حفيد الشهيد عز الدين القسام يعلن براءته من السلطة الفلسطينية

حفيد الشهيد عز الدين القسام يعلن براءته من السلطة الفلسطينية
السبت ٣٠ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٤:٢٥ بتوقيت غرينتش

نشر احمد محمد عز الدين القسام، حفيد الشهيد الشيخ  عز الدين القسام الذي فجر استشهاده في معركة يعبد الشهيرة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 في صفحته في فيسبوك بيانا سماه اعلان براءة "1".

العالم - فلسطين

وأعلن القسام الحفيد فيه براءته من السلطة الفلسطينية وما آلات اليه الأوضاع فيها ومن سياساتها الداخلية والخارجية

وقال القسام الحفيد في منشوره “أسطر هذا الإعلان الموجه إلى جماهير شعبي الفلسطيني وبمداد ممزوج بالمرارة والألم والحسرة لما وصل إليه حالنا من فساد وضياع وانقسام ودكتاتورية وظلم وعمالة وتشتت وفلتان وانهيار… هذا الحال الذي لم يعد ممكنا السكوت عنه ولا القبول به تحت أي مبرر أو عذر وكي لا يسجل التاريخ علي، خاصة بعد اتضاح الرؤيا وزوال الغشاوة أني كنت جزءا منه أعلن براءتي التامة من هذا النهج وهذه السياسة والساسة داخليا وخارجيا ككل.. مبتدئا بالكلام والكتابة، إذ لم يعد يشرفني العمل في ظل هكذا قيادة غير واضحة الأهداف أو المعالم والتوجهات… قيادة دكتاتورية مترهلة فاسدة جاحدة عاقة عديمة الفائدة و الوفاء.. تبوء العميل وابن الروابط وتحارب الوطني والقومي والمقاوم، تفرش البساط الأحمر لأحفاد رابين وبيرس و كوهين ومن لف لفهم وتسحبه من تحت أقدام أبناء واحفاد الثوار والمناضلين ..تقلد الأوسمة لمن قد لا يستحقها و تحجبها عمن صنعت له أصلا…تمنح الامتيازات من أراضي وسفارات ورتب وتغدق بالعطايا والمنح والمناصب على من يهدد ويتوعد (وعضام الرقبة)… تأتمر من بيت إيل وبلفور.. تخضع للعصابة والعميل… بحجة أنه لا يوجد بديل.

ناهيك عن الابتزاز والمساومة والمحاربة والإقصاء في أمور يضيق شرحها الآن “تمت مساومتي ومحاولة ابتزازي من أجل شق أحد الفصائل الفلسطينية”… فما خفي كان اعظم.

من أجل كل ما تقدم وبعد أكثر من أربعون عاما قضيتها في صفوف الثورة الفلسطينية ابتداء من لبنان عام 1981 شبلا ومرورا بكل محطات المنافي بعد الدراسة في ألمانيا ثم العراق واليمنين والسودان والجزائر وتونس وليبيا أتخذ قراري هذا. فأنا وعلى سبيل المثال صرت أصنف بنظر البعض من القيادات الحاكمة “الحكيمة” “الوطنية” تارة سوري غريب بلاد!! وتارة غير فلسطيني ليس خلفه عشيرة أو عصابة أو كرمز وطني وعبئا يثير الاحتلال ويؤرقه تارة أخرى…لكن رغم كل هذا وذاك سأبقى جنديا مناضلا حتى تحقيق الهدف الذي التحقت به بصفوف الثورة المعاصرة والتي كان لعائلتي الدور الكبير في انطلاقتها وبناء قواعدها في سوريا وخاصة القواعد البحرية في مدينة جبلة واللاذقية وبرج اسلام… كما كان لنا محطات كثيرة في دعم الثورة ماديا منها ريع مسلسل عزالدين القسام والذي عرض وبيع لكل الدول العربية بمبالغ ضخمة..

هذا غيض من فيض ومبررا لقراري الذي اتخذه بحرقة وغصة فلم يعد من المنطق والعقلانية منح غطاء الوطنية لثلة فاسدة أو طغمة حاكمة وبطانة مهترئة تتخذ من الوطنية ستارا لها.. والتي آلت على نفسها المراهنة على المحتل والمتاجرة به و معه وحتى الاستقواء به… ومحاربة وإقصاء كل وطني ومحاولة طمس التاريخ المشرف أو تشويهه وحتى تزويره من اجل التغطية على فشلها واخفاقاتها إرضاء للمحتل…وحفاظا على مكاسبها المادية والدنيوية.

الآن بدأت أجد تفسيرا أن لماذا وبعد قرن من الزمان لا يزال شعبي الفلسطيني يرزح تحت نير الاحتلال ولماذا ثورة شعبي لا تزال لم تحقق أيا من أهدافها بل على العكس أصبحت تسير القهقرى… هناك من يبيعنا وهم ويسقينا سراب …هناك من يسرق نضالنا وجهادنا ومازال يتاجر بدماء شهدائنا ومعاناة أسرانا وآهات جرحانا لا بل يزاود علينا نحن أصل الصورة والثورة نحن تاريخ فلسطين وسنكون بإذن الله حاضره ومستقبله..

ولنا في قول أمير المؤمنين الإمام علي كرم الله وجهه “حين سكت أهل الحق عن الباطل ظن أهل الباطل أنهم على حق” لعبرة لمن يعتبر

فالثورة التي تتخلى عن سلاحها أو الأمة التي تسيء وتحارب أو تتنكر لمناضليها ورموزها وتاريخها ولا تدرسه وتستلهم العبر والدروس منه حتما سيكتب لها الهزيمة والضياع والاندثار ولن يكون لها مستقبل… أو حتى تشم رائحة النصر.. فليس أدل على ذلك ما يحدث في واقعنا وحالنا… وما هكذا عهدت شعبي..

وقد عبر الشاعر الصديق عبد الناصر صالح بقصيدة لخص فيها كل ما كتبت بهذه الأبيات:

وحين يصبح اللصوص قادة.. ويصبح الخدام (بدعم أولياء أمورهم ) مفوضين باستلاب عمرنا ومضغ لحمنا ويمزجون في المجالس الحلال بالحرام والطهر بالسخام….فإن مرجع الولاء يا صديقي يعود للحاخام..

وحين ينطقون باسمنا ويقفزون من دجى أوكارهم إلى الأمام… وحين تصدأ العقول والقلوب والعظام فإن دورة الحياة يا صديقي أشرفت على الختام..

فهناك دائما من يجب أن يقول كلمة الحق و الحقيقة مهما كان الثمن…ومهما كانت مرة وقاسية..

“ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”

وأحسبه قريب وقريب جدا… من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.. هذي هي البداية والباقي جاي قدام”.

أحمد محمد عزالدين القسام…حفيد الشهيد عزالدين القسام….فلسطين / جنين