فضل الله: اميركا تحاول الانقضاض على الثورات

الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١١
١٠:٥٨ بتوقيت غرينتش
فضل الله: اميركا تحاول الانقضاض على الثورات اكد خطيب صلاة الجمعة في بيروت السيد على فضل الله ان الادارة الاميركية لا تزال تتلمس السبيل للانقضاض على التحرّكات والثورات العربية واحتوائها بشتى الطرق وتوجيهها وفق مصالحها السياسيَّة.

واضاف السيد علي فضل الله خلال خطبتي صلاة الجمعة في جامع الامامين الحسنين في حارة حريك بضاحية بيروت ان اميركا في نفس الوقت تترك الأبواب مشرعة أمام كيان العدو لمواصلة حصار غزة والعدوان على أهلها، والتواطؤ مع أكثر من محور إقليمي ودولي لمنع دخول سفن الناشطين الدوليين إليها، في الوقت عينه الّذي تتواصل فيه حملات الاعتقال الصهيونيّة والاعتداء على الفلسطينيّين في الضفّة والقدس..

واكد خطيب صلاة الجمعة انه من المضحك والمبكي في آنٍ، أن رئيس الكيان الصّهيوني شيمون بيريز، الّذي ارتكب أبشع المجازر في قانا، والّذي يحمل تاريخاً أسود من المجازر المرتكبة بحقّ العرب واللّبنانيين والفلسطينيين، يصف أحد المسؤولين العرب بالسفاح، وينصّب نفسه كمدافع عن حقوق الشعوب العربية، وهو الّذي أحرق الحجر والبشر، واحتل الأرض، وشارك في دفن المئات من العرب وهم أحياء، بينما تمتلئ سجون كيانه بآلاف الفلسطينيين الّذين لا يتحدث ما يسمى بالمجتمع الدّوليّ عن مأساتهم ومعاناتهم المستمرّة.

واضاف إننا "في الوقت الّذي نتطلع باعتزاز إلى صحوة الشعوب العربية، وسعيها للتخلص من جلاديها ومن الدّيكتاتوريات المدعومة غربيا وأمريكيا، والّتي كانت السبب في استكمال العدو لمخططاته داخل فلسطين المحتلّة وعلى مستوى المنطقة، ندعوها مجددا لفهم اللعبة الّتي تريد إجهاض ثوراتها، وقطع الطريق على محاولة تشويه حركتها باعتماد أوصياء دوليين أو إقليميين كانوا هم السبب في مأساتها ومعاناتها قبل غيرهم".

واوضح الشيد فضل الله: "وفي موازاة ذلك، لا بد للمسلمين والعرب من الالتفات إلى حجم الهجمة الكبرى الّتي لا تستهدف كياناتهم وثرواتهم فحسب، بل تستهدف إسلامهم وانتماءهم الدّيني وجالياتهم وانتشارهم العالمي، وليست الجريمة الوحشية الّتي ارتكبت في النَروج وذهب ضحيتها العشرات، والّتي أعلن مرتكبها أنَّه يستهدف الإسلام والمسلمين ومن يدافع عنهم، إلا صورةً من هذه الصّور الّتي يُراد لها أن تتعمَّق في الوجدان الغربيّ وفي الموقف العام من المسلمين".

واضاف :"مع أن هذا السفاح الذي ارتكب هذه الجريمة، يعلن صراحة عن ولائه للصهيونية وعشقه لكيان العدوّ، ويتحدّث عن "وحشية الإسلام وأحقية الحرب الصليبيّة"، إلا أننا نرى إصراراً من الإدارات الغربية على عدم معالجة هذه الظّاهرة، وإدارة للظهر للحالات المتفشية في المجتمعات الغربيّة التي تعتمد فيها سياسة التّمييز العنصري ضد المسلمين".

وتابع قائلا: "إننا نعتقد أن الحرب الّتي أعلنت في دوائر الغرب على الإسلام، واتهامه بالإرهاب، والإساءة إلى رموزه الأساسية، ولا سيما ما تعرض له رسول الإسلام(ص) من تشويه صورته، إن هذه الحرب يروج لها الإعلام الغربي، عبر تصوير الكيان الصهيوني بأنه ضحية الإرهاب العربي والإسلامي".

