مظلومية معتقلي الرأي في سجون البحرين.. الشيخ علي سلمان مثالاً

مظلومية معتقلي الرأي في سجون البحرين.. الشيخ علي سلمان مثالاً
الأربعاء ٢٧ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٩:٥٢ بتوقيت غرينتش

كل يوم تتكشف للعالم مهزلة قضاء النظام الخليفي في البحرين، ومهزلة التهم التي يلصقها بحق معتقلي الراي، الذين يزج بهم بالسجون وينكل بهم دون ادنى حق فقط لمجرد ممارستهم شعائرهم الدينية، حتى باتت انتهاكات هذا النظام عبئا على داعميه الغربيين وعلى راسهم بريطانيا، التي اخذت الاصوات ترتفع فيها من اجل وقف مهازل محاكمه وقمعه وتنكيله بمعتقلي الراي، والتي فاقت كل تصور.

العالم كشكول

الحقوقية والناشطة البحرينية إبتسام الصائغ، كشفت عن انقطاع أكثر من 200 سجين من المبنى 10 في سجن جو عن أسرهم لأكثر من أسبوع، لافتة إلى ازدياد الشكاوى ولا سيما مع لجوء إدارة السجن إلى استخدام القمع والقوة في التعامل مع المعتقلين السياسيين.

ويطالب الأهالي بتمكينهم من التواصل مع أبنائهم للاطمئنان عليهم، ولا سيما مع تقليص أوقات الزيارة ومنعها أحيانا من دون أسباب، إضافة إلى التضييق الممنهج الذي يعتمده مرتزقة السجون في أثنائها بحق الأهالي والمعتقلين.

الظلم الذي يمارسه النظام الخليفي ضد النخب السياسية والفكرية ومعتقلي الراي في البحرين، والاحكام القرقوشية التي يصدها ضد المعارضة، أثارت حفيظة وزير بريطاني، في حكومة المحافظين، الذي اعرب عن دعمه لمطلب الإفراج عن كافة السجناء السياسيين في البحرين وفي طليعتهم الأكاديمي البحراني المضرب عن الطعام منذ أكثر من عام عبدالجليل السنكيس.

ما دعا الغرب وخاصة بريطانيا بالذات الى الاعتراض ضد الانتهاكات الوحشية التي يمارسها النظام الخليفي في البحرين ضد المعارضة والتهم الظالمة التي يلفقها ويلصقها بهم، هو تعامل هذا النظام مع رمز كبير في المعارضة البحرينية السلمية، وصوتا معتدلا بشهادة الجميع، هو الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الذي حكم عليه القضاء الخليفي بالسجن المؤبد بتهمة في غاية الغربة وهي "التخابر مع قطر".

اما وجه الغرابة في التهمة، هو ان "التخابر" حصل بضوء أخضر من ملك البحرين نفسه، الذي سمح لقطر بالاتصال بالشيخ سلمان، من اجل ايجاد مخرج للازمة السياسية التي كانت تعصف بالبلاد عام 2011، وهذه الحقيقة كشف عنها وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني، بعد مرور نحو ثماني سنوات على الحكم الظالم على الشيخ سلمان، في لقاء مع برنامج "الصندوق الأسود" الذي بُث على تطبيق صحيفة القبس الكويتية. حيث اكد حمد بن جاسم ، انه ذهب الى البحرين بتنسيق مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق جيفري فيلتمان، ووزير الخارجية السعودي الأسبق سعود الفيصل، ووزير الخارجية البحريني السابق خالد آل خليفة، الذي أحيط علما بتواصل حمد بن جاسم المسبق مع الشيخ علي سلمان.

وكشف بن جاسم عن بعض تفاصيل لقائه ووزير خارجية السعودية الاسبق سعود الفيصل بملك البحرين في المنامة وقال، أنه أثناء تواجده برفقة سعود الفيصل عند ملك البحرين، استأذن منه مباشرة التوجه للقاء الشيخ علي سلمان، مشيرا الى أن ملك البحرين حاول ثنيه لكن لم يمانع ذهابه، فاستأذن بن جاسم الملك للخروج من المجلس لإجراء اتصال هاتفي بالشيخ علي سلمان لإبلاغه بقدومه، وحين عودته للمجلس بعد دقائق طلب منه الملك البحريني عدم التوجه لذلك اللقاء.

وتابع إنه حاول إقناع الملك لكن دون جدوى، وبعد ذلك اكتشف أن هناك قوات سعودية قررت المجيء إلى البحرين وأن الأمر نوقش (بين ملك البحرين ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل) أثناء إجرائه المكالمة خارج الاجتماع.

اذا كان هذا تعامل القضاء الخليفي مع شخصية مثل الشيخ سلمان، واذا كان هذا القضاء يلفق بهذا الشكل الوقح تهمة ويلصقها بالشيخ سلمان، ويحكم عليه بسببها بالمؤبد، ترى كيف حال معتقلي الراي الاخرين، في سجون النظام الخليفي، والذين يتعرضون لاحكام ظالمة، بينما لا يستحقون البقاء في السجن حتى ليوم واحد.