السيد نصر الله..العين على كاريش والوقت يضيق

السيد نصر الله..العين على كاريش والوقت يضيق
السبت ٢٠ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٨:٤١ بتوقيت غرينتش

يضيق الوقت أمام الاستحقاقات الكبيرة التي تنتظر البلاد، من انتخابات رئاسة الجمهورية إلى الحكومة التي تراوح مكانها.

العالم-لبنان

وسط أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة يعيشها اللبنانيون على أبواب موسم المدارس واقتراب الشتاء، وما يطويه من معاناة على صعيد تأمين وسائل التدفئة دون كهرباء ومحروقات تحلق أسعارها كل يوم، وما كان ينقص المواطن سوى الدولار الجمركي، والذي قد يشكل كرة نار لا يطيق أحد تحملها، وتتقاذفها الأطراف السياسية لاتقاء حرّها وشرّها.

على أن هذه الملفات على أهميتها، لم تحجب النظر عن ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الصهيوني، والذي لا زال يراهن على لعبة الوقت، وهو ما حذّر منه مجددًا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بالأمس، مؤكدا أن العين على كاريش وليست على فيينا، وأن احتمالات التصعيد قائمة إن أخطأ العدو الحساب.

وكتبت صحيفة الاخبار اليوم بينما تتساوى احتمالات التصعيد مع احتمالات التهدئة في ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة جنوباً، دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لأن تكون العين على حقل كاريش والحدود اللبنانية والوسيط الأميركي، لافتاً إلى أن العين على الوسيط الأميركي الذي إلى الآن يضيع الوقت ووقته قد ضاق.

موقف الأمين العام لحزب الله جاء وسط صمت كبير ومطبق يسود الأوساط الصهيونية. إذ إن الرقابة العسكرية تمنع على الجميع التحدث عنه، بما في ذلك وزيرة الطاقة التي أطلت على إحدى القنوات ولم يتوجه إليها المحاور بسؤال عن الملف. بينما واصلت وسائل الإعلام الأخرى نقل معطيات عن مصادر من خارج الكيان من دون تظهير أي موقف. لكن التقييم الوارد عن لسان سياسيين وإعلاميين من داخل الكيان يركز على أن الأمور تتجه نحو اتفاق يناسب الجانبين.

لكن تحذير سيد نصرالله الوسيط الأميركي من التسويف، يعود إلى كون الأخير أجل زيارة كانت مقررة له إلى فلسطين المحتلة أول من أمس إلى موعد جديد قالت مصادر مطلعة إنه سيكون في الثامن والعشرين من هذا الشهر. وأن هوكشتين سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الملف ويعود إلى بلاده وليس مباشرة إلى لبنان. علماً أنه هو من سرب قبل أيام أنه يمضي إجازة في اليونان بما يحمله ذلك من رسالة «عدم الاهتمام بالمواعيد»، وهو ما فسره أصدقاء للسفارة الأميركية في بيروت بأن الوسيط الأميركي يوجه رسالة إلى حزب الله بأن واشنطن لا تخضع لاختبار الوقت. مع العلم أن الحديث يدور عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الأمن القومي في كيان الاحتلال إلى واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة للبحث في الملف إلى جانب قضايا أخرى.

وقد بادرت قوات الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية إلى رفع وتيرة الحركة العسكرية والأمنية في المنطقة الشمالية مع تركيز على الساحل اللبناني من الحدود إلى مناطق بعيدة شمالاً. ومع أن طبيعة هذا النشاط تبدو احترازية إلا أن المقاومة بادرت أيضاً إلى اتخاذ إجراءات من جانبها من أجل منع أي مفاجأة في حال قرر العدو القيام بعمل مفاجئ، خصوصاً أن القيادات العسكرية والأمنية في إسرائيل سربت قبل يومين أنها قد تكون مستعدة لضربات استباقية في حال تثبتت من وجود نشاط لحزب الله يمهد لتوجيه ضربة إلى المنشآت الغازية في البحر.

ومع ذلك، فقد نقلت مصادر رسمية لبنانية عن أوساط دبلوماسية غربية أن المداولات الجارية تشير إلى أن الولايات المتحدة لا تدعم نشاطاً يقود إلى حرب أو مواجهة، وأن الأوروبيين يريدون استقراراً يساعدهم في استجرار كميات من الغاز يحتاجونها قبل الخريف المقبل. لكن هذه المصادر قالت إن ما يحتاج إلى التدقيق هو الخطوات الأميركية العملانية التي يبدو أنها تدرس توقيت أي اتفاق بين لبنان وكيان الاحتلال بما يتناسب مع الأجندة الأميركية في لبنان نفسه، وأبدت المصادر خشيتها من أن تكون واشنطن عازمة على التورط في الخلافات الداخلية بما يجعلها تسعى لتأجيل الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهو الأمر الذي يجب التوقف عنده بعدما تبلغ لبنان أن البت بتمويل عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن مؤجل لشهرين إضافيين على الأقل.

ولفتت المصادر إلى أن المتصلين بالجهات الأميركية يكثرون من الحديث عن ضرورة عدم منح حزب الله أي نصر جديد، وأنه حتى في الشكل تهتم أميركا بتسويف الوقت لتأخير الاتفاق من دون توترات من أجل كسر تهديد حزب الله بضربة في شهر أيلول. وحذرت المصادر من خطط أميركية لخلق توترات داخلية في لبنان على خلفية الأزمة الاقتصادية بقصد الضغط على حزب الله لمنعه من القيام بأي عمل عسكري ضد إسرائيل.