واكد خطيب صلاة الجمعة في بيروت : إلى جانب توجيه الأنظار إلى خطر الجاليات الإسلامية على الواقع الديمغرافي للغرب وعلى مستقبله على المستوى الديني، إن كل هذا يهدف إلى التغطية على ظاهرة التطرّف اليميني في الغرب، وتحديداً في النروج".

ودعا فضل الله دوائر الغرب ومواقعه السياسية والإعلاميّة، إلى "إعادة النظر في سياساتها، وتبيان الفارق ما بين الإسلام والإرهاب، كما بين الإرهاب ومقاومة العدو الصهيوني، فمقاومة الشعب الفلسطيني للكيان الغاصب أرضه، ليست اعتداء على الكيان الصهيوني، بل هي مقاومة لاستعادة الحقوق المغتصبة".

كما دعا إلى اعتبار وجود الجاليات العربية والإسلامية في الغرب مظهرا لتنوع إيجابي لا سلبي، وخصوصا أن الدور الذي تقوم به هذه الجاليات، يقدم خدمات كبيرة للمجتمع الغربي، بالقدر نفسه الذي يخدمون به أنفسهم.

واضاف السيد علي فضل الله :"إننا وأمام هذا الحدث الخطير الذي بدأ يترك آثاره على أمن الدول الغربية، ندعو علماء المسلمين ومسؤولي الجاليات الإسلامية في الغرب، إلى التداعي لدراسة الأسلوب الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة، من خلال مشاركتهم بإزالة التشويه الّذي يطال فكرهم ووجودهم، وذلك باعتماد الطرق والأساليب الحكيمة والواعية الّتي تحفظ المسلمين في حقوقهم، وتحترم الآخرين ولا تعتدي عليهم".

اردف قائلا: "كما نؤكد على الجاليات الإسلامية أن يكون لها دورها الكبير في مواقع تواجدها ليكونوا شركاء حقيقيّين في تلك البلاد، لا ضيوفا طارئين عليها، وأن يقدموا من خلال سلوكهم وتعاملهم صورة الإسلام وقيمه وأخلاقه في مقابل كلّ الصّورة السلبيّة الّتي رسمت في أذهان الغربيين".

وتطرق سماحته الي الاوضاع في القرن الافريقي قائلا :"إلى جانب ذلك، نطل على المأساة الكبرى المتمثلة في المجاعة التي تطال القرن الأفريقي، وخصوصا الصومال، والتي تتهدّد أرواح الملايين بفعل الجفاف والأسباب الطبيعيّة من جهة، ومن خلال سياسة الهيمنة الدّوليّة التي عملت على إفقار هذه الشّعوب ونهب ثرواتها من جهة ثانية".

وتابع السيد فضل الله قائلا: إننا" نستغرب صمت العالم الإسلامي والدول الإسلامية والعربية الّتي تدفع مئات المليارات من الدّولارات للإدارات الغربيّة في صفقات السّلاح الكبرى وغيرها، بينما لا تتحمّل هذه الدول مسؤوليّاتها أمام النتائج المؤلمة التي تتسبّب فيها هذه المجاعة، والتي يسقط فيها الناس يوميّاً، دونما التفاتة إلى كلام رسول الله: "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم"، "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع".

وقال: نحن نتساءل، "لو لم يكن هؤلاء من المسلمين ومن مستضعفي العالم الثّالث، فهل كانت النظرة إليهم هي هذه، أو أنّ العالم كان سيتداعى لتوفير كل سبل الحماية لهم"؟.

0% ...

آخرالاخبار

ويتكوف يعلق على المفاوضات التي جرت في ميامي بشأن التسوية في أوكرانيا


الشيخ قبلان: الحكومة اللبنانية تهجم على لبنان بدلا من الهجمة على اسرائيل


مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو


حاطوم: الجيش اللبناني مُقيّد سياسياً ولا يُسمح له بمواجهة الإحتلال!


الفصائل العراقية.. حصر السلاح رهن بخروج قوات الاحتلال


احتجاجات في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو


حصار نفطي أميركي يشتدّ: ناقلة فنزويلية ثالثة تقع بقبضة واشنطن!


مصر تتحدث عن شروط المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة


اللواء موسوي: اغتيال اليهود مخطط اسرائيلي للايحاء بمعاداة السامية


جنوب اليمن وصراع النفوذ.. التحولات الميدانية وسيناريوهات المستقبل