا؟

جلالي: هناك فرص جيدة للغاية الآن لتوسيع العلاقات الاقتصادية بين رجال الأعمال في البلدين، رجال الأعمال الإيرانيين لا يعرفون روسيا جيدا. الآن، تبلغ واردات روسيا 297 مليار دولار، وإذا وضعنا واحدا في المائة من هذا المبلغ كحصة لنا، فستكون حوالي 3 مليارات دولار، وإذا أردنا أن نأخذ 2 في المائة فقط من هذا السوق، فسيكون حوالي 6 مليارات دولار. بينما الآن حصتنا من السوق الروسي تبلغ حوالي مليار دولار فقط.

تتركز واردات روسيا في مجالات مثل مواد البناء، بما في ذلك الأحجار والسيراميك والحنفيات وأدوات البناء الصحية. إعتاد الروس على استيراد هذه البضائع من أوروبا، لكن الطريق الآن مغلق وهم في أمس الحاجة إلى هذه البضائع، ويجب أن يتمكن رجال الأعمال الإيرانيون من الحصول على حصتهم في هذا السوق بسرعة.

إلى جانب هذا الموضوع، هناك حاجة السوق الروسية للملابس التي كانت تستورد نحو 7 مليارات و 900 مليون دولار منها كل عام، والآن الطرق مغلقة. بالطبع، ليس لدينا القدرة على إنتاج هذه الكمية من الملابس ولا تصديرها، ولكن يمكننا أن نأخذ قدرا معينا من هذا السوق كحصتنا.

بالإضافة إلى هذه القضية، هناك حاجة الروس الماسة إلى الروبيان والأسماك. وكذلك الحال في قطاعات الألبان والفواكه المجففة والخضروات والحقائب والأحذية والجلود، ففي قطاع الحقائب والأحذية والجلود، تبلغ وارداتها نحو 4.5 مليار دولار، نحن في إيران، لدينا القدرة على تلبية احتياجات السوق الروسية في العديد من المجالات الأخرى، بالإضافة إلى ما قيل.

فيما يخص سياسات "الاقتصاد المقاوم" التي أقرها قائد الثورة الإسلامية، لدينا عبارة تقول "يجب أن يتجه الاقتصاد الإيراني نحو اقتصاد داخلي منتج ومنفتح "، مما يعني أنه يجب أن ينتج داخليا وأن يكون قادرا على إنتاج منتجات عالية الجودة وجيدة وأيضا أن يكون قادرا على التصدير للخارج، الآن، ونظرا لانفتاح السوق الروسي علينا، يمكننا اتخاذ خطوات جيدة في هذا المجال.

العالم: نظرا إلى إرادة البلدين على صعيد تطوير العلاقات السياسية، هل ستكون هذه المسألة مؤثرة في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وروسيا؟

جلالي: أعتقد أن هذه قضية مهمة للغاية، ونحن كسفارة جمهورية إيران الإسلامية في روسيا، بذلنا أقصى جهدنا في المجال الاقتصادي، ونعتقد أن هذه فرصة جيدة للغاية يجب أن نستثمرها. بالطبع ليس فقط من أجل المنفعة الاقتصادية، بل لتحقيق علاقة متوازنة ومستقرة بين البلدين المهمين إيران وروسيا في المنطقة.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..

كلمات دليلية :