وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني شهدنا خلال ال48 ساعة الماضية عملية ضخ اعلامي اسرائيلي هدفها افشال التحرك الدبلوماسي الفلسطيني نحو الامم المتحدة واظهار استعداد اسرائيلي للمفاوضات.
وتؤكد القيادة الفلسطينية ان توجهها نحو الامم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات مع الكيان الاسرائيلي ولا المفاوضات بديلا عن التوجه للامم المتحدة، على حد قول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اجتماع المجلس المركزي الشهر الماضي.
و تطالب القيادة الفلسطينية ، رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاعتراف صراحة بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم على حدود 1967 ووقف الاستيطان، كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة.
واشار مجدلاني الى ان نتانياهو "اعلن موافقته على المفاوضات الثنائية، لكن مع ضمان حق اسرائيل في عدم العودة الى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وهذه صيغة اصلا رفضتها اللجنة الرباعية".
وقال "سمعنا من خلال تسريبات مقصودة ان هناك جهودا اميركية اسرائيلية اوروبية لتقديم مبادرة والمقصود من هذا الامر ليس سوى تشتيت الانتباه عن التركيز الفلسطيني بالتوجه نحو الامم المتحدة".
وتابع ان مثل هذه المبادرة المشتركة لم تطرح رسميا على القيادة الفلسطينية ولم يكن هناك مفاوضات سرية بشانها.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القيادي في الجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح "نعلم ان هناك مبادرة اميركية اسرائيلية تم التوصل اليها خلال لقاء جمع قياديين اسرائيليين في واشنطن، ووافق نتانياهو عليها مع تحفظات".
لكنه اضاف "بالاساس موقفنا هو التوجه الى الامم المتحدة كتحرك سياسي بامتياز وان نطالب الامم المتحدة بتنفيذ قراراتها، ومنها قرار 181 للعام 1947 ( قرار التقسيم)".
واكد مجدلاني من جانبه ان الشيء الوحيد الذي طرا خلال الساعات الماضية كان احباط نتانياهو للقاء كان يفترض ان يعقد بين عباس ورئيس الكيان الاسرائيلي شيمون بيريز للبحث في امكانية استئناف المفاوضات.
وقال ان "اللقاء منع من قبل باراك بينما يحاول بيريز اصلا ان يظهر بانه رجل سلام مع ان لا موقعه ولا دوره يؤهله للعب دور سياسي من هذا القبيل".
واضاف ملوح : كلنا يعلم ان الراي العام لدى عباس هو المفاوضات والالتزام بها لكن هذه المفاوضات لم تقدم لنا شيئا طوال عشرين عاما واتسمت دائما بالفشل.
وراى محللون سياسيون ان القيادة الفلسطينية نجحت على الصعيد الداخلي في حشد تاييد الراي العام الفلسطيني لمسعاها التوجه الى الامم المتحدة، مؤكدين ان اي تراجع سيؤثر سلبا على مصداقيتها امام الراي العام الفلسطيني.
وقال المحلل والكاتب السياسي هاني المصري ان اي تراجع للقيادة الفلسطينية عن التوجه نحو الامم المتحدة سيشكل ضربة موجعة للراي العام الفلسطيني.
واضاف ان البعض يرون في توجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة تكتيكا لتحسين شروط المفاوضات، مستبعدا ان يتحقق ذلك. وقال حتى لو نجحت القيادة الفلسطينية في تحقيق شيء في الامم المتحدة فلن يسهم ذلك في تحسين شروط المفاوضات.
وراى ان الكيان الاسرائيلي يخاف من توجه الفلسطينيين للامم المتحدة لانهم يخافون ان تعطي الامم المتحدة الفلسطينيين ما لا يريد ان يعطيهم (الاحتلال) اياه في اي مفاوضات ثنائية مقبلة.
واكد مجدلاني ان الموقف الفلسطيني هو الموقف الذي تم التعبير عنه في اجتماعات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والمتمثل في الثبات نحو التوجه الى المجتمع الدولي.
واضاف نحن لا نسعى من خلال توجهنا الى الامم المتحدة للضغط على الاحتلال لتغيير شروط المفاوضات كما يعتقد البعض.
وقد اعلنت القيادة الفلسطينية اطلاق حملة دبلوماسية واسعة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعضوية الامم المتحدة خلال دورة الامم المتحدة ال 66 التي تبدا في اواسط ايلول/سبتمر المقبل.
كما صرح امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاثنين ان المنظمة تستعد لاطلاق حركة شعبية سلمية بمشاركة الملايين، لتاييد التوجه الى الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل.
وقال عبد ربه عقب لقاء مع ممثلين الفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية وممثلي مؤسسات اهلية هذه معركة الشعب بتجمعاته كافة، ولا نجاح من دون اجماع شعبي.
واشار عبد ربه الى ان الملايين ستنزل الى الشوارع في حركة شعبية سلمية للمطالبة بان تكون دولة فلسطين الدولة الرقم 194 في المنظمة الدولية.
?