سفير سوريا السابق لدى تركيا يحدد شروطا محتملة لعودة العلاقات مع تركيا

سفير سوريا السابق لدى تركيا يحدد شروطا محتملة لعودة العلاقات مع تركيا
الأحد ٢١ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٩:٤٧ بتوقيت غرينتش

أكد السفير السوري السابق لدى تركيا، نضال قبلان، أن أبرز المطالب التي قد تطرحها دمشق لعودة العلاقات مع تركيا تتمثل في سحب تركيا المجموعات المسلحة الموجودة في الأراضي السورية، والتوقف عن دعمها، والمساعدة في عودة إدلب إلى سيطرة الدولة السورية.

العالم - سوريا

وقال قبلان في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "التحول في العلاقات التركية - السورية جاء بعد قمتي سوتشي وطهران، وبعد توصل المسؤولين الأتراك والنظام التركي إلى قناعة مفادها استحالة إحداث التغيير في سوريا بالقوة العسكرية، وبالتالي لا بديل سوى الحل السياسي".

وحول أبرز المطالب التي قد تطرحها دمشق لعودة العلاقات قال قبلان: "توقف تركيا عن دعم التنظيمات الإرهابية والمساعدة في عودة إدلب كاملة بما في ذلك معبر باب الهوى وغيره في المحافظات إلى سيطرة الدولة السورية، وكذلك طريق "إم 4"، الذي يربط اللاذقية بحلب والشمال والشمال الشرقي".

وأضاف السفير السوري السابق: "كما تريد دمشق من أنقرة سحب قواتها من الأراضي السورية وحل ميلشياتها هناك، وأن تساعد من خلال علاقاتها مع الدول الغربية وكونها عضوا في حلف "الناتو" في رفع العقوبات عن الكثير من المؤسسات الحكومية والشخصيات السورية".

وتابع: "عندها فقط، يمكن أن نقول بأن هنالك صفحة جديدة يمكن فتحها"، مضيفا: "من المعلوم أن لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في السياسة، وبالتالي كل الاحتمالات واردة ومن مصلحة تركيا وسوريا طي هذه الصفحة".

واستطرد السفير السوري السابق لدى تركيا نضال قبلان: "لكن سوريا التي قدمت أثمانا باهظة للتورط التركي والممارسات العدوانية الكثيرة في الحرب على سوريا، لا يمكن أن تفعل ذلك مجانا أو مقابل ثمن بخس، ولا بد أن يكون الثمن بحجم الأذى والخراب والدمار الذي أحدثته تركيا أردوغان في سوريا".

وحول مطالب تركيا في تحقيق الأمن على الحدود مع سوريا، قال قبلان: "بالنسبة للهاجس التركي الذي تتذرع به أنقرة دائما ويتصل بأمن الحدود مع سوريا ومكافحة التنظيمات الكردية الإرهابية الانفصالية، فإن التصريحات الأخيرة في المقاربة التركية جاءت على خلفية تكون قناعة لدى أجهزة الاستخبارات التركية مفادها أن الدولة الأهم، إن لم تكن الوحيدة التي يمكن أن تساعد تركيا في ضبط هذه الحدود هي سوريا".

وأوضح قبلان: "هذه القناعة تجسدت في اللقاءات العسكرية والأمنية المنتظمة بين البلدين قبل الحرب على سوريا عام 2011، وهذه القناعات والهواجس من قيام كيان كردي انفصالي عند الحدود قد تكون أيضا وراء هذه الخطوات التركية".

كما لفت قبلان إلى الدور الروسي والإيراني اللذين أكدا الرغبة في إذابة الجليد بين أنقرة ودمشق، وقال: "طبيعي أن المبادرة تأتي من أنقرة لأنها كانت رأس الحربة في المؤامرة على سوريا والحرب عليها ولا تزال تحتل جزءا من الأراضي السورية وشاركت وربما تشارك حتى اللحظة في نهب ثروات البلاد".

وحول مصير المجموعات المسلحة المتواجدة في الشمال والشمال الشرقي لسوريا في حال تمت المصالحة بين سوريا وتركيا، قال قبلان: "انه احتمال من اثنين: فإما أن يتم ترحيل الإرهابيين الأجانب إلى بلادهم (بمساعدة راعيهم التركي) واستيعاب سوريا للتائبين منهم خصوصا من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين وإما الحل العسكري وسحق هذه الجماعات في إدلب وغيرها".

وتابع: "بعض هذه التنظيمات لا تقبل أصلا بالحل السياسي بأي شكل من الأشكال ولا يوجد في عقيدتها المتطرفة أي تفكير بالحل السياسي، وبالتالي فهي لن تلقي السلاح ولذا يجب عندئذ القضاء عليها عسكريا بالتعاون بين الجميع".